السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 6 يناير 2015

كشكول ٤٧٠: من سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه



أرسل إلي فضيلة الشيخ أبو عمر المهيري على الواتساب:
قال ابن قدامة المقدسي -رحمه الله-:
«من سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه.
ومن مال عن السّنّة فقد انحرف عن طريق الجنّة، فاتّقوا الله تعالى، وخافوا على أنفسكم،
فإنّ الأمر صعب،
وما بعد الجنّة إلا النّار،
وما بعد الحقّ إلا الضّلال،
ولا بعد السّنّة إلا البدعة».

(تحريم النّظر في كتب الكلام: (ص71).).

كشكول ٤٦٩: والله إني أخشى أن تقوم دولة فاطمية جديدة...


والله إني أخشى أن تقوم دولة فاطمية جديدة...
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كشكول ٤٦٨: قوة البحث ليست بحشد المعلومات وتكثيرها، وتحضير النقول وعرضها!



قوة البحث ليست بحشد المعلومات وتكثيرها، وتحضير النقول وعرضها!
بل:
- بقوة الأدلة.
- وحسن العرض.
- والتزام النهج العلمي في المناقشة والرد.

كشكول ٤٦٧: إذا أردت أن تساعدني...



إذا أردت أن تساعدني...
لا تعطني سمكة كل يوم؛
خذني إلى البحر وعلمني كيف اصطاد!

كشكول ٤٦٦: المقارنة بين حال الناس في الجاهلية والإسلام


المقارنة بين حال الناس في الجاهلية والإسلام.

يحتاج الداعية أحياناً لهذه المقارنة.
بل قد يتوقف معرفة المقصود من الآية أو الحديث على معرفة ما كان عليه حال الناس في الجاهلية إبان نزول القرآن العظيم.
ولأورد بعض الأحاديث في ذلك.
جاء عن أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا، أَفَتَكْحُلُهَا؟». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ». مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لاَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ».
قَالَ حُمَيْدٌ فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ: «وَمَا تَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ؟».
فَقَالَتْ زَيْنَبُ: «كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ، أَوْ شَاةٍ، أَوْ طَائِرٍ، فَتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلَّمَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمِي، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ، أَوْ غَيْرِهِ».
وسُئِلَ مَالِكٌ: «مَا تَفْتَضُّ بِهِ؟».
قَالَ: «تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا». (أخرجه الشيخان).
ومن ذلك ما جاء عن السيدة عائشة من ذكر أحوال النكاح في الجاهلية عن عُرْوَة بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَتْهُ: «أَنَّ النِّكَاحَ فِي الجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ:
فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ اليَوْمَ: يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا: أَرْسِلِي إِلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلاَ يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الوَلَدِ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ العَشَرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلاَنُ، تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ، فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ.
وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، لاَ تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ البَغَايَا، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ القَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لاَ يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ.
فلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ اليَوْمَ». (أخرجه البخاري).
وإنما يخشى على الإسلام ممن لا يعرف الجاهلية.
ولذلك أصّل الشاطبي في الموافقات أن من مهمات فقه الشريعة معرفة أحوال العرب، وما كان عليه الناس قبل الإسلام. وللألوسي بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب قبل الإسلام.

