السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

دردشة ٢٩: عن ماء زمزم



دردشة ... عن ماء زمزم
نقل محقق التوضيح لشرح الجامع الصحيح في هامش(11/ 457) ما يلي: 
"روى الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 34 في ترجمة الخطيب البغدادى، أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات، أن يحدث بـ "تاريخ بغداد" بها، وأن يملي الحديث بجامع المنصور، وأن يدفن عند بشر الحافي، فقضيت له الثلاث، وكذا ذكره ابن الجوزي في "المنتظم" 8/ 269، والسبكي في "طبقات الشافعية" 35، والذهبي في "السير" 18/ 279، وفي "تذكرة الحفاظ" 3/ 1139.
وأورد الذهبي في ترجمة ابن خزيمة في "تذكرة الحفاظ" 2/ 721 (734) قال: قال أبو بكر محمد بن جعفر، سمعت ابن خزيمة، وسئل: من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماء زمزم لما شرب له"، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علمًا نافعًا.
وأورد الذهبي كذلك في ترجمة الحاكم في "سير أعلام النبلاء" 17/ 171، "تذكرة الحفاظ" 3/ 1044 قال: قال الحافظ أبو حازم العبدوي: سمعت الحاكم يقول: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف.
وقال السيوطي في "ذيل طبقات الحفاظ" ص: 381: حكي عن الحافظ ابن حجر العسقلاني أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، فبلغها وزاد عليها."اهـ
قلت (محمد بازمول) : وقضية أن تشرب ماء زمزم لكذا، يعني أن تدعو الله وتطلبه الأمر الذي تريده وتشرب ماء زمزم بهذه النية . أو تشربه وتدعو بما نفسك وتسأله .والأول هو الظاهر أن تستحضر الدعاء عند الشرب وتشرب من ماء زمزم.
وفي الطب النبوي لابن القيم (ص: 298) قال: 
"ماء زمزم: سَيِّدُ الْمِيَاهِ وَأَشْرَفُهَا وَأَجَلُّهَا قَدْرًا، وَأَحَبُّهَا إِلَى النفوس وأغلاها تمنا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ النَّاسِ، وَهُوَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ وَسُقْيَا اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ .
وَثَبَتَ فِي «الصَّحِيحِ» : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لأبي ذر وَقَدْ أَقَامَ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا أَرْبَعِينَ مَا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرَهُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ ..
وَزَادَ غَيْرُ مسلم بِإِسْنَادِهِ: وَشِفَاءُ سُقْمٍ .
وَفِي «سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ» . مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» .
وَقَدْ ضَعَّفَ هَذَا الْحَدِيثَ طَائِفَةٌ بعبد الله بن المؤمل رَاوِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ، أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ ابن أبي الموالي حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» ، وَإِنِّي أَشْرَبَهُ لِظَمَأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وابن أبي الموالي ثِقَةٌ، فَالْحَدِيثُ إِذًا حَسَنٌ
وَقَدْ صَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ، وَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ مَوْضُوعًا، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ فِيهِ مُجَازَفَةٌ.

وَقَدْ جَرَّبْتُ أَنَا وَغَيْرِي مِنَ الِاسْتِشْفَاءِ بِمَاءِ زَمْزَمَ أُمُورًا عَجِيبَةً، وَاسْتَشْفَيْتُ بِهِ مِنْ عِدَّةِ أَمْرَاضٍ، فَبَرَأْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَشَاهَدْتُ مَنْ يَتَغَذَّى بِهِ الْأَيَّامَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ الشَّهْرِ، أَوْ أَكْثَرَ، وَلَا يَجِدُ جُوعًا، وَيَطُوفُ مَعَ النَّاسِ كَأَحَدِهِمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رُبَّمَا بَقِيَ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكَانَ لَهُ قُوَّةً يُجَامِعُ بِهَا أَهْلَهُ، وَيَصُومُ ويطوف مرارا."اهـ

