السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 1 يوليو 2016

كشكول ١٣٥٩: فمن نكون نحن؟!



إذا أنت تريديني أن أكون مثلك .
والآخر يريدنا أن نكون مثله.

فمن نكون نحن؟!

كشكول ١٣٥٨: ربيتكم يا بنتي بالدعاء!



تزوجت البنت وصار عندها أولاد، وشعرت بتعب تربية الأولاد، وعظم المسؤولية، فجاءت إلى أمها تسألها : يا أمي ... كيف ربيتينا؟
قالت الأم ، وهي في السبعين من عمرها، وقد وهن عظمها، وضعف جسمها: ربيتكم يا بنتي بالدعاء.

يا الله ... كم اختصر هذا الجواب الكثير من الكلام ...

سؤال وجواب ٣٢٩: هل مثل هذه الأمور داخلة في قوله: «ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم»؟ وما المقصود به؟



سؤال : 
في حديث عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها؛ ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». فقال رجل من القوم: «إذًا نكثر؟». قال: «الله أكثر».
أشكل علي قوله: «ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
هل يدخل في هذا دعاء المظلوم على الظالم بالسوء والبلايا ومثل ذلك؟

وكذلك، لو كان الزوج على علاقات محرمة أو ما شابه، فدعت عليه الزوجة أو دعت على تلك المرأة بالسوء والفضيحة ومن هذه الأمور التي قد تدخل في كلمة «إثم»، فهل مثل هذه الأمور داخلة في قوله: «ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم»؟ وما المقصود به؟

الجواب :
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" الاثم هو أثر الوقوع في المعصية. ومعلوم أن قطيعة الرحم من المعصية، فالحديث يجري على باب ذكر الخاص بعد العام للدلالة على أهمية الخاص، وذكر بعض أفراد العام لا يفيد التخصيص، كما هو معلوم.
والمراد في الحديث: أن الله يستجيب للمسلم الدعاء، بأحد الأمور المذكورة، مالم يكن في الدعاء طلب معصية، وخاصة ما يتعلق بقطيعة الرحم.
ومعلوم أن دعاء المظلوم ليس بمعصية، فيما يتعلق بظلامته، لكن ليس له أن يطلب ويدعو معتديا في الدعاء بأن يطلب أموراً تزيد على ما يرفع عنه ظلامته! وليكتف المظلوم بأن يطلب من الله أن يرفع عنه ظلم الظالم، وأن يرد إليه حقه، وأن يقتص منه بسبب ظلمه.، أمّا الزيادة على ذلك لا تجوز لأنها اعتداء في الدعاء.
وسواء في ذلك أن يكون الظالم من أرحامه أو لم يكن.
ولو اقتصر بدل ذلك بسؤال الله أن يصلحه ويهديه لرد حقه، ورفع الظلم الذي تسبب فيه؛ لكان هذا دعاء طيبا حسنا، إن شاء الله.
أو أن يدعو أن يتوصل إلى فلانة ، فيطلب من الله تيسير حصول الحرام له، فهذا دعاء بإثم لا يجوز.
أو تدعو المرأة على زوجها الذي قصـر في حقها بأمور فوق ما يستحقه بسبب تقصيره، فهذا لا يجوز، وهذا يجتمع فيه أنه إثم فهو تعدي في الدعاء، وأنه قطيعة رحم.
وكذا أن يدعو على أقاربه وأرحامه بسبب قصور أو تعدي بما يزيد عن ما يستحقونه، فإنه إثم وقطيعة.
وكذا إذا علمت أن زوجها على علاقات محرمة، فإنها تدعو الله له بالصلاح والهداية، وأن يصرف عنه السوء وأهله، وأن يصرف سوء هذه المرأة أو تلك عنه، وهكذا، و لا تتجاوز في الدعاء، بطلب الفضيحة أو السوء فإن الله يحب الستر، ويحب الطيب ويقبله؛ فعلى المسلم أن ينتبه في باب الدعاء، لتحصل له الاستجابة.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٢٨: إذا شرع الإنسان في أي عمل ولم يستحضر النيات



سؤال:
إذا شرع الإنسان في أي عمل ولم يستحضر النيات قبل الشروع فيه، ثم؛
- أثناء العمل تذكر واستحضر النيات والأجور واحتسبها.
- أو بعد انتهاء العمل تذكر الأجور وقال مثلاً أحتسب بما فعلته كذا وكذا، ويستحضر نيات ويحتسبها لكن بعد أن انتهى من العمل.
ففي الحالتين هل ينال ذلك أم الحالة الأخيرة لا تصلح؟
وهل يكتب للإنسان أجور الأعمال الصالحة والطاعات دون استحضار نية نيل أجر كذا وأجر كذا؟ مثلاً لو تصدق دون استحضار النيات في نيل مختلف أجور الصدقة، هل يكتب له أجرها دون استحضارها، وتكفي نيته أنه يتصدق؟ أو نيته أنه يزور رحمه أو يعود مريضًا -دون استحضار لنيل عين الأجور-؟