كشكول ٤٦٥: فضائل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-


قرأت حديثًا في فضائل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
فأحببت أن تشاركوني فيه،
أخرج مسلم في صحيحه، في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل سعد بن أبي وقاص، حديث رقم: (1748)، بسنده عن مُصْعَب بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سعد بن أبي وقاص:
«أَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ؛ قَالَ: «حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ أَنْ لَا تُكَلِّمَهُ أَبَدًا حَتَّى يَكْفُرَ بِدِينِهِ، وَلَا تَأْكُلَ وَلَا تَشْرَبَ، قَالَتْ: «زَعَمْتَ أَنَّ اللهَ وَصَّاكَ بِوَالِدَيْكَ، وَأَنَا أُمُّكَ، وَأَنَا آمُرُكَ بِهَذَا».».
قَالَ: «مَكَثَتْ ثَلَاثًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهَا مِنَ الْجَهْدِ، فَقَامَ ابْنٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ، فَسَقَاهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى سَعْدٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْآيَةَ: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي) وَفِيهَا (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) (لقمان: 15).».
قَالَ: «وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَنِيمَةً عَظِيمَةً، فَإِذَا فِيهَا سَيْفٌ فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّسُولَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
فَقُلْتُ: «نَفِّلْنِي هَذَا السَّيْفَ، فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ حَالَهُ»،
فَقَالَ: «رُدُّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ».
فَانْطَلَقْتُ، حَتَّى إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُلْقِيَهُ فِي الْقَبَضِ لَامَتْنِي نَفْسِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: «أَعْطِنِيهِ»،
قَالَ فَشَدَّ لِي صَوْتَهُ: «رُدُّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ»
قَالَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}. (الأنفال: 1).
قَالَ: «وَمَرِضْتُ فَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَانِي، فَقُلْتُ: «دَعْنِي أَقْسِمْ مَالِي حَيْثُ شِئْتُ»، قَالَ فَأَبَى،
قُلْتُ: «فَالنِّصْفَ»،
قَالَ فَأَبَى،
قُلْتُ: «فَالثُّلُثَ»،
قَالَ فَسَكَتَ، فَكَانَ، بَعْدُ الثُّلُثُ جَائِزًا.
قَالَ: «وَأَتَيْتُ عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: «تَعَالَ نُطْعِمْكَ وَنَسْقِكَ خَمْرًا»، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، قَالَ فَأَتَيْتُهُمْ فِي حَشٍّ -وَالْحَشُّ الْبُسْتَانُ- فَإِذَا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْوِيٌّ عِنْدَهُمْ، وَزِقٌّ مِنْ خَمْرٍ. 
قَالَ فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُمْ، قَالَ فَذَكَرْتُ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرِينَ عِنْدَهُمْ. فَقُلْتُ: «الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ».

قَالَ فَأَخَذَ رَجُلٌ أَحَدَ لَحْيَيِ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي، بِهِ فَجَرَحَ بِأَنْفِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَخْبَرْتُهُ فَأَنْزَلَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيَّ -يَعْنِي نَفْسَهُ- شَأْنَ الْخَمْرِ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}. (المائدة: 90)».

هل تعلم ٤٥: أن القوانين الوضعية في أوروبا وأمريكا متأثرة بالفقه الإسلامي


هل تعلم:

أن القوانين الوضعية في أوروبا وأمريكا متأثرة بالفقه الإسلامي، وخاصة بالمذهب المالكي.

هل تعلم ٤٤: أن التصحيح على المعنى وعلى الباب عند المحدثين، نقطة التقاء بين المحدثين والفقهاء


هل تعلم:

