السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 15 يناير 2015

سؤال وجواب ٨٠: هل الحب باطل حتى لو كان بدون علاقة (في أنفسنا فقط)؟



سؤال: «هل الحب باطل حتى لو كان بدون علاقة (في أنفسنا فقط)؟ وإنما نتمنى وندعو الله أن نحصل على من نحب ويصبح حلالنا؟».

الجواب:
الدين لا ينكر العواطف الإنسانية التي جبل عليها الإنسان، وتحدث بدون قدرة منه على حدوثها؛ سواء كانت هذه العاطفة محبة أو كرهاً. 
والدين يعلم ويرشد المسلم كيف يوجه عاطفته هذه الوجهة الصحيحة؛ فما ذكر في السؤال لا حرج فيه، ما دام المسلم أو المسلمة يتجنب الوقوع في الحرام.
وقد جاء في الحب عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ».». (أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني في الصحيحة تحت رقم: (624).).
ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لم نر للمتحابين مثل الزواج»: أن الزواج يزيد الحب بين المتحابين. 
والإسلام يرشد من وقع في الحب أن يسعى إلى الزواج بمن أحب إن تيسر ذلك، أو الزواج بغيرها؛ فإنه لم ير مثل الزواج للمتحابين. 
وبهذا الإسلام لا يعارض الفطرة. وإنما يوجهها إلى ما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
وجاء في البغض والكره؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ؛ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ». وفي رواية زاد: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ». (أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله، حديث رقم (2564).).

وفي هذا الحديث ينهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلم عن أن يجري في أسباب تجر إلى وقوع البغضاء، والتدابر، والشحناء بينه وبين إخوانه، فيرشدهم إلى أن يتركوا ذلك. ويبين لهم أن على المسلم معرفة حق أخيه المسلم، وأنه لا يحل له شيء من دمه ولا عرضه ولا ماله. والله الموفق.

سؤال وجواب ٧٩: ماحكم لبس الساعة في اليد اليسرى؟


سؤال: «ماحكم لبس الساعة في اليد اليسرى؟».

الجواب:

كان لبس الساعة في اليد اليسار أول الأمر من خصائص الكفار، ثم انتهت هذه الخصوصية حيث شاع لبسها في اليد اليسرى، فما عاد في ذلك محظور مشابهتهم، أو طلب مخالفتهم، فيجوز لبسها في اليسار وفي اليمين والأمر واسع -إن شاء الله تعالى-.

سؤال وجواب ٧٨: ماهي آية السيف؟ وهل نسخت أو ﻻ بعض الآيات؟ ولماذا؟



سؤال وجواب: «ماهي آية السيف؟ وهل نسخت أو ﻻ بعض الآيات؟ ولماذا؟».