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٩


في مجلس الشريف نواف آل غالب حفظه الله (19)
جرى مرة ذكر ماء زمزم وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "ماء زمزم لما شرب له".
فقال أحد الحضور : الآن نشرب ماء زمزم ولا يحصل شيء.
فقال الشريف الله يسلمه : لابد لما تشرب ماء زمزم تشربه باعتقاد أما شربه بالتجربة فلا يحقق لك ما فيه من البركة.
فعلقت على ذلك بقولي: ماء زمزم ماء مبارك، كل من يشرب منه حتى ولو لم يكن معتقداً تحصل له البركة، وقضيته كالقرآن العظيم لو سمع الكافر منه آيات عديدة سيحصل له الأثر النفسي منه.
ألا تذكر - سيدي - حديث أبي ذر في قصة إسلامه، فقد جاء قبل أن يسلم ومكث لا طعام له و لا شراب إلا ماء زمزم فأشبعه وظهرت عليه بركته ، وهو في ذلك الوقت لما يدخل الإسلام بعد، و لا يعرف شيئاً عن ماء زمزم..
وأسوق الحديث في قصة إسلام أبي ذر لما فيها من الفائدة أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2473) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا، فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا،
فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ،
فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا، فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ فَجَعَلَ يَبْكِي،
فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ، فَخَيَّرَ أُنَيْسًا، فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا .
قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ، يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ، قُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ، حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ.
فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ، يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ،
قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟
قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ، كَاهِنٌ، سَاحِرٌ،
وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ. قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ، فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي، أَنَّهُ شِعْرٌ، وَاللهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
قَالَ: قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ،
قَالَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَقَالَ: الصَّابِئَ، فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، قَالَ: فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ،
قَالَ: فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ: وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ، يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ، بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ .
قَالَ فَبَيْنَا أَهْلِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ، إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَسْمِخَتِهِمْ، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ. وَامْرَأَتَانِ مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ إِسَافًا، وَنَائِلَةَ، قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الْأُخْرَى، قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا
قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا هَابِطَانِ، قَالَ: «مَا لَكُمَا؟»
قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا،
قَالَ: «مَا قَالَ لَكُمَا؟» قَالَتَا: إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ،
وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ، ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ - قَالَ أَبُو ذَرٍّ - فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ،
قَالَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ
فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ»
ثُمَّ قَالَ «مَنْ أَنْتَ؟»
قَالَ قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ،
قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟»
قَالَ قُلْتُ قَدْ كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ،
قَالَ: «فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟»
قَالَ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ،
قَالَ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ»
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا،
ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ ذَاتُ نَخْلٍ، لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ»
فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ،
قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَأَتَيْنَا أُمَّنَا،
فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ،
فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ.
وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا،

فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِخْوَتُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ».

كشكول ١١٨٤: قل رجل أمعن النظر في باب من العلم، فأراد غيره، إلا سهل عليه!


مرت علي من زمن بعيد عبارة هي أشبه بالنظرية أو الفرضية في تعلم العلوم، أذكرنيها حديثي مع بعض من أعرفهم، حيث ذكرت له شيئاً عن الطبخ، فاستغرب قائلاً: تتكلم في الطبخ كذلك!
فتذكرت هذه القصة وبحثت عنها حتى وجدتها وتقوم على فرضية حاول أن يثبتها قائلها أن من أمعن النظر في علم سهل عليه غيره.
والقصة جاءت مرة منسوبة للكسائي ، ومرة منسوبة إلى الفراء والسائل واحد لم يختلف فيه!
ففي مرآة الجنان وعبرة اليقظان (2/ 31)
"قال الخطيب: كان محمد بن الحسن الفقيه ابن خالة الفراء، 
فقال الفراء يوماً له، قل رجل أمعن النظر في باب من العلم، فأراد غيره، إلا سهل عليه،
فقال له محمد: يا أبا زكريا، قد أمعنت النظر في العربية، فنسألك في باب من الفقه؟
فقال: هات على بركة الله،
قال: ما تقول في رجل سها في السجود السهو؟
ففكر الفراء ساعة ثم قال: لا شيء عليه،
فقال له: ولم؟
فقال: لأن المصغر لا يصغر ثانياً، وإنما السجدتان تمام الصلاة، فليس للتمام تمام.
فقال محمد: ما ظننت آدمياً يلد مثلك.
قلت: وهذه الحكاية مذكورة في ترجمة الكسائي، وإنه هو صاحب هذا الجواب، والله تعالى أعلم."اهـ
وفي حياة الحيوان الكبرى (1/ 407)
"اجتمع الكسائي ومحمد بن الحسن الحنفي يوما في مجلس الرشيد .
فقال الكسائي: من تبحر في علم اهتدى لجميع العلوم.
فقال له محمد: ما تقول فيمن سها في سجود السهو هل يسجد مرة أخرى؟
قال: لا.
قال: لماذا؟
قال: لأن النحاة تقول: المصغر لا يصغر.
قال: فما تقول في تعليق العتق بالملك؟
قال: لا يصح.
قال: لم؟
قال: لأن السيل لا يسبق المطر"اهـ

أضع الفرضية أو النظرية بين أيديكم لأقرأ آراءكم في ذلك!

