السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 11 يونيو 2017

كشكول ١٥١٣: قيل ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ


جاءني على الواتساب وجزى الله مرسلها خيرا
  قيل ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ:
اﻟﺒﻐﻲ ﻭاﻟﻤﻜﺮ ﻭاﻟﻨﻜﺚ.
 ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:
" ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻐﻴﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ "
 ﻭﻗﺎﻝ:
" ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ اﻟﻤﻜﺮ اﻟﺴﻲء ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ "
 ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
" ﻭﻣﻦ ﻧﻜﺚ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻨﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ "

{بهجة المجالس 88}

كشكول ١٥١٢: قال أحد الصوفية


قال احد الصوفية:
انا من اهوى ومن اهوى انا
روحان نحن حللنا البدنا.
وقال الآخر : ما تحت الجبة الا الله.
وقال الآخر :
العبد رب والرب عبد فياليت شعري من المكلف
ان قلت عبد فذاك رب وان قلت رب فأنى يكلف
وقال : خاض الاولياء في بحر وقف الانبياء على ساحله.
وقال الخميني : "للولي من آل البيت درجة لا يصل اليها ملك مرسل ولا نبي مقرب"
فالولي اعلى من النبي عندهم.
ولذلك هم يفسرون ما ذكر عن العبد الصالح الذي ارشد الله اليه موسى عليه الصلاة والسلام وهو الخضر يفسرونه على انه ولي ... فموسى النبي رجع للولي عندهم.
واهل السنة عندهم ان الخضر نبي يوحى اليه كما دلت عليه سورة الكهف.
قصة عجيبة : 
ذكر لي صاحبي انه سافر الى السودان للدعوة قبل اكثر من عشربن سنة او اكثر.
وهناك كان من ضمن ما شاهد ضريحا. 
فدخله فإذا فيه رجل عريان لا يستره شيء .
فاستعجب ... واخذه رفيقه واخرجه.
قال: ما هذا؟ لماذا هو عريان؟
قال: هذا عندهم ولي سقطت عنه التكاليف لانه بلغ درجة اليقين قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سورة الحجر 99]. فلا يلزمه ستر عورة ولا غيره.
فقال صاحبي: معنى هذا التفسير للآية ان هذا الولي بزعمهم بلغ درحة لم يبلغها الرسول ولا الصحابة... لانهم التزموا بالتكاليف حتى ماتوا.
الم يعلموا ان المراد باليقين في الآية هو الموت.
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عند دفن عثمان بت مظعون اما عثمان فقد اتاه اليقين.
وهذه عجيبة من الاستدلال وعجيبة من التصرف.

اللهم اهد ضال المسلمين الى الصراط المستقيم .

قال وقلت ١٥٥: حرر لي المراد بالتفسير بالمأثور


قال : حرر لي المراد بالتفسير بالمأثور، لأن صاحب كتاب التفسير والمفسرون الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله، هو أول من أحدث هذه القسمة، وجاء بهذا الاصطلاح، لما ذكر أن التفسير بالمأثور هو تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بقول الصحابي، وتفسير القرآن بما أجمع عليه التابعون، لما مثل لهذا التفسير بالمأثور، ذكر كتاب ابن جرير الطبري، وكتاب ابن كثير وكتاب ابن عطية، فكسف يستقيم ذلك؟!

قلت: التفسير بالمأثور، هو التفسير الذي لا يأت فيه المفسر بمعنى للآية برأيه مجرداً، إنما يتبع فيه ما جاء في القرآن أو السنة أو عن الصحابة رضي الله عنهم، أو ما أجمع عليه التابعون.
وتمثيل الشيخ الذهبي رحمه الله صحيح كما ذكرت، ليس مطابقاً لتعريفه للتفسير بالمأثور، إنما كان يصلح لهذا النوع كتب التفسير التي تذكر آثار الصحابة والأحاديث مجردة مثل كتاب التفسير للصنعاني، ومثل كتاب ابن أبي حاتم، ونحوها.
والذهبي نفسه اعتذر عن صنيعه بأنه إنما أورد هؤلاء في المأثور لغلبة التفسير بالمأثور في كتبهم لا لأنها مجردة للتفسير بالمأثور، ذكر هذا في كتابه ، حيث قال في كتابه التفسير والمفسرون (1/ 181 - 182): "ولا يفوتنا هنا أن ننبه إلى أن كتاب الدُرّ المنثور، هو الكتاب الوحيد الذى اقتصر على التفسير المأثور من بين هذه الكتب التي تكلمنا عنها، فلم يخلط بالروايات التي نقلها شيئاً من عمل الرأي كما فعل غيره. وإنما اعتبرنا كل هذه الكتب من كتب التفسير بالمأثور، نظراً لما امتازت به عمَّا عداها من الإكثار في النقل، والاعتماد على الرواية، وما كان وراء ذلك من محاولات تفسيرية أو استطردات إلى نواح تتصل بالتفسير، فذلك أمر يكاد يكون ثانوياً بالنسبة لما جاء فيها من روايات عن السَلَف في التفسير"اهـ.

والله الموفق.

قال وقلت ١٥٤: تفسير التابعين ليس من التفسير بالمأثور، إلا إذا أجمعوا عليه


قال : تفسير التابعين فيه رأي مذموم أو على الأقل مردود، مثل تفسير مجاهد للمسخ بالمسخ المعنوي. فكيف يقال عنه تفسير مأثور؟!.
قلت: تفسير التابعين ليس من التفسير بالمأثور، إلا إذا أجمعوا عليه..

قال وقلت ١٥٣: تفسير القرآن بالقرآن لم يأت فيه المفسر بمعنى من عند نفسه



قال : تفسير القرآن بالقرآن، هو تفسير اجتهادي، لأن العالم باجتهاده يرى أن هذه الآية تفسر هذه الآية.
قلت: هذا فيه نظر؛ لأن تفسير القرآن بالقرآن لم يأت فيه المفسر بمعنى من عند نفسه، برأيه، إنما جاء بمعنى آية فسر به آية أخرى. وعليه فهو تفسير مأثور، لأنه لم يأت فيه بمعنى من عند نفسه أصلاً.
أما الجهد الذي بذله في استحضار معنى هذه الآية في تفسير هذه الآية، فليس هو محل الاجتهاد في التفسير.
انظر : أنت تقرر أن التفسير النبوي هو فقط التفسير بالمأثور، يلزم على كلامك في تفسير القرآن بالقرآن، أن لا يكون مأثوراً، لأن عمل المفسر في استحضار الحديث والنظر في ثبوته، هو تماماً كعمل المفسر في استحضار معنى الآية لتفسير آية أخرى.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ليس كل تفسير القرآن بالقرآن هو كما ذكرت؛
فمن أنواع تفسير القرآن بالقرآن تفسير الآية بقراءة، بقراءة أخرى.
ومن أنواع تفسير القرآن بالقرآن، أن يفسر الله الآية بالمقابلة، فتفهم المعنى المراد بذلك.
ومن أنواع تفسير القرآن بالقرآن التفسير المباشر (وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ{2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ) .
فمثل هذه الأنواع لا يدخل فيها ما ذكرت، فيبقى تفسير القرآن بالقرآن فيها مأثوراً، لا يأت فيه المفسر بمعنى من عند نفسه.

والله الموفق.