الجواب:
آية السيف هي قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (التوبة: 5).
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره/سلامة (4/ 112): «وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم: إنها نسخت كل عهد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين أحد من المشركين، وكل عهد، وكل مدة. ...
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: أمره الله تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام، ونقض ما كان سمي لهم من العقد والميثاق، وأذهب الشرط الأول».اهـ باختصار.
وكثرت النقول في أنها ناسخة لآيات كثيرة، وتنوعت مواقف أهل العلم منها، فمنهم من رد دلالة الآية على النسخ. ومنهم من قبلها. وعندي أنه إذا فهم وعرف مقصود السابقين من النسخ زال الإشكال؛
قال ابن تيمية -رحمه الله- في «مجموع الفتاوىٰ» (13/29 - 30): «وكانوا (أي: السلف) يسمُّون ما عارض الآية ناسخًا لها؛ فالنسخ عندهم اسم عام لكل ما يرفع دلالة الآية علىٰ معنًىٰ باطل -وإن كان ذلك المعنىٰ لم يرد بها، وإن كان لا يدل عليه ظاهر الآية، بل قد لا يفهم منها، وقد فهمه منها قوم-، فيسمون ما رفع ذلك الإبِهام والإِفهام: نسخًا. وهذه التسمية لا تؤخذ عن كل واحد منهم.
وأصل ذلك من إلقاء الشيطان، ثم يحكم الله آياته؛ فما ألقاه الشيطان في الأذهان من ظن دلالة الآية علىٰ معنًىٰ لم يدل عليه؛ سمىٰ هؤلاء ما يرفع ذلك الظن نسخًا؛ كما سموا قوله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. (التغابن: 16)؛ ناسخًا لقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}. (آل عمران: 102)، وقوله: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}. (البقرة: 286)؛ ناسخًا لقوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}. (البقرة: 284)، وأمثال ذلك»اهـ. وانظر بسط ذلك في (الموافقات، (3/108 - 117).).
قال حذيفة -رضي الله عنه-: «إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: من يعلم ما نسخ من القرآن، أو أمير لا يجد بدًّا، أو أحمق متكلف». (أسنده ابن الجوزي في نواسخ القرآن (ص 31) من طريق ابن أبي داود، وفي السند أبو عبيدة بن حذيفة. قال في «التقريب» (ص 656): «مقبول» يعني عند المتابعة، ولا متابع له هنا، لكن للمتن ما يشهد له عن غير حذيفة، ذكره ابن الجوزي في كتابه الآنف الذكر.).
قال ابن القيم معلقًا علىٰ كلام حذيفة -رضي الله عنه- في «إعلام الموقعين» (1/35).: «مراده ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ رفع الحكم بجملته تارة، وهو اصطلاح المتأخرين، ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارة، إما بتخصيص، أو تقييد، أو حمل مطلق علىٰ مقيد وتفسيره وتبيينه، حتىٰ إنهم يسمُّون الاستثناء والشرط والصفة نسخًا؛ لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد.
فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو بيان المراد بغير ذلك اللفظ، بل بأمر خارج عنه.
ومن تأمَّل كلامهم؛ رأي من ذلك فيه ما لا يحصىٰ، وزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم علىٰ الاصطلاح الحادث المتأخر»اهـ.
قال ابن العربي«أحكام القرآن» (1/205) -رحمه الله-: «إن علماء المتقدمين من الفقهاء والمفسرين كانوا يسمُّون التخصيص نسخًا؛ لأنه رفع لبعض ما يتناوله العموم، ومسامحة، وجرىٰ ذلك في ألسنتهم، حتىٰ أشكل ذلك علىٰ من بعدهم، وهذا يظهر عند من ارتاض بكلام المتقدمين كثيرًا»اهـ.

والله الموفق.

سؤال وجواب ٧٧: هل وضع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها إذا أمنت من النظر إليها يعتبر من المنهي عنه؟



سؤال: «هل إذا نزعت المرأة ثوبها في غير بيت زوجها في حمام ذو غرف مستقلة بحضور زوجها معها يُعتبر من النزع المنهي عنه في الحديث الشريف؟».

الجواب:
أخرج ابن ماجه تحت رقم: (3750) عن أبي المليح الهذلي أن نسوة من أهل حمص استأذن على عائشة فقالت: «لعلكن من اللواتي يدخلن الحمامات، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله».».
والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (164 - 165).
والمراد في هذا الحديث أن لا تضع المرأة ثيابها وتتكشف في محل لا تأمن فيه أن يطلع عليها فيه، كالحمامات، وأماكن تغيير الملابس، ونحوها.
أما لو أمنت أن يطلع عليها أحد فلا حرج عليها، ولو كان في غير بيت زوجها.
ويمكن أن يقال: يحرم أن تضع ثيابها في محل لا تأمن أن يطلع عليه فيه أحد. ويكره في غير بيت زوجها حتى ولو أمنت!

لكن التقرير الأول أليق، والله أعلم.

كشكول ٥٢١: ليس الإسلام هو طريقة حزب أو جماعة، بل الإسلام الصافي هو ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه



ليس الإسلام هو طريقة حزب أو جماعة، بل الإسلام الصافي هو ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.

كشكول ٥٢٠: مخاطبة الرؤساء باللين أمر مطلوب شرعاً وعقلاً وعرفاً.


