السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 6 مايو 2015

كشكول ٩٠٢: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﺮﺏ ﺯﻳﺪ ﻋﻤﺮًﺍ؟!



جاءني في الواتساب:
ﻓﻮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﺮﺏ ﺯﻳﺪ ﻋﻤﺮًﺍ؟!
ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻠﻮﻃﻲ:
«ﺃﺭﺍﺩ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺭﻭﺳﻬﺎ ﻋﻬﺪًﺍ ﻃﻮﻳﻼً؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﺍﻩ.
ﺳﺄﻝ ﺷﻴﺨﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻨﺎﻩ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺑﻪ
ﺯﻳﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﻘﺘﻠﻪ ﺗﻘﺘﻴﻼً ﻭﻳﺒﺮﺡ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ، ﻭﻫﻞ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺿﺮﺏ ﺿﺎﺭﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ
ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ؟
ﺳﺄﻝ ﺷﻴﺨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻕ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﺣﻨﻘًﺎ ﻭﻳﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ.
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : «ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺎﺭﺏ ﻭﻻ ﻣﻀﺮﻭﺏ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ». ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻭﺃﻛﺒﺮ
ﺃﻥ ﻳﻌﺠﺰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ؛ ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺴﺠﻨﻪ، ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮﻱ ﺁﺧﺮ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﻨﺤﻮ
ﺟﻮﺍﺑﻪ؛ ﻓﺴﺠﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ. ﺛﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺘﻸﺕ
ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ
ﻟﻪ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ،
ﺛﻢ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻓﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﻢ ﻓﺤﻀﺮﻭﺍ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ
ﻭﺍﻟﺤﺬﻕ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﺃﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻌﻴﻨﻪ؛ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ: «ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻨﺎﻫﺎ ﻋﻤﺮﻭ
ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺎﻝ»؛ ﻓﺎﻧﺒﺴﻄﺖ ﻧﻔﺴﻪ
ﻗﻠﻴﻼً، ﻭﺑﺮﻗﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺪﺛﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ : «ﻣﺎ ﻫﻲ ﺟﻨﺎﻳﺘﻪ؟».
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : «ﺇﻧﻪ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻭﺍﻏﺘﺼﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﺍﻭ؛ ﻓﺴﻠﻂ
ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻳﺪًﺍ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺟﺰﺍﺀ ﻭﻗﺎﺣﺘﻪ ﻭﻓﻀﻮﻟﻪ». ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻭ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ" ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻛﻞ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: «ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﻠﺘﻪ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ،
ﻭﺃﻇﻠﺘﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ». ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ؛ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﻃﻼﻗﻬﻢ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ». (ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ، ﺹ: (307-308).).

قيود بعض القواعد الحديثية ١٧


17 – العبرة فيما رواه الراوي لا فيما يراه، تقيد بإلا إذا كان تفسيراً منه لمرويه؛ فإن أدرى به من غيره.

قيود بعض القواعد الحديثية ١٦



16 – الراوي صاحب البدعة غير المكفرة أرجح الأقوال فيه: تقبل روايته، بقيد:
- أن لا يكون داعية،
- ويكون ضابطًا.

قيود بعض القواعد الحديثية ١٥



15 – إذا أمكن الترجيح بين الحديثين المختلفين صير إليه، بقيد:
- عدم إمكان الجمع والتوفيق،
- ولم يعلم المتقدم من المتأخر منهما.

قيود بعض القواعد الحديثية ١٤



14 – إذا علم المتقدم من المتأخر من الحديث، فإن المتأخر ناسخ للمتقدم، بقيد أن لا يمكن الجمع والتوفيق بينهما، فإن أمكن لزم المصير إليه.

قيود بعض القواعد الحديثية ١٣


13 – ما علقه البخاري في صحيحه، يحكم بثبوته عمن علقه عنه، بقيد أن يكون أورده مجزومًا به.

قيود لبعض القواعد الحديثية ١٢



12- ما جاء عن الصحابي يأخذ حكم المرفوع، بقيد:
- إذا كان مما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه،
- ولا يدخل في أخبار أهل الكتاب،
- أو لا يعلم له مخالفاً.

قيود بعض القواعد الحديثية ١١


11 – الحديث الضعيف يكون ضعيفاً جداً، بقيد:
- أن يتضمن متنه مخالفة لما رواه الأثبات،
- أو أن يكون راويه سيء الحفظ جداً.

قيود بعض القواعد الحديثية ١٠


10 – الرواية بالمعنى تجوز، بقيد أن تكون من ضابط يعلم ما يحل إليه اللفظ من معنى.