قال وقلت ١٥٢: تفسير الصحابة وإن داخله اجتهاد إلا أنه مبني على معنى فهموه من الرسول -صلى الله عليه وسلم-



قال : الوارد عن الصحابة فيه اجتهاد، بدليل أنهم يختلفون في التفسير، فلا يقال: التفسير بالمأثور مقابل للتفسير بالرأي. مع التسليم بفضل الصحابة ومكانتهم والاهتداء بهم.
قلت: هذا فيه نظر؛ لأن تفسير الصحابة وإن داخله اجتهاد إلا أنه مبني على معنى فهموه من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بما شاهدوه وخالطوه من أحوال التنزيل، فاجتهادهم مبني على تفسير الآية الذي فهموه من الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يقال عن اجتهادهم: إنه رأي محمود مقابل رأي مذموم.
هذه واحدة.
ثم اختلاف الصحابة في التفسير ليس من باب التضاد والتعارض، بل هو من باب التنوع، ومن أندر ما يأتي عنه التعارض والتضاد في التفسير. وهذه الثانية.
ولا تنس أن الرجوع إلى تفسير الصحابة وعدم الخروج عن أقوالهم، يعني عدم إحداث قول خارج عن أقوالهم، هو أصل تفسير الدين عند جميع الأئمة، فلا يقال عن اجتهادهم أنه رأي محمود مقابل رأي مذموم. وهذه الثالثة.
وعليه فالقسمة أن يقال: تفسير بالمأثور مقابل التفسير بالرأي.
والتفسير بالرأي لا يدخل فيه تفسير الصحابة، إنما تفسير غيرهم، وهو على نوعين:
النوع الأول : تفسير بالرأي توفرت فيه الشروط المشار إليها في منشور سابق. فهذا تفسير بالرأي المحمود.
النوع الثاني : تفسير بالرأي لم تتوفر فيه الشروط فهو تفسير بالرأي المذموم .

والله الموفق.