مخاطبة الرؤساء باللين أمر مطلوب شرعاً وعقلاً وعرفاً.

قال ابن القيم في بدائع الفوائد (3/ 652 - 653):
«كثير من الناس يطلب من صاحبه -بعد نيله درجة الرياسة- الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها؛
فينتقض ما بينهما من المودة!
وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة.
وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي؛
وذلك غلط فإن الرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد،
ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية، فسكرتها فوق سكرة القهوة بكثير،
ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط بالخطاب اللين؛
فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعًا وعقلاً وعرفًا. ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه. وهكذا كان النبي [مع] رؤساء العشائر والقبائل.
وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون: {هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى}.
فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض، لا مخرج الأمر وقال: {إلى أن تزكى}. ولم يقل: إلى أن أزكيك، فنسب الفعل إليه هو، وذكر لفظ (التزكي) دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء، ثم قال: {وأهديك إلى ربك} أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك، وقال: {إلى ربك} استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرًا، ويافعًا، وكبيرًا. وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه: {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا}.
فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره، ولم يسمه باسمه، ثم أخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال: {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا}. ولم يقل: لا تعبد، ثم قال: {يا ابت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك}، فلم يقل له: جاهل لا علم عندك، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال: {جاءني من العلم ما لم يأتك}، ثم قال: {فاتبعني أهدك صراطًا سويا}، هذا مثل قول موسى لفرعون : {وأهديك إلى ربك}، ثم قال: {يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا}، فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه، وقال: {يمسك} فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره، ثم نكر العذاب، ثم ذكر الرحمن، ولم يقل: الجبار، ولا القهار؛ فأي خطاب ألطف وألين من هذا. ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: {يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون}. ونظير ذلك قول نوح لقومه: {يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى}. وكذلك سائر خطاب الأنبياء [لأممهم] في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه، بل خطاب الله لعباده ألطف خطاب وألينه كقوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ...}. الآيات .
وقوله تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له}.
وقوله: {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}.
وتأمل ما في قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا} من اللطف الذي سلب العقول.

وقوله تعالى: {فنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} على أحد التأويلين، أي نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم، ونعرض عنكم إذا أعرضتم أنتم وأسرفتم . وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم: {يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم}.»اهـ.

علمني ديني ١٦٤: أن أحذر ضياع الأوقات، وأن أحافظ على صحتي، فلا أقع فيما يجرني إلى المرض، أو ضياع العمر فيما لا ينفع.


علمني ديني:

أن أحذر ضياع الأوقات،
وأن أحافظ على صحتي،
فلا أقع فيما يجرني إلى المرض، أو ضياع العمر فيما لا ينفع.

أخرج البخاري (6412) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».».

علمني ديني ١٦٣: أن أكون معلقاً في كل أمري بالآخرة؛ فما أنا في الدنيا إلا غريب أو عابر سبيل


علمني ديني:

أن أكون معلقاً في كل أمري بالآخرة؛ فما أنا في الدنيا إلا غريب أو عابر سبيل.
لا ينبغي أن أجعل همي في تحصيل الدنيا.
والله -سبحانه وتعالى- إذا صدقت في هذا، يكفيني ما أهمني.

أخرج الترمذي (2465) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ. وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ». وأخرج أيضًا (2466): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ».». قَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ اسْمُهُ هُرْمُزُ». والحديثان صححهما الألباني.