أن التصحيح على المعنى وعلى الباب عند المحدثين، نقطة التقاء بين المحدثين والفقهاء، حيث يصحح بهذه الطريقة معنى الحديث، بالنظر إلى شواهده.
ولذلك يحسن العلماء أحاديث ضعيفة من جهة السند لا تتقوى، ولكن جاءت لها شواهد تقويها ولأضرب مثالاً على ذلك:
قال ابن قيم في كتابه: (الوابل الصيب من الكلم الطيب، (ص: 82).)، في ذكره فوائد ذكر الله، فذكر الفائدة (الثالثة والسبعون) وقال: «وهي التي بدأنا بذكرها، وأشرنا إليها، فنذكرها ههنا مبسوطة؛ لعظيم الفائدة بها، وحاجة كل أحد بل ضرورته إليها، وهي أن الشياطين قد احتوشت العبد وهم أعداؤه، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظاً وأحاطوا به، وكل منهم يناله بما يقدر عليه من الشر والأذى، ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله -عز وجل-.
وفي هذا الحديث العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم أن يحفظه، فنذكره بطوله لعموم فائدته، وحاجة الخلق إليه.
وهو حديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة بن جندب قال: «خرج علينا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوماً وكنا في صفه بالمدينة، فقام علينا فقال: «إني رأيت البارحة عجباً: 
رأيت رجلاً من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره والديه فرد ملك الموت عنه.
ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر، فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك.
ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله -عز وجل- فطرد الشيطان عنه.
ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءته صلاته، فاستنقذته من أيديهم.
ورأيت رجلاً من أمتي يلهب -وفي رواية يلهث- عطشاً، كلما دنا من حوض منع وطرد، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه.
ورأيت رجلاً من أمتي ورأيت النبيين جلوساً حلقاً حلقاً كلما دنا إلى حلقة طرد، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي.
ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمة، ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة، ومن فوقه ظلمة، ومن تحته ظلمة، وهو متحير فيها، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور.
ورأيت رجلاً من أمتي يتقي بيده وهج النار وشرره، فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النار وظللت على رأسه.
ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه، فجاءته صلته لرحمه فقالت: يا معشر المسلمين، إنه كان وصولاً لرحمه فكلموه، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم.
ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الزبانية، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة.
ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه وبينه وبين الله -عز وجل- حجاب، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله -عز وجل-.
ورأيت رجلاً من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله، فجاءه خوفه من الله -عز وجل- فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه.
ورأيت رجلاً من أمتي خف ميزانه فجاءه أفراطه.
ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم، فجاءه رجاؤه في الله -عز وجل- فاستنقذه من ذلك ومضى.
ورأيت رجلاً من أمتي قد أهوى في النار، فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله فاستنقذته من ذلك.
ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله -عز وجل- فسكن رعدته ومضى. ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً، فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته.
ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة، فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة».
رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الترغيب في الخصال المنجية، والترهيب من الخلال المردية، وبنى كتابه عليه وجعله شرحاً له، وقال: «هذا حديث حسن جداً رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن ذر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة».
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يعظم شأن هذا الحديث»اهـ.
قلت: هذا الحديث الذي كان يعظمه ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله-، ويعلمان أنه معلول من جهة سند الرواية، فقد قال ابن القيم في كتاب الروح (ص: 83) عن هذا الحديث: «وراوي هذا الحديث عن ابن المسيب هلال أبو جبلة مدنى لا يعرف بغير هذا الحديث، ذكره ابن أبى حاتم عن ابيه هكذا ذكره الحاكم أبو أحمد والحاكم أبو عبد الله أبو جبل بلا هاء، وحكياه عن مسلم ورواه عنه الفرج بن فضالة وهو وسط في الرواية ليس بالقوي ولا المتروك، ورواه عنه بشر ابن الوليد الفقيه المعروف بأبى الخطيب كان حسن المذهب جميل الطريقة وسمعت شيخ الإسلام يعظم أمر هذا الحديث، وقال: «أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث».»اهـ.
وكذا أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة تحت رقم: (7129)، وقال: «منكر جداً. اضطرب فيه الرواة سنداً ومتناً، واتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه. وخالفهم بعض المتأخرين ضاربين بذلك القواعد العلمية التي منها: (أن الحديث لا يتقوى بالطرق الواهية، ولا بالمضطرب إسناداً ومتناً)، مع أوهام متنوعة كثيرة وقعت لبعضهم؛ يستقل بعضهم بها، ويقلدهم آخرون في بعضها»اهـ.
فالحديث لا يصح من جهة سند الرواية، ومع ذلك انظر ماذا كان يقول ابن تيمية وابن القيم عنه!
ووجه ذلك أن التصحيح والتحسين لا ينتهي عند سند الرواية، وهو ما أشار إليه ابن تيمية بقوله: «أصول السنة تشهد له، وهو من أحسن الأحاديث»اهـ.

وهذه طريقة خارجة عن أسانيد الرواية، يجري عليها الفقهاء فيما يسمى بالتصحيح على الباب، أو تصحيح المعنى، والله الموفق.

هل تعلم ٤٣: أن تعدد الطرق الذي يقوي الحديث الضعيف للحسن لغيره يشترط فيه...


هل تعلم:

أن تعدد الطرق الذي يقوي الحديث الضعيف للحسن لغيره يشترط فيه الشروط التالية:

الشرط الأول: أن يكون الحديث يسير الضعف.
الشرط الثاني: أن يكون تعدداً حقيقياً، بحيث لا يغلب على ظن المحدث أن الطريقين هما في الحقيقة طريق واحد.