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٨


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (18)
(مسألة المولد)
عند الشريف نواف حفظه الله وضوح رؤية في كثير من المسائل التي التبست على بعض الناس، من ذلك مسألة المولد ، يقول سلمه الله والنقل من صفحته على الفيس:
نظرة محايدة لحكم الاحتفال بالمولد النبوي :
لاشك أن اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الأيام عند الله عزوجل فقد أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن والدته رأت حين حملت به وفي رواية عند ولادته نورآ أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام 
ومن المؤكد والثابت أن اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو يوم الاثنين وقد اختلف في تاريخ يوم ولادته على أقوال عديدة لم يرجح منها قولآ واحدآ بدليل قطعي الثبوت والدلالة 
كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم انتقل للرفيق الأعلى في اليوم الثاني عشر من رببع الأول 
والعحيب أن المسلمين يختلفون في كل عام في شهر ربيع الأول على حكم الاحتفال بالمولد النبوي فمنهم من يرى أنه بدعة ومن محدثات الأمور التي لم ترد في الشرع ومنهم من يرى أنه بدعة حسنة وكل فريق يورد أدلته على صحة اعتقاده ويتناسى الجميع أن هناك نقطة التقاء بين الطرفين وهي الإجماع على تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباع وتحكيم الشريعة التي جاء بها من عند الله عزوجل وإحياء سنته ومحبته أكثر من والدينا وأنفسنا وأزواجنا وذرياتنا والناس أجمعين 
فلماذا نثير المختلف فيه دائمآ وننشغل به ونترك العمل بالمجمع والمتفق عليه حتى نصل إلى درجة التقاتل والتناحر فتضيع جهودنا وأعمارنا فيما لا فائدة منه
علمآ بأن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يداوم على صيام يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال : ذلك يوم ولدت فيه 
وهذا يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده وفي ذلك أبلغ رد على من ينكر تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم 
كما أن اقتصاره صلى الله عليه وسلم على صيام يوم الاثنين طيلة العام وليس في شهر ربيع الأول فقط وعدم زيادته على ذلك بإقامة احتفال في يوم مولده في حياته صلى الله عليه وسلم وعدم إقامة هذا الاحتفال بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى من قبل صحابته رضوان الله عليهم أجمعين واستمرار عدم فعل ذلك من بعدهم في زمن التابعين وتابعي التابعين حتى انقراض القرون المفضلة الأولى ثم بدء إقامة هذه الاحتفالات في زمن الدولة العبيدية المتسمين زورآ بالفاطميين يدعونا أن ننظر بعين العقل والعدل والإنصاف للرأي المخالف الذي يقول بعدم مشروعية إقامة هذه الاحتفالات وأن هذا القول له حظه من التقدير والاحترام من باب حسن ظن المسلم بأخيه المسلم 
فلو تم الاقتصار على ماورد في السنة النبوية من صيام يوم الاثنين طيلة أيام السنة وليس في شهر ربيع الأول فقط وبنية تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم لحققنا اتباع السنة النبوية وابتعدنا عن الأمور المختلف فيها وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وإذا كان من علامات محبة الله عزوجل ومعرفة صدق مدعيها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في قوله تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) 
فإن تحقيق محبة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم وتعظيمه ومعرفة قدره الذي أكمل الله لنا به الدين ومامن عمل يقربنا إلى الله إلا وأخبرنا عنه ومامن عمل يباعدنا من الله إلا وحذرنا منه لاتكون إلا باتباع سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 
وقد قال الأمام مالك إمام دارالهجرة من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدآ صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة يقول الله عزوجل :
( اليوم أكملت لكم دينكم ) 
فما لم يكن يومئذ دينآ فلن يكون اليوم دينآ .