كشكول ٥١٩: الخطأ لا يسوغ الخطأ


الخطأ لا يسوغ الخطأ.
اشعر بانزعاج حينما أقرأ لبعض الإخوة يريد أن تسويغ أمر ما لحدوث خطأ!
الخطأ لا يسوغ الخطأ.
طريقة التفكير هذه ستؤدي إلى الإنجرار في الأخطاء،
فلا تخن من خانك!
أخرج أبوداود تحت رقم: (3534) عن يوسفَ بنِ ماهَك المكيِّ، قال: «كنتُ أكتب لفلان نفقةَ أيتام كان وليَّهُمْ، فغالَطُوه بألفِ درهم، فأدَّاها إليهم، فأدركْتُ لهم من مالِهم مِثلَها»، قال: «قلت: «أقْبِضُ الألفَ الذي ذهبُوا به منك؟». قال: «لا، حدثني أبي أنه سَمعَ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: «أدِّ الأمانَةَ إلى مَنِ ائتَمَنَكَ، ولا تَخُنْ مَنْ خَانَك». (وصححه الألباني).
حتى ولو ضيع ولي الأمر الأمانة أنت مطالب بالوفاء ببيعتك له، والصدق في نصحه، لا تقابل خيانته بخيانة منك؛ فالخطأ لا يسوغ الخطأ.
إن زوجك خانك أو قصر في شيء فهذا لا يسوغ الخطأ معه!

وفق الله الجميع لطاعته.

كشكول ٥١٨: تعامى تغابى من أجل حزبك وجماعتك لن يخفى حالك على عالم ما في الصدور



اعمل ما شئت؛ فإنك ملاقيه.
ليست الدنيا آخر المطاف.
تعامى تغابى من أجل حزبك وجماعتك.
لن يخفى حالك على عالم ما في الصدور.
(يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت،
ويمكن أن تخدع بعض الناس كل الوقت،
لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت)!
ستفضح وسيظهر أمرك.
ونحن نثق بالله... ونصبر... ونتق الله...

والعاقبة للمتقين.

سؤال وجواب ٧٦: ما واجب الدعاة السلفيين في فرنسا بعد أحداث باريس الأخيرة؟


منشور في يوم الخميس
١٧ ربيع الأول ١٤٣٦ هـ
الموافق: ٨ \ ١ \ ٢٠١٥ م

سؤال: «الأحداث التي جرت بالأمس في باريس، فنود منكم تكرمًا توجيه إخواننا هناك، وخاصة الذين لهم مشاركة في الدعوة إلى الله من السلفيين؛ فإن غير واحد منهم يسأل هل يلزمه البيان على الفور أو ماذا يفعل؟».

الجواب:
الأصل أن المسلمين على شروطهم. وحفظ العهد أمرنا به الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ومعنى ذلك أن المسلم يستنكر هذا العمل، ولا يرضاه إذا صدر من مسلمين؛ فإنه مخالف للشريعة. بل وقد تترتب عليه أضرار خطيرة بالمسلمين، وتشويه الإسلام.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فإن كان من المصلحة بيان ذلك فورًا فليبينوه بنية تحري سلامة المسلمين في تلك البلاد من الضرر، والله المستعان.

كشكول ٥١٧: علماء السنة حذروا من فتنة المظاهرات، وما يسمى بالربيع العربي، قبل أن ينكشف الوجه الأسود لهذا الربيع


تأملوا ولله الحمد والمنة؛
علماء السنة حذروا من فتنة المظاهرات، وما يسمى بالربيع العربي، قبل أن ينكشف الوجه الأسود لهذا الربيع.
وأذكر أن أحدهم في عز المظاهرات قيل له: «اتق الله هذا خلاف منهج السلف».
فقال: «يبقى مش عاوزينه». يعني: لا نريد منهج السلف إذا كان لا يؤيد المظاهرات!
واليوم لما شاهدوا ما حصل أبلسوا من الحيرة.

فاللهم اغفر لعلمائنا، وارحمهم، واجزهم عن الإسلام والمسلمين خيرًا، واكشف اللهم هذه الغمة برحمتك وبفضلك يا أرحم الراحمين.

علمني ديني ١٦٢: أن أقبل خبر العالم من غير توقف ولا تثبت، ما لم يظهر لي خلافه


علمني ديني:

أن أقبل خبر العالم من غير توقف ولا تثبت، ما لم يظهر لي خلافه.
ووجه ذلك أن الله -تبارك وتعالى- أمرني بالتثبت والتبين لخبر الفاسق، في قوله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. (الحجرات: 6).
فأفاد بمفهوم المخالفة أن خبر الثقة يقبل دون تثبت أو تبين،
ومن باب أولى إذا كان ناقل الخبر عالم ثقة.