الشرط الثالث: أن يكون تعدداً يفيد في النقطة محل الضعف، أما لو وقع الضعف في مدار السند، وتعدد الطرق جاء من تحتها، فإنه لا يفيد شيئاً؛ لأن الطرق المتعددة ترجع إلى مدار السند والضعف فيه، فلم يتقو بشيء. وهذا الشرط يدخل في الثاني وأفردته لأهميته.

كشكول ٤٦٤: لن يستبيح عدو بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها!


لن يستبيح عدو بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها!

قال صديقي: «أبشر لن يسلط على بلادنا عدو مهما حصل».
قلت له: «وكيف ذلك؟».
قال: «أما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم: عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا -أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا-، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا».».
وهذه البلاد هي بيضة الإسلام.
ألم يقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه أحمد بسند جيد كما قال محققو المسند: عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يَقُولُ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ الْإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا».». 
فهذه البلاد فيها مأرز الإيمان مكة والمدينة لن يدخلها الدجال،
وهي بيضة الإسلام،
فلن تستباح -بإذن الله تعالى- ولو اجتمع عليهم من بأقطارها».
قلت: «وأزيد، إن هذا الدين ليبلغن ما بلغ الليل والنهار، فسيعم جميع الأرض، وليس فقط أنه لن تستباح بيضته، أخرج البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: «شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ: «أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟». قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ، أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون».». 

وأخرج أحمد بسند على شرط مسلم كما قال محققو المسند، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ». وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: «قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ».

قال وقلت ٥٦: قال: «لا نعادي السلفية، وليس بيننا وبين السلفيين عداء، بل في شعار دعوتنا أنها سلفية!».



قال: «لا نعادي السلفية، وليس بيننا وبين السلفيين عداء، بل في شعار دعوتنا أنها سلفية!».
قلت: فلماذا يحذر من مشايخ السلفية، ويقال عنهم: إنهم أتباع أتباع أتباع بغلة السلطان؟! ولماذا يقال عنهم: إنهم دبابيس! (مباحث)، ولماذا إذا تولى أحدكم منصباً أقصى السلفيين، وقرب ودعم أتباع جماعته؟! ولماذا من قديم صدر منكم تحذير ومنع من مجالسة الألباني -رحمه الله- (مذكور ضمن ترجمة الألباني)، ولماذا... ولماذا؟!

كشكول ٤٦٣: ما أقصرها من رحلة!


جاءني على الواتس من أبي عمر المهيري:
ما أقصرها من رحلة!
{مِنْ نُطفَةٍ خلقَهُ فَقدَّره ۞ ثُمَّ السَّبِيل يسَّرَه ۞ ثُمَّ أمَاتهُ فَأقبرَه}.

ثلاثة آيات تختصر الحياة الدنيا.

كشكول ٤٦٢: أخطاء شائعة في التفكير


أخطاء شائعة في التفكير:

الخطأ الأول: التبعية والإمعية. فيكون الشخص تبعاً لغيره بدون تفكير، إن أحسنوا أحسن، وإن أساءوا أساء.

الخطأ الثاني: التطرف أو المثالية، فتجد الشخص يتعامل مع الأمور إما أن تكون حقاً أو باطلاً، فلا وسط، وينظر إلى الأمور بلونين الأبيض والأسود، وهذا تطرف ومثالية، فإن الألوان فيها الأحمر، والرمادي، والأصفر، والأخضر، وليس فقط أبيض وأسود.

الخطأ الثالث: التعميم في الحكم، فبمجرد ما يراك على خطأ عمم الحكم عليك في كل شيء، وكذا في نظره إلى الأشياء والأمور.

الخطأ الرابع: عدم الاعتراف بالتخصص، فهو يعرف كل شيء، ويحسن الحكم والكلام والعمل في كل شيء، فهو كهربائي، وسباك، وميكانيكي سيارات، وعالم نفس، وطبيب، ولا يعترف بغيره، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.