خلفيات علمية ٣٠: التفسير بالمأثور هو خط مقابل للتفسير بالرأي


التفسير بالمأثور هو خط مقابل للتفسير بالرأي .
هل سمي بالمأثور لانه توقيفي او لأن المفسر يتابع في معنى الآية ما جاء عن السلف فلا يحدث معنى خارجا عن اقوالهم؟
بعض الناس فهم ان المراد بالمأثور هو التوقيف وهذا غير صحيح ويلزم منه ان القائل بالتفسير المأثور لا يجوز الاجتهاد في تفسير الآية.
ويلزم منه ان لا تفسير مأثور الا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به بعضهم.
والصحيح ان التفسير بالمأثور قائم على اصل تفسير الدين وهو اعتماد ان لا يفسر القرآن بمعاني لم تأت عن السلف ولذلك كان تفسير القرآن بالقرآن مأثورا لان المفسر لا يأت بمعنى من عند نفسه انما بمعنى جاء في آية يفسر به آية اخرى. او على الصور الاخرى في تفسير القرآن بالقرآن.
وتفسير القرآن بقول الصحابي من التفسير بالمأثور لأن اصل تفسير الدين بما جاء عن الرسول وأصحابه الذين اختصهم الله بمشاهدة نزول القرآن والعلم بما احتف به وبمعرفة المعنى المراد ... فإذا اختلف لا نخرج عن خلافهم ...
فما جاء عن الله ورسوله على الرأس والعين.
وما جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعين.
وما حاء عن التابعين ليس كذلك الا ان يجمعوا .
وهذا أصل جميع أئمة الدين اهل الاجتهاد.
ولذلك في تفسير القرآن بالرأي نشترط في قبوله شروطا خمسة:
الشرط الاول : ان لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد؛ فلا يحدث المفسر للآية معنى يخرج عن اقوال السلف.
الشرط الثاني : ان يناسب السياق سباقا ولحاقا.
الشرط الثالث : ان يتفق مع دلالة اللفظ لغة.
الشرط الرابع : ان لا ينصر به اقوال اهل البدع.
الشرط الخامس : ان لا يخللف ما جاء في الشريعة.
فإذا تحققت هذه الشروط فهو من الرأي المحمود المقبول.
فلاحظ ان التفسير بالرأي ينبغي ان لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد.
فلا نمنع الاجتهاد في تفسير القرآن ضمن تحقق هذه الشروط والله الموفق.
مداخلات :
* قال : حرر لي المراد بالتفسير بالمأثور، لأن صاحب كتاب التفسير والمفسرون الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله، هو أول من أحدث هذه القسمة، وجاء بهذا الاصطلاح، لما ذكر أن التفسير بالمأثور هو تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بقول الصحابي، وتفسير القرآن بما أجمع عليه التابعون، لما مثل لهذا التفسير بالمأثور، ذكر كتاب ابن جرير الطبري، وكتاب ابن كثير وكتاب ابن عطية، فكسف يستقيم ذلك؟!
قلت: التفسير بالمأثور، هو التفسير الذي لا يأت فيه المفسر بمعنى للآية برأيه مجرداً، إنما يتبع فيه ما جاء في القرآن أو السنة أو عن الصحابة رضي الله عنهم، أو ما أجمع عليه التابعون.
وتمثيل الشيخ الذهبي رحمه الله صحيح كما ذكرت، ليس مطابقاً لتعريفه للتفسير بالمأثور، إنما كان يصلح لهذا النوع كتب التفسير التي تذكر آثار الصحابة والأحاديث مجردة مثل كتاب التفسير للصنعاني، ومثل كتاب ابن أبي حاتم، ونحوها.
والذهبي نفسه اعتذر عن صنيعه بأنه إنما أورد هؤلاء في المأثور لغلبة التفسير بالمأثور في كتبهم لا لأنها مجردة للتفسير بالمأثور، ذكر هذا في كتابه ، حيث قال في كتابه التفسير والمفسرون (1/ 181 - 182): "ولا يفوتنا هنا أن ننبه إلى أن كتاب الدُرّ المنثور، هو الكتاب الوحيد الذى اقتصر على التفسير المأثور من بين هذه الكتب التي تكلمنا عنها، فلم يخلط بالروايات التي نقلها شيئاً من عمل الرأي كما فعل غيره. وإنما اعتبرنا كل هذه الكتب من كتب التفسير بالمأثور، نظراً لما امتازت به عمَّا عداها من الإكثار في النقل، والاعتماد على الرواية، وما كان وراء ذلك من محاولات تفسيرية أو استطردات إلى نواح تتصل بالتفسير، فذلك أمر يكاد يكون ثانوياً بالنسبة لما جاء فيها من روايات عن السَلَف في التفسير"اهـ. والله الموفق. 
* قال : تفسير التابعين فيه رأي مذموم أو على الأقل مردود، مثل تفسير مجاهد للمسخ بالمسخ المعنوي. فكيف يقال عنه تفسير مأثور؟!.
قلت: تفسير التابعين ليس من التفسير بالمأثور، إلا إذا أجمعوا عليه. 
* قال: تفسير القرآن بالقرآن، هو تفسير اجتهادي، لأن العالم باجتهاده يرى أن هذه الآية تفسر هذه الآية.
قلت: هذا فيه نظر؛ لأن تفسير القرآن بالقرآن لم يأت فيه المفسر بمعنى من عند نفسه، برأيه، إنما جاء بمعنى آية فسر به آية أخرى. وعليه فهو تفسير مأثور، لأنه لم يأت فيه بمعنى من عند نفسه أصلاً.
أما الجهد الذي بذله في استحضار معنى هذه الآية في تفسير هذه الآية، فليس هو محل الاجتهاد في التفسير.
انظر: أنت تقرر أن التفسير النبوي هو فقط التفسير بالمأثور، يلزم على كلامك في تفسير القرآن بالقرآن، أن لا يكون مأثوراً، لأن عمل المفسر في استحضار الحديث والنظر في ثبوته، هو تماماً كعمل المفسر في استحضار معنى الآية لتفسير آية أخرى.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ليس كل تفسير القرآن بالقرآن هو كما ذكرت؛
فمن أنواع تفسير القرآن بالقرآن تفسير الآية بقراءة، بقراءة أخرى.
ومن أنواع تفسير القرآن بالقرآن، أن يفسر الله الآية بالمقابلة، فتفهم المعنى المراد بذلك. كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى﴾ (النجم:48)،[ وَيَظْهَرُ أَنَّ مَعْنَى أَقْنى ضِدُّ مَعْنَى أَغْنى رَعْيًا لِنَظَائِرِهِ الَّتِي زَاوَجَتْ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ مِنْ قَوْلِهِ: ﴿أَضْحَكَ وَأَبْكى* وأَماتَ وَأَحْيا* والذَّكَرَ وَالْأُنْثى﴾ (النَّجْم:43- 45)] من التحرير والتنوير.
ومن أنواع تفسير القرآن بالقرآن التفسير المباشر ﴿وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ{2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ) .
فمثل هذه الأنواع لا يدخل فيها ما ذكرت، فيبقى تفسير القرآن بالقرآن فيها مأثوراً، لا يأت فيه المفسر بمعنى من عند نفسه. والله الموفق.
*قال: الوارد عن الصحابة فيه اجتهاد، بدليل أنهم يختلفون في التفسير، فلا يقال: التفسير بالمأثور مقابل للتفسير بالرأي. مع التسليم بفضل الصحابة ومكانتهم والاهتداء بهم.
قلت: هذا فيه نظر؛ لأن تفسير الصحابة وإن داخله اجتهاد إلا أنه مبني على معنى فهموه من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بما شاهدوه وخالطوه من أحوال التنزيل، فاجتهادهم مبني على تفسير الآية الذي فهموه من الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يقال عن اجتهادهم: إنه رأي محمود مقابل رأي مذموم.
هذه واحدة.
ثم اختلاف الصحابة في التفسير ليس من باب التضاد والتعارض، بل هو من باب التنوع، ومن أندر ما يأتي عنهم التعارض والتضاد في التفسير. وهذه الثانية.
ولا تنس أن الرجوع إلى تفسير الصحابة وعدم الخروج عن أقوالهم، يعني عدم إحداث قول خارج عن أقوالهم، هو أصل تفسير الدين عند جميع الأئمة، فلا يقال عن اجتهادهم أنه رأي محمود مقابل رأي مذموم. وهذه الثالثة.
قال ابنُ تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى 13/243): "من فسَّر القرآن أو الحديث وتأوَّله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين؛ فهو مفترٍ على الله، ملحدٌ فِي آيات الله، مُحرِّفٌ للكلم عن مواضعه، وهذا فتحٌ لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام"اهـ.
فليس لأحد أن يتأوَّل الآية أو الحديث على معنًى يُخالف مُخالفة تضادٍّ الْمَعنَى الذي فسَّره به صحابةُ الرسول .
وعليه فالقسمة أن يقال: تفسير بالمأثور مقابل التفسير بالرأي.
والتفسير بالرأي لا يدخل فيه تفسير الصحابة، إنما تفسير غيرهم، وهو على نوعين:
النوع الأول: تفسير بالرأي توفرت فيه الشروط المشار إليها في منشور سابق. فهذا تفسير بالرأي المحمود.
النوع الثاني: تفسير بالرأي لم تتوفر فيه الشروط فهو تفسير بالرأي المذموم.
والله الموفق.
* قال: هذا التسمية (التفسير بالمأثور) حادثة، لم تأت في كلام السابقين، وإنما جاء في كلام الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون.
قلت: هذا الكلام يقرره بعض الأخوة، وفيه عندي نظر من جهات متعددة؛
الجهة الأولى : مصطلح (التفسير بالمأثور)، هو تسمية حادثة ، لمعنى كان موجوداً ومتداولا بين أهل العلم؛ فمن نظر في كلامهم يجدهم يحذرون من التفسير بالرأي، ويذمون كلام أهل البدع بأنه تفسير للقرآن بآرائهم، لم يراعوا فيه ما جاء عن السلف ، فهذا يشير إلى تفسير آخر مقابل للتفسير بالرأي الذي يذمونه؛ وهذا المقابلة تدل على أنهم يرون أن تفسير السلف يقابل الرأي، بمعنى أنه تفسير صحيح معتمد، لا مدخل للرأي والاجتهاد فيه.
وهذا يدل أنهم يعتمدون تفسيراً مقابلاً للرأي، وهو ما سمّاه الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله بـ (التفسير بالمأثور)، فهو لم يأت بغير الاسم، وإلا فإن المعنى المراد كان موجوداً يدل عليه كلامهم.
الجهة الثانية : المراد بالتفسير بالمأثور، أي التفسير الذي لا يدخل فيه المفسر برأي نفسه، فلا يأت بمعنى للآية من عند نفسه، إنما يفسر الآية بمعنى آية أخرى، فهو من هذه الحيثية لا رأي فيه. و لا دخل للمفسر في معنى الآية.
أمّا قضية أن تفسير الصحابي يدخله اجتهاد منه، فهذا يتعقب بما يلي:
- اجتهاد الصحابة في تفسير القرآن مبنى على ما فهموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الآية، فهو اجتهاد مبني على معنى صحيح فهمه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أن نظرهم في تفسير الآية مبني على معرفتهم ومشاهدتهم لقرائن وأحوال نزول القرآن وملاباسات حصلت عند نزول الآيات لا يشاركهم فيها غيرهم، وهذا المعنى يجعل اجتهادهم ليس كاجتهاد غيرهم.
- ولأن النظر في معنى الآية إذا كان مبنيا على اللغة فهم أعلم بلغة القرآن وبالمراد منه من كل أحد غيرهم، وهل المعنى العرفي زمن النزول إلا كلامهم ولغتهم؟!
فأصبح بما تقدم تفسيرهم للقرآن العظيم، تفسير بعيداً عن الرأي والاجتهاد المجرد، فلا يجعل كالتفسير بالرأي!
فإذا تحرر معك ما قدّمته تبين لك أن تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بقول الصحابي وبما أجمع عليه التابعون، هو التفسير المقابل للتفسير بالرأي.
وكونه تفسيرا مقابلاً للتفسير بالرأي لا يمنع أن تسميه (التفير بالمأثور)، أو (التفسير بالرواية)، أو (التفسير بالمنقول). فليست المشكلة في التسمية إنما في المعنى المراد، وقد اتضح بما تقدم صحته ووجوده وتداوله بين السلف من قديم.
والله المستعان وعليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله.
* قال: هل سمي مأثورا لانه توقيفي او سمي مأثورا لأن المفسر يتابع في معنى الآية ما جاء عن السلف فلا يحدث معنى خارجا عن اقوالهم؟
قلت : التفسير بالمأثور قائم على اصل تفسير الدين وهو اعتماد ان لا يفسر القرآن بمعاني لم تأت عن السلف ولذلك كان تفسير القرآن بالقرآن مأثورا لان المفسر لا يأت بمعنى من عند نفسه انما بمعنى جاء في آية يفسر به آية اخرى. او على الصور الاخرى في تفسير القرآن بالقرآن.
وتفسير القرآن بقول الصحابي مأثورا لأن اصل تفسير الدين بما جاء عن الرسول وأصحابه الذين اختصهم الله بمشاهدة نزول القرآن والعلم بما احتف به وبمعرفة المعنى المراد .
فإذا اختلفوا لا نخرج عن خلافهم .
فما جاء عن الله ورسوله على الرأس والعين.
وما جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعين.
وما جاء عن التابعين ليس كذلك الا ان يجمعوا .
وهذا أصل جميع أئمة الدين اهل الاجتهاد.
ولذلك في تفسير القرآن بالرأي نشترط في قبوله الشروط الخمسة التي سبقت الإشارة إليها.فإذا تحققت هذه الشروط فهو من الرأي المحمود المقبول.
فلاحظ ان التفسير بالرأي ينبغي ان لا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد.
فلا نمنع الاجتهاد في تفسير القرآن ضمن تحقق هذه الشروط. والله الموفق.