قيود بعض القواعد الحديثية ٩


9 – العنعنة محمولة على السماع، بقيد:
- أن تكون من ثقة،
- غير مدلس،
- وأن تكون بين متعاصرين، ثبت أو أمكن لقاؤهما، ولا مانع يمنع من التحمل بينهما.

قيود بعض القواعد الحديثية ٨


8 – ما رواه أكثر من اثنين هو المشهور، بقيد أن لا يصل إلى حد التواتر.

قيود بعض القواعد الحديثية ٧



7 – المعضل ما سقط منه راويان، بقيد التوالي. فلو سقط راويان في موضعين مختلفين في السند؛ سمي منقطعاً لا معضلاً.

قيود بعض القواعد الحديثية ٦



6 – الجرح المجمل مردود، بقيد إذا كان في حق من ثبتت عدالته. وأمّا من لم تثبت عدالته فإنه يقبل؛ لأن إعماله أولى من إهماله.

قيود بعض القواعد الحديثية ٥



5– مخالفة الراوي لغيره تعتبر منكرة، بقيد:
- الضعف.
- ومقابله المعروف.

قيود بعض القواعد الحديثية ٤



4 – مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه هي زيادة ثقة، بقيد إذا كانت من باب رواية الراوي لما لم يروه غيره. وهي شاذة، بقيد إذا خالف ما رواه غيره في المعنى.

قيود بعض القواعد الحديثية ٣



3- المضطرب: ما روي بأوجه مختلفة متضادة، بقيد التساوي.

قيود بعض القواعد الحديثية ٢


2 – الحديث الصحيح في تعريف ابن الصلاح، مقيد بأنه حد التعريف الذي لا اختلاف عليه عندهم. بمعنى أن للصحيح تعاريف أخرى، لكن هذا التعريف هو الذي لا اختلاف عليه عندهم.

قيود بعض القواعد الحديثية ١


1 – الجرح مقدم على التعديل مقيد بقيدين:
- أن يكون الجرح مفسراً.
- أن لا يذكر المعدل سبب الجرح ويرده بمعتبر.

كشكول ٩٠١: اعمل ما شئت؛ كما تدين تدان!



جاءني على الواتساب ... قصة أعجبتني
اقرأ هذا:
تحدث أحد الآباء فقال
أنه قبل خمسين عاماً حج مع والده
بصحبة قافلة على الجمال،
وعندما تجاوزوا منطقة عفيف
رغب الأب أن يقضي حاجته؛
فأنزله الابن من البعير،
ومضى الأب إلى حاجته،
وقال للابن:
«انطلق مع القافلة أنت وسوف ألحق بكم».
مضى الابن،
وبعد برهة من الزمن التفت ووجد أن القافلة بعدت عن والده؛
فعاد جارياً على قدميه؛ ليحمل والده على كتفه،
ثم انطلق يجري به،
يقول الابن: وبينما هو كذلك أحسست برطوبة تنزل 
على وجهي، وتبين لي أنها دموع والدي،
فقلت لأبي:
«والله إنك أخف على كتفي من الريشة».
فقال الأب:
«ليس لهذا بكيت،
ولكن في هذا المكان حملت أنا والدي».
البر لا يبلى،
والذنب لا ينسى،
والديان لا يموت،
اعمل ما شئت؛ كما تدين تدان!

كشكول ٩٠٠: من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في العبادة



أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة تحت رقم: (746) في سياق حديث طويل فيه قولها -رضي الله عنها-:
«وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ.
وَلَا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ.
وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ».

كشكول ٨٩٩: كثرة الأتباع وقلتهم



جاءني على الواتساب
قال الألباني -رحمه الله تعالى-:
«كثرة الأتباع وقلتهم، ليست معيارًا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل».
(السلسلة الصحيحة، تحت الحديث رقم: (397).).
عن الاوزاعي -رحمه الله تعالى- قال:
«مات عطاء بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا تسعة أو ثمانية».
(سير أعلام النبلاء: (5/84).).

شبهة والرد عليها ٢٦: إنكار فريضة الجهاد لعدم حاجة الله إلى من يدافع عنه



الرد على شبهة:
إنكار فريضة الجهاد لعدم حاجة الله إلى من يدافع عنه.