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرينا الحق حقآ ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلآ ويرزقنا اجتنابه

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٧


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (17)
أتابع مسائل الآية في السؤال الأول :
الرابعة : على القول بأن المراد بالأرض أرض الجنة، ما وجه تسمية أرض الجنة بذلك؟
والجواب : في لغة العرب السماء كل ما علاك وأظلك، والأرض ما استقر عليه قدمك. فالجنة أرض وسماء. والدليلُ على أنَّ في الآخرة سماء وأرضاً قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات﴾ (إبراهيم : 48).
الخامسة : ما معنى ميراثهم الجنة؟
والجواب : قال الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ (سورة مريم:63) : "الإشارة في قوله ﴿تلك﴾ إلى ما تقدم من قوله : ﴿فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بالغيب﴾ (مريم : 60-61) الآية . وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يورث المتقين من عباده جنته . وقد بين هذا المعنى أيضاً في مواضع أخر ، كقوله تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون : 1-2) إلى قوله : ﴿أولئك هُمُ الوارثون الذين يَرِثُونَ الفردوس هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (المؤمنون : 10-11)، وقوله : ﴿وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران : 133) الآيات ، وقوله تعالى : ﴿وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً﴾ (الزمر : 73) الآية، وقوله : ﴿ونودوا أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف : 43)، إلى غير ذلك من الآيات .
ومعنى إيراثهم الجنة : الإنعام عليهم بالخلود فيها في أكمل نعيم وسرور .
قال الزمخشري في ( الكشاف ) : نورث أي نبقي عليه الجنة كما نبقي على الوارث مال الموروث، ولأن الأتقياء يلقون ربهم يوم القيامة قد انقضت أعمالهم، وثمرتها باقية وهي الجنة. فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفى"اهـ . أضواء البيان (4/29). عند تفسير الآية : 63 من سورة مريم
والخلاصة : أن الآية جاء فيها ذكر ميراث الأرض في الجنة إمّا على سبيل تذكر ما تحقق من وعد الله في الدنيا والآخرة، فقد وعدهم الله أن يمكنهم من الأرض في الدنيا، وحصل وتحقق، ووعدهم دخول الجنة فهذا هو قد تحقق.
وإمّا أن المراد أرض الجنة، تحقق لهم دخولها التبوء فيها.
وبهذا يتم جواب السؤال الأول في الآية الكريمة قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74) .

وسأؤجل ذكر جواب الآية الثانية إلى مجالس أخرى إن شاء الله تعالى

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٦


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (16)
أتابع مسائل الآية في السؤال الأول :
الثالثة: ما وجه قول أهل الجنة في قوله تعالى: ﴿وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ﴾؟
والجواب : إن فسرنا الأرض بأرض الدنيا فقد أورثهم الله إياها بعد من كان فيها من أهل الكفر، فصارت بلاد الإسلام.

وإن فسرنا الأرض بأرض الجنة ففي التعبير بالإرث الوجوه التالية:
الوجه الأول : لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث .
الوجه الثاني : لأنهم ورثوها من أهل النار، وتكون هذه الأرض من جملة الجزاء والثواب ، والجنة في أرضها كالبلاد في أرض الدنيا لوقوع التشابه بينهما قضاء بالشاهد على الغائب.وضعف هذا الوجه العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان في تفسير سورة مريم الآية 63، فقال: "حمل الآية عليه غير صواب، لأن أهل الجنة يرثون من الجنة منازلهم المعدة لهم بأعمالهم وتقواهم ، كما قد قال تعالى : ﴿ونودوا أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف : 43) ونحوها من الآيات . ولو فرضنا أنهم يرثون منازل أهل النار فحمل الآية على ذلك يوهم أنهم ليس لهم في الجنة إلا ما أورثوا من منازل أهل النار والواقع بخلاف ذلك كما ترى"اهـ .
الوجه الثالث : لأن الجنة كانت في أول الأمر لآدم عليه السلام ، لأنه تعالى قال : ﴿وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا﴾ (البقرة : 35)، فلما عادت الجنة إلى أولاد آدم كان ذلك سبباً لتسميتها بالإرث.
الوجه الرابع : أن هذا اللفظ مأخوذ من قول القائل : هذا أورث كذا وهذا العمل أورث كذا فلما كانت طاعتهم قد أفادتهم الجنة ، لا جرم قالوا: ﴿وَأَوْرَثَنَا الأرض﴾، والمعنى أن الله تعالى أورثنا الجنة بأن وفقنا للإتيان بأعمال أورثت الجنة. وهذا المعنى جاء في مواضع في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف:43)، وكما في قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الزخرف:72).
الوجه الخامس : أن الوارث يتصرف فيما يرثه كما يشاء من غير منازع ولا مدافع فكذلك المؤمنون المتقون يتصرفون في الجنة كيف شاءوا وأرادوا.
يتبع إن شاء الله