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ٤٥



في مجلس الشريف نواف آل غالب سلمه الله 45
دار في المجلس كلام عن هل المطلوب حفظ القرآن او غير ذلك؟
فذكر سعادة الدكتور محمد غالب العمري سلمه الله أن ابن القيم رحمه الله نبه الى ان المطلوب من المسلم مع القرآن العظيم ثلاثة امور:
الامر الاول : قراءته .

الامر الثاني: تعلم مافيه وتدبره.
الامر الثالث : العمل بما فيه .
فعلقت على ذلك بقولي: يدل على صحة هذا انه عمل السلف. كما ورد عن ابن ابي ليلى: كانوا اذا قرأوا خمس آيات او عشر آيات لم يجاوزوهن حتى يعلموا ما فيهن ويعملوا بهن. او كما ورد .
فعلق الشريف نواف سلمه الله بقوله: حضرت مرة بصفتي رئيس الجمعية الخيربة لتحفيظ القرآن بمكة المكرمة. فرأيتهم في الحفل يركزون على الحفظ . ويشيرون انهم بمجرد الحفظ صاروا علماء.
فلما طلبوا مني ان اتكلم ذكرت في كلمتي ان المطلوب ليس مجرد الحفظ. وان الحفظ بمجرده لا يصنع عالما.
الا ترون ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر اقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
قال النووي : يعني لا تبلغ معانيه قلوبهم.
وهذا امر مهم جدا. وبعض الناس لا هم له الا الحفظ . والتركيز كله عليه بدون فهم وتعلم وعمل.
وهذا خلاف ما كان عليه السلف الصالح في التعامل مع القرآن العظيم وما ينبغي ان نكون عليه.
قلت: والامر كما قال سيادته حفظه الله.



دار في المجلس سؤال عن الاعجاز العددي ...
فقلت : دعاوى الاعجاز العددي يكفي في ردها انها طريقة لا سلف لها فلم يقل بها احد من الصحابة ولا التابعين ولا أئمة الدين من بعدهم.
وفيه تكلف من عدة جهات ؛
الجهة الاولى : التكلف من جهة البداية والنهاية للمقطع الي يبدأ فيه بحساب العدد.
الجهة الثانية : يعدون الحرف المشدد اذا وافق ما يريدونه والا لم يحسب وهذا محض تحكم.
الجهة الثالثة : اذا اختلفت القراءة للكلمة القرآنية فهم يتحكمون في اختيار ما يناسب العدد الذي يريدونه.
وعليه فهي دعوى مردودة لا اعتبار بها.
وقد وقفت على بعض المنشورات في الواتساب من هذا القبيل فلما راجعتها وجدتها غير صحيحة فلينتبه الى ذلك ولا يغتر به.

والله المستعان وعليه التكلان .

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ٤٤


في مجلس الشريف نواف آل غالب سمه الله (44)
استضاف سيادة الشريف نواف، الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان، صاحب مكتبة الرشد. وحفلت الجلسة بالذكريات، ولعلي أعود وأسجل جميع ما دار فيه.
ذكر الأستاذ أحمد الحمدان سلمه الله، أن من الأمور التي مرت به، أن دكتوراً من البوسنة جاءه في مكتبه، وسلم عليه، وقدّم له شكره، وامتنانه واعترافه للفضل!
يقول الأستاذ أحمد الحمدان: فاندهشت، وسألته ما سبب ذلك؟
فقال الدكتور البوسني: جئت إليكم قبل عشرة سنوات أثناء دراستي بالجامعة الإسلامية، وذكرت لكم حاجتي وطلبة العلم في البوسنة، إلى الكتب الشرعية، فكتبت لي خطاباً إلى مدير مكتبتكم بأن يجهز لي كل ما احتاجه من الكتب، بدون أن أدفع شيئاً.
قال: وأخرج الدكتور البوسني خطاباً بخط يدي فيه ذلك، وعليه توقيعي. فقلت له: لم لم تأخذ الكتب؟
فقال: تفكرت وإذا شحن هذه الكتب إلى بلدي سيكلفني كثيراً، فاحتفظت بالخطاب عندي، وأتممت دراستي ورجعت إلى بلدي، وكلما نظرت في الخطاب تذكرتكم ، وفي نفسي أني إذا جئت السعودية أمر عليكم وأشكركم جزاكم الله خيراً.
فقال الشريف نواف سلمه الله : مثل هذه الأمور تحدث، وتدل على أن في الناس من يحفظ المعروف و لا ينساه، من ذلك أن مكتب عمي الشريف سرور، كان في موقع عمائر الجعفرية، التي بالجميزة تقريباً بمكة، وكان محلها فلل، قبل أن تبنى هذه العمائر. وهذه الأحداث قبل أربعين سنة تقريباً، ثم بنيت هذه العمائر.
وذاك اليوم جاءنا في المكتب في عمائر الجعفرية، رجل فلسطيني أردني الجنسية، ويسأل عن الشريف الذي كان له مكتب في هذه الجهة؟ 
فقلنا: تقصد قبل أن تبنى هذه العمائر؟ 
قال: نعم. 
فأريناه صورة لدينا للشريف سرور، فقال: نعم هو هذا .. أين هو؟
فقلت له: الله يرحمه مات من زمن طويل... ما حكايتك معه.
فقال هذا الرجل: قبل أربعين أو قريبا منها، بسيارة كبيرة، محملة بغنم، أريد أن اتاجر بها في موسم الحج، وأتكسب لأبني بيتي في الأردن، لي ولعيالي، ووضعت فيها كل رأس مالي. و لا علم بالتراتيب النظامية في ذلك، فلما وصلت إلى مكة أوقفت، وحجزت سيارتي في الأمارة، في جهة المعابدة .
فأظلمت الدنيا في عيني، فترجلت أمشي متجهاً إلى الحرم، حتى جئت إلى مكان هذه العمائر، وكان حينئذ عبارة عن مجموعة من الفلل، رأيت لوحة مكتوباً عليها: مكتب الشريف ، فسألت عنه، فقالوا لي: هو في المكتب، ودخلت إلى المكتب، فرأيت هذا الرجل الذي أريتني صورته جالساً فيه. فشرحت له ما حصل لي، وهو ساكت، ويتحسر. فلما انتهيت رفع سماعة التلفون واتصل برقم، فوصف حالي وأن هذا الرجل عومل بهذه الطريقة بدلاً من أن يرشد إلى إكمال الإجراءات النظامية. ثم انهى المكالمة . والتفت إلي وقال: ارجع للأمارة سيساعدونك إن شاء الله. فرجعت فوجدتهم جهزوا لي الأوراق النظامية. وأعطوني ورقة لإخراج السيارة بحمولتها، ففرحت ودعوت لهم ولذلك الرجل جزاه الله خيراً. وبعت الغنم، وعينت خيراً وحلفت إني ما أرجع أبيع أغنماً بعد ذلك. وبنيت بيتي وفي كل مرة أتذكره أدعو له، وقد مرت هذه السنوات ، والآن يسر الله لي الرجوع إلى مكة، فرأيت أن من حقه علي أن أرجع أسلم إليه أشكر له معروفه وفضله.
قال الشريف: وكان عمي الشريف سرور له معرفة بالمسؤول بالأمارة، وهو الذي خاطبه بما حصل، واستجاب جزاه الله خيراً.
فصنائع المعروف لا تضيع بإذن الله.
قال بشر بن أبي خازم:
وأيدي النَّدى في الصَّالحين فضول
وقال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وقال عبد الله بن مبارك رضي الله عنه:
يد المعروف غنمٌ حيث كانت ... تحمَّلها شكورٌ أو كفور