أقول هذه الشبهة باطلة لعدة أمور:
الأمر الأول : أن الجهاد ليس دفاعاً عن الله تعالى، وإنما دفعاً عن المسلمين أذى وعداء الكفار الذين يمنعونهم عن الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك في جهاد الطلب أول ما نبدأ بدعوة الكفار إلى الإسلام فإن هم أجابوا الحمد لله، فإن أبوا وكانوا أهل كتاب دعوناهم إلى الجزية، فإن أجابوا الحمد لله وإلا قاتلناهم. فالقتال من أجل رفضهم للدعوة، وإلا فإن الله غني عن الخلق كلهم أولهم وآخرهم، {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ}. (الذاريات:56 - 58).
الأمر الثاني : أن الذي فرض علينا الجهاد هو الله يتعبدنا بذلك. قال الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. (التوبة: 29).
الأمر الثالث : أن الجهاد عقوبة وعذاب في الدنيا للكافرين المعادين للدعوة، قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}. (التوبة: 14).
الأمر الرابع : أن ترك الأمة للجهاد من علامات ضعفها وتسلط الأعداء عليها. عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا، لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ». ( أخرجه أحمد في المسند (الرسالة8/ 440، تحت رقم: 4825، 9/ 51، تحت رقم: 5007، 9/ 395، تحت رقم: 5562)، وأبو داود في كتاب البيع، بابٌ في النهي عن العينة، حديث رقم: (3462)، وأبو يعلى في المسند (10/ 29، تحت رقم: 5659)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 316). والحديث ضعفه محققو المسند، وأشار إلى حسنه محقق مسند أبي يعلى، وصححه الألباني لمجموع طرقه؛ فقد أورده في السلسلة الصحيحة حديث رقم: (11). وللحديث شاهد عن ابن مسعود مرفوعًا: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا». أخرجه أحمد (الرسالة 6/ 54، تحت رقم: 3579)، والترمذي والحاكم، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم: (13).) . ووجود الجهاد من علامات قوتها وتمكينها.
الأمر الخامس : أن من أنواع الجهاد جهاد الدفع، وهو ظاهر في المعاني السابقة، والحمد لله.

سؤال وجواب ١٧٦: هل يجوز إخراج زكاة المال لشباب مقبلين على الزواج لمساعدتهم في بناء مسكن أم ﻻ؟



سؤال:
«هل يجوز إخراج زكاة المال لشباب مقبلين على الزواج لمساعدتهم في بناء مسكن أم ﻻ؟».

جواب:
حدد الله -سبحانه وتعالى- مصارف الزكاة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ:
لِلْفُقَرَاءِ
وَالمَسَاكِينِ
وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ
وَالغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللهِ
وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. (التوبة: 60).
فإذا كان هذا الشاب المقبل على الزواج فقيراً أو مسكينًا، أو غيرهما من الأصناف؛ فإنه يجوز أن تصرف الزكاة له، لا لأنه مقبل على الزواج، بل لأنه فقير أو مسكين، وهما من مصارف الزكاة. والله الموفق.

كشكول ٨٩٨: السياسة الشرعية



يراد بالسياسة الشرعية: ما يتعلق بعمل الإمام في نيابته عن صاحب الشرع في إقامة الدين وإصلاح الدنيا.
وعمله في ذلك يتعلق بتطبيق النصوص على أحوالها؛
- ما كان منها غير متعلق بمتغير من عادة أو عرف أو غير ذلك.
- ما كان منها متعلق بمتغير، كتحديد مدة الحيض،
وما تعلق بالعرف. وفي هذا يكون من عمل الإمام تحقيق المراد الشرعي من النص.
وما سكت عنه الشارع فهو على الإباحة، ويراعى في تطبيقه جلب المصالح ودرء المفاسد، بل يحقق طلب أصلح المصلحتين ودفع أفسد المفسدتين.
فإذا انضبط ذلك وضح أنه لا يقال أن السياسة الشرعية كلها منوطة بالمصلحة، إلا إذا قصد أن الشرع كله يقوم على جلب المصالح ودرء المفاسد، فلا خصوصية حينئذ لباب السياسة الشرعية دون غيره.
وتعلم مما تقدّم أنه لا إشكال في أن السياسة الشرعية موجودة في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسيرة الخلفاء الراشدين.
ويؤكد هذا؛ ما ذكر في أسباب الخلاف بين العلماء، اختلافهم في أن الحديث المعين هل هو صادر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بـ:
- مقتضى الرسالة،
- أو بمقتضى الإمامة،
- أو بمقتضى أنه الحاكم الشرعي،
- أو بمقتضى أنه عالم،
- أو مفتي،
- أو قائد جيش،
بحسب ما يناسب موضوع الحديث،
كما في حديث: «من قتل قتيلاً فله سلبه».
وهذه قاعدة قررها القرافي -رحمه الله-.
ويناسبها ما يذكره العلماء في خطابات الشرع هل هي من باب العام الذي يراد به العموم، أو من باب العام الذي يراد به الخاص؛ إذ من المعلوم أن من خطابات الشرع التي جاءت بصيغة العموم لا تتوجه إلا لمن يختص به موضوع الخطاب لا لغيره.