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٥


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (15)
أتابع مسائل الآية في السؤال الأول :
الثانية : ما المراد بالأرض في قوله تعالى:﴿ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ﴾؟
والجواب : هذه الآية مثل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء : 105). 
الأكثر على أن المراد بالأرض في هذه الآية أرض الجنة. 
وقيل: أرض الدنيا ، بما وعدهم من النصر والتمكين، حيث ترث أُمَّة محمد أرض الدنيا بالفتوح، وهو منقول عن ابن عباس . ويدل على هذا الوعد ما جاء عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ" وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: " قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ"( أخرجه أحمد (الميمنية 4/103)، (الرسالة 28/154، تحت رقم 16957). وصححه محققو المسند على شرط صحيح مسلم.).
والذي يظهر أنه لا مانع هنا كذلك من مجموع القولين: أن الأرض هي أرض الدنيا، والأرض هي أرض الجنة.
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "وَاعْلَمْ أَنَّا قَدْ قَدَّمْنَا فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الْكِتَابِ الْمُبَارَكِ أَنَّ الْآيَةَ قَدْ يَكُونُ فِيهَا قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ ، وَكَلَاهُمَا حَقٌّ وَيَشْهَدُ لَهُ قُرْآنٌ فَنَذْكُرُ الْجَمِيعَ ؛ لِأَنَّهُ كُلُّهُ حَقُّ دَاخِلٌ فِي الْآيَةِ ، وَمِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَرْضِ فِي قَوْلِهِ هُنَا : ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء:105) فِيهِ لِلْعُلَمَاءِ وَجْهَانِ : الْأَوَّلُ : أَنَّهَا أَرْضُ الْجَنَّةِ يُورِثُهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ . وَهَذَا الْقَوْلُ يَدُلُّ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74). الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَرْضِ أَرْضُ الْعَدُوِّ ، يُورِثُهَا اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا ، وَيَدُلُّ لِهَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ (الأحزاب: 27)، وَقَوْلُهُ : ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾ الْآيَةَ (الأعراف: 137)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف: 128)، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ الْآيَةَ (النور:55)، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ (إبراهيم: 13 – 14)، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ"اهـ(أضواء البيان (4/250).
فإن قيل: كيف يستقيم هذا مع قوله : ﴿وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ﴾، فالآية فيها قوله: ﴿نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ﴾، فالأرض بحسب اللحاق هي أرض الجنة، فكيف يستقيم أن الآية شاملة للقولين و لا تمانع بينهما؟
فالجواب : المعنى على تفسير الأرض بأرض الدنيا، أن الله أورثنا أرض الدنيا، وبسبب ما قمنا به من جهاد لإعلاء كلمة الله في فتحها بوأنا الله من الجنة حيث نشاء(ذكر هذا المعنى بنحوه الماوردي في النكت والعيون). 
والمعنى على تفسير الأرض بأرض الجنة ظاهر.

يتبع إن شاء الله

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٤


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (14)
هذا جواب السؤال الأول الذي وجهه سموه حفظه الله ووفقه؛
قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74) .
في هذه الآية مسائل، منها:
الأولى : ما المقصود بالوعد الذي ذكره أهل الجنة، في قولهم: ﴿صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾؟
والجواب : الآية تتحدث عن وعد من الله تعالى للمؤمنين؛ وبتأمل الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر وعد الله للمؤمنين، نجد أنها اشتملت على وعدين:
الوعد الأول : الوعد بالاستخلاف وتمكين الدين وتبديل الخوف أمنا، للذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55).
كما سبق وعد الله لقوم موسى عليه الصلاة والسلام فأورثهم الأرض، كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف:128).
فهذا وعد الله بالنصر والتمكين، والعاقبة للمتقين.
الوعد الثاني : بالجنة في الآخرة، ثواباً على الإيمان، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ (النساء:122). وكما في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة:72). وكما في قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ (الرعد:35). وكما قال: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً﴾ (مريم:61). وكما في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً﴾ (الفرقان:15). وكما في قوله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾ (الزمر:20). وكما في قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ (محمد:15).
فهما وعدان؛ و لا مانع من أن يكون المراد مجموع الوعدين، فأهل الجنة يقولون: الحمد لله الذي أورثنا الأرض في الدنيا وصدقنا وعده في الآخرة بدخول الجنة. ففي الآية تقديم وتأخير. 
وأخرج الطبري في تفسيره (جامع البيان 18/549)، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء : 105)، قال: "أخبر سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض، أن يورث أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأرض، ويُدخلهم الجنة ، وهم الصالحون".