ففي شكر الشَّكور لها جزاءٌ ... وعند الله ما كفر الكفور

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ٤٣


في مجلس الشريف نواف آل غالب سلمه الله ورعاه . (43)
اجتمعنا البارحة، مساء الأربعاء (5/4/1438هـ)، وحضر بعض شيوخ دبي من الأمارات العربية، ومعهم سعادة الدكتور محمد غالب العمري سلمهم الله.
وكان مما جرى ذكر مسألة فضيلة الموت في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقلت: فضيلة الموت في المدينة خاصة بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يشهد لمن مات فيها، في حياته، ولذلك الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم انتشروا في البلاد ولم يأت أنهم حرصوا أن يكون موت أحدهم بالمدينة النبوية.
ويدل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج ابن ماجه تحت رقم (3112) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا".
فقال الشريف حفظه الله : طريقة شيخ الاسلام ابن تيمية في مسائل التفضيل، هي التفصيل في النصوص، بحيث لا تتعارض، وهذه هي الطريقة الصحيحة في ذلك.
قلت : قد ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله صريحا، فإنه قرر أن بَابُ تَفْضِيلِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ عَلَى بَعْضٍ، إنْ لَمْ يُعْرَفْ بالنص الصريح، فإن فِيهِ التَّفْصِيلُ، وَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ الْأَحْوَالِ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَعْمَالِ، وأنه بدون ذلك يَقَعَ فِيهَا اضْطِرَابٌ كَثِيرٌ.
انظر : الفتاوى الكبرى لابن تيمية (2/ 357).
وهذه نماذج من مسائل التفضيل التي قررها ابن تيمية على هذه القاعدة، كما في .
الفتاوى الكبرى (5/ 379) باختصار وتصرف يسير:
قال : لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنْ أَفْضَلِ اللَّيَالِي.
وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ إجْمَاعًا.
وَيَوْمُ النَّحْرِ أَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ.
وَلَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ أَفْضَلُ فِي حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ أَفْضَلُ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْأُمَّةِ.
وَخَدِيجَةُ إيثَارُهَا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَنَصْرُهَا وَقِيَامُهَا فِي الدِّينِ لَمْ تُشْرِكْهَا عَائِشَةُ وَلَا غَيْرُهَا مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَإِيثَارُ عَائِشَةَ فِي آخِرِ الْإِسْلَامِ وَحَمْلُ الدِّينِ وَتَبْلِيغُهُ إلَى الْأُمَّةِ وَإِدْرَاكُهَا مِنْ الْعِلْمِ لَمْ تُشْرِكْهَا فِيهِ خَدِيجَةُ وَلَا غَيْرُهَا مِمَّا تَمَيَّزَتْ بِهِ عَنْ غَيْرِهَا.
وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، مِنْ أَفْضَلِ النِّسَاءِ. وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ عَامَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَحُكِيَ الْإِجْمَاعُ عَلَيْهِ أَنَّهُمَا لَيْسَتَا بِنَبِيَّتَيْنِ.
وَالْفَوَاضِلُ مِنْ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَخَدِيجَةَ وَعَائِشَةَ وَفَاطِمَةَ أَفْضَلُ مِنْهُمَا.
وَالْغَنِيُّ الشَّاكِرُ وَالْفَقِيرُ الصَّابِرُ أَفْضَلُهُمَا أَتْقَاهُمَا لِلَّهِ تَعَالَى، فَإِنْ اسْتَوَيَا فِي التقوى استويا في الدَّرَجَةِ.
وَصَالِحُو الْبَشَرِ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ النِّهَايَةِ، وَصَالِحُو الْمَلَكِ أَفْضَلُ بِاعْتِبَارِ الْبِدَايَةِ.
وَعَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ لَيَالِيِهِ وَأَيَّامِهِ. وَقَدْ يُقَالُ لَيَالِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ أَفْضَلُ وَأَيَّامُ تِلْكَ أَفْضَلُ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ. 
وَرَمَضَانُ أَفْضَلُ الشُّهُورِ وَيَكْفُرُ مَنْ فَضَّلَ رَجَبًا عَلَيْهِ.
وَمَكَّةُ أَفْضَلُ بِقَاعِ اللَّهِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَنَصُّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا فَضَّلَ تُرْبَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْكَعْبَةِ إلَّا الْقَاضِي عِيَاضٌ، وَلَمْ يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أَحَدٌ وَلَا وَافَقَهُ .
وَالصَّلَاةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الْقُرَبِ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ.
وَالْمُجَاوَرَةُ بِمَكَانٍ يَكْثُرُ فِيهِ إيمَانُهُ وَتَقْوَاهُ أَفْضَلُ حَيْثُ كَانَ .

وَتُضَاعَفُ السَّيِّئَةُ وَالْحَسَنَةُ بِمَكَانٍ أَوْ زَمَانٍ فَاضِلٍ وَذَكَرَهُ الْقَاضِي وَابْنُ الْجَوْزِيِّ انْتَهَى.

