السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 7 مايو 2016

كشكول ١٢٧٦: الهدف الاستراتيجي والخطة التكتيكية


الهدف الاستراتيجي هو المقصد والغاية التي يراد تحصيلها في المدى البعيد.
والخطة التكتيكية هي الخطة التي تسلك للوصول إلى الهدف الاستراتيجي ، وقد تبدو في ظاهرها غير مؤدية إليه.
خذ مثلاً ...
صلح الحديبية حركة تكتيكية للوصول إلى نشر الدين وفتح مكة.
الهدف الاستراتيجي هنا فتح مكة ونشر الدين.
الخطة التكتيكية الدخول مع الكفار في صلح الحديبية.
في ظاهره قد يبدو غير مؤد للهدف الاستراتيجي.
مثال آخر :
عندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهذا هو الهدف الاستراتيجي في تلك المرحلة، سلك تكتيكا في ظاهره يخالف الغاية ... فسلك طريقاً إلى الجنوب والهدف في الشمال (المدينة في جهة شمال مكة، وغار ثور في جهة جنوب مكة) .
فجرى بالتكتيك إلى جهة الجنوب. لأغراض وأهداف ليس هذا محل بيانها. ففي ظاهره خلاف طريق الوجهة الهدف والغاية الوصول إلى المدبنة في الشمال!.

وهنا يأتي دور الثقة والإطمئنان إلى من يضع الخطط والتكتيكات للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية ... وهو حمل ثقيل وعبء على ولاة أمر المسلمين نسأل الله أن يسددهم ويجمع كلمتهم وينصرهم بالحق وللحق وعلى الحق آمين يارب العالمين.

كشكول ١٢٧٥: البعد الاستراتيجي للأمة الإسلامية


البعد الاستراتيجي للأمة الإسلامية
ليست أمتنا لحظة عابرة في التاريخ كالأمم البائدة.
ليست أمتنا ومضة من وراء السديم تظهر وتختفي.
مهما تكالب الأعداء ، ومهما تعاون الخصوم على هذا الدين .
مهما كثرت فواجع الأمة وتعاورتها الفتن ؛
منذ طعنة أبي لؤلؤة المجوسي الفارسي لعمر بن الخطاب، وقتل عمر وفتح باب الفتنة إلى اليوم وقد جاء دور المجوس على يد الصفوييين الفارسيين ... في الفتن ...
منذ ذلك الوقت ، والأمة في هذه الفتن إلى اليوم، أقول : بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم البعد الاستراتيجي لهذا الحال، فهم أهل المشرق الذين منهم من قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذين منهم من تبع ابن سبأ اليهودي في التشيع الكفري الغالي وتستروا خلفه في إخفاء مجوسيتهم وتأليههم للبيت المجوسي الفارسي ووضعوا في الواجهة بيت آل الرسول صلى الله عليه وسلم .
ما هو البعد الاسترتيجي لأمة الإسلام؟
بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها:
أن المستقبل لهذا الدين.
وأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز وبذل ذليل.
وأن الفتن من جهة المشرق (إيران ومن على سمتها) منهم الفتن وإليهم تعود.
وأن ظلام الفتن والفساد والظلم سيرتفع ويحل محله العدل.
وأن الدين سيملأ الأرض .
وأن الدجال سيهزم ويقتل.
وأن أتباعه سيقتلون حتى الحجر والشجر الذي يختفي خلفه يهودي يقول: يامسلم هذا يهودي تعال واقتله.
فصبراً يا أمة الإسلام ... صبراً ... أليس الصبح بقريب!
اللهم أبرم لهذه ألأمو أمررشد يعز فيه أهل طاعتك ويكف فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.

اللهم أحفظ ولاة أمرنا أهل الإسلام وسددهم وخذ بأيديهم إلى الخير، وأنصرهم على من عاداهم، وأرزقهم بطانة صالحة تعينهم إذا ذكروك وتذكرهم إن نسوك، برحمتك يا أرحم الراحمين.

خطر في بالي ٧٢: التنبيه على أمر يتعلق بالدراسات الحديثية


خطر في بالي:
التنبيه على أمر يتعلق بالدراسات الحديثية؛ وهو أن من يريد الكتابة في هذا العلم لا تخرج كتابته عن أربعة مجالات :
المجال الأول : الكتابة في علم الحديث (مصطلح الحديث) .
المجال الثاني : الكتابة في شرح الحديث.
المجال الثالث : الكتابة في التخريج.

المجال الرابع : الكتابة في رجال الحديث.
فمثلاً :
الكلام في علل الحديث لا يخرج عن التخريج والرجال .
الكلام في الجرح والتعديل لا يخرج عن رجال الحديث .
الكلام في الحديث الموضوعي وإفراد الأجزاء لا يخرج عن التخريج وشرح الحديث.
جمع الأحاديث والمرويات لا يخرج عن التخريج، وشرح الحديث.
والكلام عن المصنفات الحديثية وأنواعها ومناهجها يدخل في التخريج، لأن من مبادئه معرفة أنواع الكتب الحديثية ومناهجها ليسهل الاستفادة منها والتعامل معها.
كما نقول الكلام في أنواع علم الحديث لا يخرج عن السند والمتن؛
فهناك أنواع تتعلق بالسند.
وهناك أنواع تتعلق بالمتن.
وهناك أنواع تتعلق بالسند والمتن.
وهذا الحصر يساعد طالب علم الحديث على تصوره، والبناء على ما عنده.
واليوم من أهم الدراسات في العلوم؛ الدراسات التي يسميها بعض إخواننا بـ (الدراسات البينية)؛ لأنها تقع بين علمين، مثل أن تكتب في موضوع حديثي مراعياً قاعدة أصولية؛ كالكتابة :
في (مفهوم المخالفة في الحديث النبوي)،
أو تكتب في (العام وأنواعه في الحديث النبوي)،
أو (المطلق والمقيد في الحديث النبوي).
وهذه الدراسات البينية فيما يتعلق بأصول الفقه والحديث على الخصوص ليست بدعاً عند أهل الحديث؛
فقد اعتمدها ابن حبان أصلاً في ترتيب كتابه الصحيح الموسوم بـ(التقاسيم والأنواع)، فقسم الكتاب إلى خمسة أقسام أصلية:
[(القسم الأول من أقسام السنن وهو الأوامر)، ويدور على مائة نوع وعشرة أنواع يجب على كل منتحل لسنن أن يعرف فصولها وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها.
(القسم الثاني من أقسام السنن وهو النواهي)، ويدور على مائة نوع وعشرة أنواع .
(القسم الثالث من أقسام السنن وهو إخبار المصطفى صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها)وتدور على ثمانين نوعا.
(القسم الرابع من أقسام السنن وهو الإباحات التي أبيح ارتكابها)
وتدور على خمسين نوعا
(القسم الخامس من أقسام السنن وهو أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي انفرد بها) وتدور على خمسين نوعا] ما بين المعقوفتين من كلام ابن حبان بتصرف يسير، من مقدمته لصحيحه.
فابن حبان رحمه الله وضع كتابه وقسمه على أساس أصول الفقه. فالكتاب بكامله مبني على نظرة بين الحديث وأصول الفقه.
ومنهم من أفرد قسما، كالحكيم الترمذي أفرد أحاديث النهي الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في كتابه (المنهيات).
و(الترغيب والترهيب) معنى وعظي، يتعلق بالرقائق، أقام عليه كتابه الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني (535هـ) رحمه الله، ومن بعده الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت656هـ) رحمه الله.
وهذا يدل أن هذا النوع من الدراسات كان حاضراً في أذهان علماء الحديث، ولله الحمد والمنة.