يتبع إن شاء الله .

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٣


في مجلس الشريف نواف آل غالب حفظه الله (13)
ذكرت في المجلس السابق زيارة أعضاء مجلس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بمكة المكرمة برئاسة الشريف نواف آل غالب، لمكتب سمو الأمير خالد الفيصل سلمه الله ورعاه.
وكان المقرر لهذه الزيارة أن لا تزيد عن نصف ساعة لمشاغل الأمير.
وسمو الأمير كان مضيافاً، استأنس لكلام رئيس الجمعية وأعضاء المجلس، وتبسط وفقه الله في الكلام! حتى طال المجلس عما كان مقررا ..ز لكن بأريحية ورضا من سموه وفقه الله!

ثم سأل سموه أعضاء المجلس عن وجه ذكر ميراث الأرض في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74)، خاصة وهم في الجنة، وكيف يرثون الأرض وهم في الجنة.
وسأل عن قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ﴾ (آل عمران:96)، فقال: قبل أن يرفع إبراهيم عليه الصلاة والسلام قواعد البيت، وإيش( ) كان؟
وحيث إن تخصصي الدراسي هو التفسير والحديث، فقد حوّل رئيس الجمعية: فضيلة الشيخ الشريف نواف بن عبد المطلب آل غالب سلمه الله، السؤال إليّ، وأجبت، بما يقتضيه المقام من اختصار، فوجه الأمير إليّ أن انظر في ذلك وأعطيه مزيداً من البحث.
وقد يسر الله لي ذلك فكتبت عن موضع السؤال في الآيتين.
وقد كتبت الاجابة على السؤالين وسلمتها لسيادة الشريف نواف وفقه الله الذي سلمها لسموه.
وسأكتب خلاصة الجواب في المجالس التالية إن شاء الله.

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٢


في مجلس الشريف نواف آل غالب حفظه الله (12)
الشريف نواف وفقه الله وسدده، هو رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بمكة المكرمة. 
وقد نسق الشريف زيارة لأعضاء مجلس الجمعية، وأنا عضو في المجلس، لمكتب سمو الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة. 
وفي يوم السبت 11/11/1432هـ، التقى أعضاء مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة، بسمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله، في مكتبه بأمارة مكة المكرمة.
وقد تكلم سموه عن أنه ينبغي الاهتمام بتعليم معاني القرآن وتفسيره، و لا يصح أن يكون جهد الجمعية متركزاً فقط على التحفيظ بدون فهم، لأنه لا يستحسن أن يكون الشاب مجرد مسجل يحفظ القرآن بدون معرفة تفسيره ومعانيه.
وأكد سموه على أن تهتم الجمعية بأن يكون المعلمين الذين يدرسون القرآن العظيم ويعلمونه سعوديين؛ لأن السعودية بلد الإسلام، وفيها قبلة المسلمين، ويخرج منها الدعاة إلى جميع الأقطار لنشر الدين وتعليم الإسلام.
وذكّر سموه بأن الدولة منهاجها ودستورها القرآن العظيم والسنة النبوية. وأنها تلتزم بمنهج السلف الصالح.
وفرق سموه بين السلفية التي تمثل ما كان عليه السلف الصالح وبين السلفية السياسية!
وقال: هذه الدولة أعلن دستورها الملك عبد العزيز رحمه الله بعد الحرب العالمية الثانية في وقت كان التوجه العام فيه تجاه الغرب، فأعلن بكل شجاعة أن دستور الدولة يقوم على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
وذكرت لسموه أن الملك عبد العزيز قال: "أنا داعية سلفي".
وذكر سموه أنه يحب التطوير في كل شيء، إلا في الدين والعقيدة فتطويرهما وتجديدهما هو الرجوع بهما إلى ما كانا عليه زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
وذكر أنه في الإدارة يحب التطوير، وأن الموظف عنده يقاس تميزه ليس فقط بالجودة في الأداء فهذا أمر مفروغ منه أنه مطلوب، لكن بما يضيفه على عمله من تطوير وتجديد.
وحث جمعية تحفيظ القرآن الكريم أن تسعى إلى التطوير في برامجها وأن تجعل هذا من أهدافها.
يتبع إن شاء الله