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ٤٢



في مجلس الشريف نواف آل غالب حفظه الله (42)
منذ عرفت الشريف نواف حفظه الله، وهو يشتغل بالمحاماة، ولديه ولا أزكيه على الله ألمعية ودقة في النظر، وتوفيق من الله تعالى أحسبه كذلك والله حسيبه، ما جعله مسدداً مهدياً في كل قضية يتناولها، وقد استفدت منه فوائد عزيزة دقيقة جزاه الله خيراً؛ 
من ذلك:
= عرضت عليه قضية، أقر فيها المدعى عليه في في محضر الشرطة عند تسجيل كلامه بما فعل، فلما رفعت إلى الحاكم الشرعي (القاضي) تراجع عن كلامه، فطلب القاضي من المدعي أن يأتي ببينة على دعواه، لأن المدعى عليه تراجع عن إقراره، فسألته عن هذا الذي جرى؟
فقال سيادته: تصرف القاضي فيه نظر؛ لأن الإجماع منعقد على أن تراجع المقر عن إقراره في حقوق العباد لا يلتفت إليه، ويبقى إقراره حجة في القضية، ولا يحتاج معه المدعي إلى بينه، لأنه حق ثبت في حقوق العباد فلا يملك اسقاطه بغير رضى صاحب الحق، ولأن من سعى في نقض ما تم من حجة فسعيه مردود عليه. ولأن الرجوع عن الإقرار في حقوق العباد باطل وغير مقبول شرعاً. وقد نقل الإجماع على ذلك ابن قدامه بقوله (في المغني 5/ 119 - 120): "وَلَا يُقْبَلُ رُجُوعُ الْمُقِرِّ عَنْ إقْرَارِهِ، إلَّا فِيمَا كَانَ حَدًّا لِلَّهِ تَعَالَى، يُدْرَأُ بِالشُّبُهَاتِ، وَيُحْتَاطُ لِإِسْقَاطِهِ. فَأَمَّا حُقُوقُ الْآدَمِيِّينَ، وَحُقُوقُ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي لَا تُدْرَأُ بِالشُّبُهَاتِ، كَالزَّكَاةِ وَالْكَفَّارَاتِ، فَلَا يُقْبَلُ رُجُوعُهُ عَنْهَا. وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا"اهـ، والله الموفق.
فأفاد أن الرجوع عن الإقرار في حقوق العباد يختلف عن الرجوع عن الإقرار فيما يوجب الحد!
= عرضت عليه قضية، كان الحق فيها لأحد أقربائه، فلمّا تم الحكم فيها لصالح قريبه، قال سيادته: فأخذت الرجل الذي حُكم عليه، وصالحته، بإعطائه تعويضاً عن خسائره، مع أن الحكم أنه تصرف فيما لا حق له فيه، ولكني رأيت الصلح أحسن، وتطييب الخاطر خير من استمرار العداء بينه وبين قريبي.
= كلمته مرة عن قضية الحضانة، فقال سيادته: قضايا الحضانة، يقع فيها من هتك الأستار والفضائح، لأن كل الطرفين يطعن في صلاحية الآخر لأن يكون حاضنا للطفل؛ ما يجعل الواحد لا يحب الدخول فيها أمام المحاكم، والصلح فيها والتراضي أولى! 

= وعرضت عليه قضايا عديدة يحكي لنا في مجلسه بعضها، تثير العجب حقاً، و لا اتذكر كل شيء فيها فأستخير الله على تأخير ذكرها إلى أن اضبطها إن شاء الله، فإن فيها فوائدا وعبراً عظيمة جزاه الله خيراً ووفقه .

كشكول ١٥١١: أخرج الدارمي في سننه، باب في كراهية الأخذ بالرأي


أخرج الدارمي فِي سننه، باب فِي كراهية الأخذ بالرأي. 
عن الحسن قال: "سنتكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها -رحمكم الله- ؛ 

فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لَم يذهبوا مع أهل الإتراف فِي إترافهم، ولا مع أهل البدع فِي بدعهم، وصبروا على سنتهم حتَّى لقوا ربَّهم فكذلكم -إن شاء الله- فكونوا".

كشكول ١٥١٠: شيخنا أمين عطية باشا -حفظه الله-


شيخنا أمين عطية باشا حفظه الله
درسنا التفسير في مرحلة البكالوريوس في الجامعة.
وكانت طريقته ان نقرأ من تفسير ابي السعود ارشاد العقل السليم وهو يعلق.
فحل لنا عبارات المفسرين بالرأي ومصطلحاتهم.

وربط لنا هذه العبارات بعلوم القرآن منبها على طريقة المصنف في توظيف النوع من انواع علوم القرآن في التفسير.
وكنا قرأنا تقريبا الربع الاول من سورة آل عمران.
ومعلوم ان ابا السعود اعتمد على البيضاوي.
والبيضاوي اعتمد على الزمخشري والرازي.
فانحل عندنا بدرس ابي السعود عند شيخنا امين باشا حفظه الله مصطلحات كتب التفسير بالرأي.
ولازلت اتذكر حركة يده مشيرا كأنه يحل عقدة في خيط باصابعه وهو يشرح هذه الامور.
وهذا مع تواضع من شيخنا وحرص وحسن تعامل... فلم نسمع منه كلمة سوء .. مهما حصل ...
وقد سعدت في عملي في القسم بأن اعمل معه بعد ان درست عليه. وحرصت على ان اكون طالبا استفيد منه في طريقة معالجته للمشاكل في القسم ومتابعته وتعامله مع الآخرين...
اسأل ان يمد في عمره بصحة وعافية وطاعة وان يبارك لي و له في جميع ما رزق وان يسلمنا واياه من كل سوء. جزاه الله خيرا

كشكول ١٥٠٩: قرأ تفسير ابن كثير مرتين من أوله إلى آخره


كان شيخي عمر بن محفوظ رحمه الله كثيرا ما يردد لي انه قرأ تفسير ابن كثير مرتين من اوله الى آخره ... وانه استفاد في المرة الثانية فوائد كثيرة.
وكان رحمه الله في آخر عهدي به قد شرع في قراءة فتح الباري .
وكنت كلما التقيت به يعبر لي عن انبهاره بعلم الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله.

فعقب ذلك في نفسي - وكنت في اوائل مرحلة الثانوية - رغبة في قراءة هذه الكتب مثل شيخي ... رحمه الله .

كشكول ١٥٠٨: أمة أمية



أمة أمية
أخرج البخاري تحت رقم (1913)، ومسلم تحت رقم (1080)، عن ابْنَ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلاَثِينَ.
ليس معنى الحديث الرضا والتشجيع للأمية والجهل بالعلوم الكونية التطبيقية، بل المراد منه أن تشريعات الإسلام تراعي حال الأمي من الناس، بحيث يسهل تطبيقها والعمل بها للأمي من الناس، فلا فلسفات و لا تعقيدات و لا أرقام و لا حسابات.
أمة أمية لا تحتاج إلى حسابات فلكية، أو طرق فكرية معقدة لتطبيق الشريعة؛
فالصلاة مواقيتها تعرف بحركة الشمس والقمر؛
الفجر إذا تبين الخيط الأبيض من الأسود.
الظهر إذا زالت الشمس على قبة السماء.
العصر من مصير ظل كل شيء مثله.
المغرب من غروب الشمس وسقوط حاجبها العلوي.
العشاء من غياب الشفق الأحمر.
ويبدأ الصوم من دخول وقت الفجر، وينتهي بالغروب (غروب الشمس).
والشهر يدخل برؤية الهلال، ويخرج به. (فإن غم عليكم لغيم أو قتر فاقدروا الشهر ثلاثين يوماً).
وعدة الطلاق بالحيضات أو بالأطهار بحسب الخلاف في ذلك.
والزكاة ربع العشر من الذهب والفضة والتجارات، والعشر فيما سقي بماء السماء، ونصف العشر فيما 
سقي بالسواني.
إلى غير ذلك من الأحكام .
لا تجد في الشريعة ما يصعب تعلمه على الأمي الذي لا يقرأ أو يكتب.
وهذا الوصف في الشريعة هو في حقيقته من وسائل الترجيح التي يلجأ إليها المتفقه بين الأقوال التي يعتمد أحدها على تكليف بأمور زائدة تصعب على الأمي من الناس.
الحاصل :
أن تعلم الأمور الكونية والعلوم التطبيقية التي يحتاجها المجتمع المسلم، لا يزهد فيه الإسلام؛