كشكول ٨٩٧: متى شرع الجهاد؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى شرع الجهاد؟
للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله-

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١٧


17 – الاحتمال يسقط به الاستدلال، مقيد بكونه مساوياً . أما الاحتمال غير المساوي فإن كان أقوى فالمصير إليه فإن كان أضعف فلا التفات إليه.

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١٦


(16– 16) دليل الاستصحاب الاستدلال به يتقيد بعدم الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس.

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١٥


(15 – 16) الوصف المذكور في الآية أو الحديث في سياق الحكم الأصل اعتباره فيه، فله مفهوم مخالفة، خص منه الوصف إذا جاء في ستة مواضع:
أولاً: إذا خرج مخرج الغالب.
ثانياً: إذا خرج حكاية للواقع.
مثال إذا خرج مخرج الغالب: قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} (النساء: الآية23) فقالوا: الوصف خرج مخرج الغالب، فالربيبة سواء كانت في حجرك أو لم تكن في حجرك فإنها تحرم عليك بمجرد الدخول على أمها، ولذلك أدار الحكم على الدخول وعدمه في تمام الآية: {مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُم} (النساء: 23) وهذا المثال يصلح حكاية للواقع؛ لأن الصحابة سألوا عن الربائب وهن في حجورهم.
ثالثاً: إذا كان الحكم في غير محل الوصف أولى من الوصف. مثاله: قياس الأولى، فإذا تحقق الحكم خارج الوصف أولى من محل الوصف، فلا يكون للوصف مفهوم مخالفة، فيكون الوصف هنا ملغي، كما في قوله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا} (الاسراء: من الآية23)، فلا يقال: يجوز ضرب الوالدين؛ لأنه ليس قول: (أف)، لأن النهي عن ضربهما أولى من النهي عن قول: (أف) لهما.
رابعاً: إذا كان جواباً لسائل. مثاله: كما في الحديث: «من صلى صلاتنا هذه - يعني صلاة الفجر في المزدلفة - ووقف بعرفة ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجة»، لا يأتي واحد يقول: هذا فيه شرطية صلاة الفجر في مزدلفة، فمن فاتته لم يتم حجه. نقول: لا؛ لأن هذا الكلام من الرسول -صلى الله عليه وسلم- خرج جواباً لسؤال سائل سأله. مثال آخر: لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مياه الحياض التي تكون في البراري، وهي غالباً تكون قلتين أو أكثر، فقال: «إن الماء إذا بلغ قلتين لا ينجسه شيء» ذكر القلتين خرج جواباً لسؤال السائل؛ لأنه ذكر الحياض، فلا مفهوم له في الحديث، فقالوا: ما خرج محاكاة لسؤال السائل لا مفهوم له من القيود، إنما يراد به مطابقة لسؤال السائل لا عليه الحكم.
خامساً: إذا جاء الوصف في الكلام لخوف. مثاله: إذا جاء الوصف لخوف كأن يكون رجل أسلم الآن فقال: أعط هذه الصدقة لفقراء مسلمين، قال العلماء: هو قال: (مسلمين) خوفاً من أن يظن المتكلم أنه لا زال يحب ويوالي الكفار والأصل أن الصدقة غير المفروضة يجوز إعطاؤها للكفار كما يجوز إعطاؤها للمسلمين إذا كانوا فقراء، فهو لم يقل (مسلمين) إلا خوفاً من أن يتهم.
سادساً: إذا جاء الوصف ويجهل المتكلم مفهومه ولم يخطر له على بال. مثاله: تكلم شخص وأتى بوصف في الكلام فقال: (أعط المساكين المشققة ثيابهم صدقة) هو لا يقصد ذلك ولا يعرف أن هذا وصف أو ليس بوصف فهو جاهل . وخامساً وسادساً لا يأتيان في خطاب الشرع.
هذه الأحوال الست التي لا يكون للوصف فيها أي مفهوم مخالفة، ويعبر عن الوصف فيها بأنه (وصف كاشف).

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١٤


(14 – 16) الضرر يزال، مقيدة بأن لا يترتب على زواله ضرر أكبر منه. وهذا القيد دلت عليه نصوص عديدة، منها حادثة الأعرابي الذي بال في ناحية من المسجد، فإن الصحابة لما أرادوا الإنكار عليه منعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه يترتب على إنكارهم ضرر أكبر.

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١٣


( 13 – 16 ) الضرورات تبيح المحظورات، مقيدة بقاعدة الضرورات تقدر بقدرها. والأصل فيها قوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (البقرة: 173)، والآية مقيدة في الإباحة للضرورة بقيد {غير باغ و لا عاد} ولذلك قالوا: والضرورة تقدر بقدرها. فيأكل من الميتة إذا خشي الهلاك بقدر ما يسد رمقه، لا بقدر شبعه.