ومن هنا جاءت قاعدة: الأصل قبول خبر الثقة دون تثبت.

كشكول ٥١٦: جزى الله خيراً حكامنا آل سعود... أقاموا منار السنة، وأماتوا البدعة...


جزى الله خيراً حكامنا آل سعود... أقاموا منار السنة، وأماتوا البدعة...
كانت راية أهل البدعة والمذاهب غير المرضية قائمة في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في القرن السادس الهجري.
انظر إلى ما يصفه الرحالة ابن جبير مما شاهده في المسجد النبوي أثناء خطبة جمعة!
وكيف أن الخطيب يجلس بين الخطبتين ولا يقوم للثانية حتى يجمع أتباعه الصدقات والعطاءات من الناس.. في أشنع صورة من صور الكدية (الاستجداء وطلب التبرعات).
قال ابن جبير في رحلته: «وفي يوم الجمعة المذكور، وهو السابع من محرم، شاهدنا من أمور البدعة أمراً ينادى له الإسلام: يالله يا للمسلمين.
وذلك أن الخطيب وصل للخطبة، فصعد منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على ما يذكر، على مذهب غير مرضي، ضد الشيخ الإمام العجمي الملازم صلاة الفريضة في المسجد المكرم. فذلك على طريقة من الخير والورع، لائقة بإمام مثل ذلك الموضع الكريم.
فلما أذن المؤذنون قام هذا الخطيب المذكور للخطبة،
وقد تقدمته الرايتان السوداوان وقد ركزتا بجانبي المنبر الكريم،
(لاحظ السوداوان رايات داعش)
فقام بينهما،
فلما فرغ من الخطبة الأولى،
جلس جلسة خالف فيها جلسة الخطباء المضروب بها المثل في السرعة،
وابتدر الجمع مردة من الخدمة يخترقون الصفوف، ويتخطون الرقاب، كدية على الأعاجم والحاضرين لهذا الخطيب القليل التوفيق،
فمنهم من يطرح الثوب النفيس،
ومنهم من يخرج الشقة الغالية من الحرير فيعطيها،
وقد أعدها لذلك،
ومنهم من يخلع عمامته فينبذها،
ومنهم من يتجرد عن برده فيلقي به،
ومنهم من لا يتسع حاله لذلك فيسمح بفضلة من الخام،
ومنهم من يدفع القراضة من الذهب،
ومنهم من يمد يده بالدينار والدينارين غير ذلك،
ومن النساء من تطرح خلخالها وتخرج خاتمها فتلقيه،
ما يطول الوصف له من ذلك.
والخطيب في أثناء هذه الحال كلها، جالس على المنبر يلحظ هؤلاء المستجدين المستسعين على الناس بلحظات يكرها الطمع ويعيدها الرغبة والاستزادة، أن كاد الوقت ينقضي، والصلاة تفوت، 
وقد ضج من له دين وصحة من الناس، وأعلن بالصياح وهو قاعد ينتظر اشتفاف صبابة الكدية وقد أراق عن وجهه ماء الحياء،
فاجتمع له من ذلك السحت المؤلف كوم عظيم أمامه، فلما أرضاه قام وأكمل الخطبة و-صلى الله عليه وسلم- بالناس. وانصرف أهل التحصيل باكين على الدين، يائسين من فلاح الدنيا متحققين أشراط الآخرة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!»اهـ.

هل تعلم ٤٨: أن الحديث المتواتر لا يحتاج إلى تخريج!


هل تعلم:

أن الحديث المتواتر لا يحتاج إلى تخريج!
يكفي أن تشير إلى من نص على تواتره من الأئمة.
لكن ينبغي أن تلاحظ ما يلي:
أنه لا يلزم من تواتر أصل الحديث تواتر رواياته، فقد تأتي زيادات في رواياته لا تبلغ التواتر، قد تكون صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، مثل حديث: «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِئَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ».

جاءت فيه زيادة لا تصح بذكر تسعًا وتسعين اسماً.