بل يرغب الإسلام في أن يحقق المجتمع المسلم الاكتفاء الذاتي، بحيث لا يحتاج لغيره، ويحقق الإعداد المطلوب لنشر الدين، ودفع اعتداء المعتدين، فلا يعود المسلمون بحاجة إلى ما عند غيرهم.

خلفيات علمية ٢٩: ينتقد بعض الناس مصطلح (التفسير بالمأثور)


خلفيات علمية
ينتقد بعض الناس مصطلح (التفسير بالمأثور) ، ويورد عليه بأنه حادث، لم يأت في كلام السابقين، وإنما جاء في كلام الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون.
وبأن تفسير القرآن بالقرآن اجتهادي، إذ المفسر هو الذي يتدخل فيه بحمل الآية على الآية.
وتفسير الصحابي باجتهاد منهم! وكذا تفسير التابعين.
و لا يصح أن يحكم بصحة شيء من التفسير واعتماده إلا التفسير النبوي.
أقول:
هذا الكلام يقرره بعض الأخوة ، وفيه عندي نظر من جهات متعددة؛
الجهة الأولى : مصطلح (التفسير بالمأثور)، هو تسمية حادثة ، لمعنى كان موجوداً ومتداولا بين أهل العلم.
فمن نظر في كلامهم يجدهم يحذرون من التفسير بالرأي، ويذمون كلام أهل البدع بأنه تفسير للقرآن بآرائهم، لم يراعوا فيه ما جاء عن السلف .
وهذا المقابلة تدل على أنهم يرون أن تفسير السلف يقابل الرأي، بمعنى أنه تفسير صحيح معتمد، لا مدخل للرأي والاجتهاد فيه.
وهذا يدل أنهم يعتمدون تفسير مقابلاً للرأي ، وهو ما سمّاه الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله بـ (التفسير بالمأثور)، فهو لم يأت بغير الاسم، وإلا فإن المعنى المراد كان موجوداً يدل عليه كلامهم.
الجهة الثانية : المراد بالتفسير بالمأثور، أي التفسير الذي لا يدخل فيه المفسر برأي نفسه، فلا يأت بمعنى للآية من عند نفسه، إنما يفسر الآية بمعنى آية أخرى، فهو من هذه الحيثية لا رأي فيه. و لا دخل للمفسر في معنى الآية.
أمّا قضية أن تفسير الصحابي يدخله اجتهاد منه، فهذا يتعقب بما يلي:
- اجتهاد الصحابة في تفسير القرآن مبنى على ما فهموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الآية، فهو اجتهاد مبني على معنى صحيح فهمه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أن نظرهم في تفسير الآية مبني على معرفتهم ومشاهدتهم لقرائن وأحوال نزول القرآن وملاباسات حصلت عند نزول الآيات لا يشاركهم فيها غيرهم، وهذا المعنى يجعل اجتهادهم ليس كاجتهاد غيرهم.
- ولأن النظر في معنى الآية إذا كان مبنيا على اللغة فهم أعلم بلغة القرآن وبالمراد منه من كل أحد غيرهم، وهل المعنى العرفي زمن النزول إلا كلامهم ولغتهم؟!
فأصبح بما تقدم تفسيرهم للقرآن العظيم، تفسير بعيداً عن الرأي والاجتهاد المجرد، فلا يجعل كالتفسير بالرأي!
فإذا تحرر معك ما قدّمته تبين لك أن تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بقول الصحابي وبما أجمع عليه التابعون، هو التفسير المقابل للتفسير بالرأي.
وكونه تفسيرا مقابلاً للتفسير بالرأي لا يمنع أن تسميه (التفير بالمأثور)، أو (التفسير بالرواية)، أو (التفسير بالمنقول). فليست المكشلة في التسمية إنما في المعنى المراد، وقد اتضح بما تقدم صحته ووجوده وتداوله بين السلف من قديم.

والله المستعان وعليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله.

كشكول ١٥٠٧: تريدون تغيير الواقع الذي تعيشونه؟


تريدون تغيير الواقع الذي تعيشونه؟
تريد أن تغير واقعك؟
تريد أن تغير واقع الأمة والناس ؟
هذا أمر أرشدنا الله سبحانه وتعالى إليه؛ قال الله تبارك وتعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الأنفال:53).
وقال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) (الرعد:11).
وخطوات التغيير هي التالية:
= البدء بتغيير النفس، بحملها على طاعة الله تبارك وتعالى. فلابد من العلم الشرعي.
= وبعد ذلك إصلاح الأدنى فالأدنى ، (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214)، وفي الحديث : "أدناك فأدناك". فلابد من حسن العشرة لمن حولك، وحسن الخلق في التعامل معهم.
= الاستعانة بالصبر والصلاة. (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45). هوهذا سبيل القوة والمدد والعون من الله تعالى.
= البعد عن أسباب الفرقة والشحناء فيما بيننا، وأن نكون أمة واحدة. (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال:63). وترك ذلك يسبب التشتت والضعف والخذلان قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(الأنفال:46).
= الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالرفق والحكمة والفقه والحلم والصبر. قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:110).
هذه خطوات التغيير ... فاسلكها مبتدئاً بنفسك وأدناك فأدناك وليكن مسيرك على هدى من العلم الشرعي، ولزوم غرس العلماء واتباع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة، والحذر من البدع وأهلها.

وأياك وأهل الضلالة الذين يدعون إلى ترك السمع والطاعة لولاة الأمر، ومفارقة الجماعة، فليسوا منك ولست منهم. والله الموفق.

كشكول ١٥٠٦: من منهج أهل البدع أنهم يذكرون الحديث للاعتضاد لا للاعتماد


من منهج أهل البدع ... أنهم يذكرون الحديث للاعتضاد لا للاعتماد..فهم يتركون الاهتمام بالأسانيد والروايات المسندة وتمييز الصحيح من السقيم فيها
قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية (7/ 37) بتصرف يسيرجدا:
"وَأَهْلُ الْبِدَعِ سَلَكُوا طَرِيقًا آخَرَ ابْتَدَعُوهَا اعْتَمَدُوا عَلَيْهَا، وَلَا يَذْكُرُونَ الْحَدِيثَ، بَلْ وَلَا الْقُرْآنَ، فِي أُصُولِهِمْ إِلَّا لِلِاعْتِضَادِ لَا لِلِاعْتِمَادِ.
وَالرَّافِضَةُ أَقَلُّ مَعْرِفَةً وَعِنَايَةً بِهَذَا، إِذْ كَانُوا لَا يَنْظُرُونَ فِي الْإِسْنَادِ وَلَا فِي سَائِرِ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ: هَلْ تُوَافِقُ ذَلِكَ أَوْ تُخَالِفُهُ؟
وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ لَهُمْ أَسَانِيدُ مُتَّصِلَةٌ صَحِيحَةٌ قَطُّ، بَلْ كُلُّ إِسْنَادٍ مُتَّصِلٌ لَهُمْ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَنْ هُوَ مَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ أَوْ كَثْرَةِ الْغَلَطِ.
وَهُمْ فِي ذَلِكَ شَبِيهٌ بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ إِسْنَادٌ.
وَالْإِسْنَادُ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ هُوَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ خَصَائِصِ أَهْلِ السُّنَّةِ. وَالرَّافِضَةُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ عِنَايَةً ; إِذْ كَانُوا لَا يُصَدِّقُونَ إِلَّا بِمَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ، وَعَلَامَةُ كَذِبِهِ أَنَّهُ يُخَالِفُ هَوَاهُمْ ;
وَلِهَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: أَهْلُ الْعِلْمِ يَكْتُبُونَ مَا لَهُمْ وَمَا عَلَيْهِمْ، وَأَهْلُ الْأَهْوَاءِ لَا يَكْتُبُونَ إِلَّا مَا لَهُمْ.

ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَهُمْ كَانُوا كَثِيرِي الْكَذِبِ، فَانْتَقَلَتْ أَحَادِيثُهُمْ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ، فَلَمْ يُمْكِنْهُمُ التَّمْيِيزُ إِلَّا بِتَصْدِيقِ الْجَمِيعِ أَوْ تَكْذِيبِ الْجَمِيعِ، وَالِاسْتِدْلَالُ عَلَى ذَلِكَ بِدَلِيلٍ مُنْفَصِلٍ غَيْرُ الْإِسْنَادِ."اهـ

سؤال وجواب ٣٨٠: هل صحيح أن العلماء السابقين كانوا ينقلون أحيانًا عن غيرهم دون عزو وإحالة؟


سؤال : 
هل صحيح أن العلماء السابقين كانوا ينقلون أحيانًا صفحات بل كتبًا بكاملها عن غيرهم دون عزو وإحالة؟

الجواب :
المنهجية العلمية في كتابة البحوث والدراسات تقوم على اساس التوثيق والعزو . وهذا الاصل مقرر عند العلماء من قديم وليس اليوم فقط فإن من بركة العلم عزوه الى قائله. والمتشبع بما لم يعط مذموم. والامانة تقتضي ذلك.
اما ان من السابقين من كان ينقل كلاما لغيره بدون عزو فأنا على يقين من ان في ذلك ملابسات غابت عنا ولذلك لا نجد هذا الا في اشياء يسيرة والا الغالب ما جرى على الاصل الذي ذكرته لك.
فقد ينقل العالم كلام عالم آخر ولا يذكر اسمه خوفا على نفسه لانه بين اناس يكرهونه وهو يريد تقرير الحق وان يقبلوه .
واحيانا لا يعزوه لرأي او اجتهاد اضافه اليه. او امر آخر .
عموما فلا يصح ان يقال ان العلماء السابقين كان من منهجهم اخذ ما لغيرهم . اذا كانوا في الشعر اشتهر عنهم ما يسمى بالسرقات الشعرية... وهي مجرد صورة او فكرة فهل يقال ان نقل الكلام بلفظه لا يحتاج الى عزو وتوثيق. وان هذا منهجهم؟!

وعموما الموضوع يحتاج الى كتابه علميه

كشكول ١٥٠٥: لم يضمن الله نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق



جاءني على الواتساب من شبكة الآجري جزاهم الله خيرا
[ لم يضمن الله نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، والنصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، فلهم من العزة بحسب ما معهم من الإيمان علما وعملا ظاهرا وباطنا؛ فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم]
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 181-183):
((والله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه بدينه علما وعملا، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل وحال، قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان، وقال تعالى: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُوِلهِ وَلِلْمُؤْمِنِين}.
فله من العزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظ من العلو والعزة، ففى مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان، علما وعملا ظاهرا وباطنا.
وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب إيمانه، قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا}.
فإذا ضعف الدفع عنه فهو من نقص إيمانه.
وكذلك الكفاية والحَسْب هى بقدر الإيمان، قال تعالى: {يأَيُّهَا النَّبى حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ}.
أى الله حسبك وحسب أتباعك، أى كافيك وكافيهم، فكفايته لهم بحسب اتباعهم لرسوله، وانقيادهم له، وطاعتهم له، فما نقص من الإيمان عاد بنقصان ذلك كله.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص.
وكذلك ولاية الله تعالى لعبده هى بحسب إيمانه قال تعالى: {وَاللهُ وَلِى المُؤْمِنِينَ}، 
وقال الله تعالى: {اللهُ وَلِى الّذِينَ آمَنُوا}.
وكذلك معيته الخاصة هى لأهل الإيمان، كما قال تعالى: {وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ} .
فإذا نقص الإيمان وضعف، كان حظ العبد من ولاية الله له ومعيته الخاصة بقدر حظه من الإيمان.
وكذلك النصر والتأييد الكامل. إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}
وقال: {فَأَيَّدْنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة فى نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هى بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه.
وبهذا يزول الإشكال الذى يورده كثير من الناس على قوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
ويجيب عنه كثير منهم بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلا فى الآخرة، ويجيب آخرون بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلا فى الحجة.
والتحقيق: أنها مثل هذه الآيات، وأن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى. فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفى، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرا وباطنا. وقد قال تعالى للمؤمنين: {وَلاَ تَهِنُوا وَلا تحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وقال تعالى {فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمٌ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} 
فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التى هى جند من جنود الله، يحفظهم بها، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم، فيبطلها عليهم، كما يَتِرُ الكافرين والمنافقين أعمالهم إذ كانت لغيره ولم تكن موافقة لأمره.
فصل: وأما المقام الثانى الذى وقع فيه الغلط، فكثير من الناس يظن أن أهل الدين الحق فى يكونون الدنيا أذلاء مقهورين مغلوبين دائما، بخلاف من فارقهم إلى سبيل أخرى وطاعة أخرى، فلا يثق بوعد الله بنصر دينه وعباده، بل إما أن يجعل ذلك خاصا بطائفة دون طائفة، أو بزمان دون زمان أو يجعله معلقا بالمشيئة، وإن لم يصرح بها.
وهذا من عدم الوثوق بوعد الله تعالى، ومن سوء الفهم فى كتابه.
والله سبحانه قد بين فى كتابه أنه ناصر المؤمنين فى الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}.
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
وقال تعالى: {إنَّ الّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِى الأَذَلَّينَ * كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}
وهذا كثير فى القرآن.
وقد بين سبحانه فيه أن ما أصاب العبد من مصيبة، أو إدالة عدو، أو كسر، وغير ذلك فبذنوبه.

فبين سبحانه فى كتابه كلا المقدمتين، فإذا جمعت بينهما تبين لك حقيقة الأمر، وزال الإشكال بالكلية، واستغنيت عن تلك التكليفات الباردة، والتأويلات البعيدة...)).