الجواب : 
لم يرد ما يدل على أن المسلم لا يحصل له أجر العمل حتى ينوي طلب الأجر، أو يعلم أجره وثوابه، وهو إذا عمل العمل الصالح يرجو ثوابه عند الله حصل له أجره وثوابه وفضله وإن لم يعلمه. يكفي أن يكون العمل خالصاً لله، وعلى وفق شرع الله، ليس ببدعة و لا حدث، ليكون عملاً صالحاً يؤجر عليه بإذن الله، قال تعالى : ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ (الكهف:110).
ويؤيد هذا ما جاء عند مسلم في صحيحه تحت رقم (1006) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: "أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: " أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ".
ومحل الشاهد في الحديث : قوله صلى الله عليه وسلم: "وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ".
ووجه الدلالة : أنه لم يشترط في حصول الأجر، أكثر من أن يقصد المسلم وضع شهوته في محلها، فإن الصحابة قالوا: " أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ"؛ وهذا يشمل كل شهوة مباحة، يقضي الإنسان فيها نهمته، من طعام أو شراب أو غير ذلك، مادامت مما أباحه الله.
فيكفي أن تفعل الفعل المباح تبتغي وجه الله، ليكون عملاً صالحا، فإن الحديث كما قال ابن رجب (جامع العلوم والحكم 2/ 65) : [يَدُلُّ بِظَاهِرِهِ عَلَى أَنَّهُ يُؤَجَرُ فِي إِتْيَانِ أَهْلِهِ مِنْ غَيْرِ نِيَّةٍ، فَإِنَّ الْمُبَاضِعَ لِأَهْلِهِ كَالزَّارِعِ فِي الْأَرْضِ الَّتِي يَحْرُثُ وَيَبْذُرُ فِيهَا، وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَمَالَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُتَيْبَةَ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ، وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ» . وَهَذَا اللَّفْظُ الَّذِي اسْتَدَلَّ بِهِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، إِنَّمَا الْمَعْرُوفُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدٍ: "إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ"، وَهُوَ مُقَيَّدٌ بِإِخْلَاصِ النِّيَّةِ لِلَّهِ، فَتُحْمَلُ الْأَحَادِيثُ الْمُطْلَقَةُ عَلَيْهِ؛ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 114)"اهـ.
وابتغاء وجه الله، يكفي فيه أن يتطلب المسلم الحلال الطيب، ويتجنب الحرام الخبيث، ليحصل له الأجر، ويقال عنه: أنه ابتغى وجه الله؛ لأن المسلم إنما يتقصد الحلال الطاهر الطيب، الذي أباحه الله له، فإن زاد على ذلك استحضار نية أخرى معه حصل له أجر ما نواه زيادة على أصل الأجر الذي يحصل له، بكف نفسه عن الحرام، والتزامه بما هدى الله إليه.
وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: "وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، يقرر هذا المعنى.
قال ابن رجب رحمه الله، (جامع العلوم والحكم 1/ 65): "ثَوَاب الْعَامِلِ عَلَى عَمَلِهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الصَّالِحَةِ، وَأَنَّ عِقَابَهُ عَلَيْهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الْفَاسِدَةِ، وَقَدْ تَكُونُ نِيَّتُهُ مُبَاحَةً، فَيَكُونُ الْعَمَلُ مُبَاحًا، فَلَا يَحْصُلُ لَهُ ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ، فَالْعَمَلُ فِي نَفْسِهِ صَلَاحُهُ وَفَسَادُهُ وَإِبَاحَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الْحَامِلَةِ عَلَيْهِ، الْمُقْتَضِيَةِ لِوُجُودِهِ، وَثَوَابُ الْعَامِلِ وَعِقَابُهُ وَسَلَامَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الَّتِي بِهَا صَارَ الْعَمَلُ صَالِحًا، أَوْ فَاسِدًا، أَوْ مُبَاحًا"اهـ.
أقول: المسلم حينما يفعل المباح له شرعاً ويطلبه لأن الله أباحه، ويحذر الوقوع فيما لم يبحه الله، فهذه نية صالحة يؤجر عليها إن شاء الله تعالى، و لا يضيع الله عمل عامل، قال تعالى: ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران:195)؛ وبهذا تحصل له أصل النية في أفعال التروك التي يحصل بها الأجر، فهو يترك الزنا ويطلب النكاح المشـروع، ويترك الخمر ويطلب الشراب المباح، ويترك الربا ويطلب الكسب الحلال، ويترك كل حرام خبيث ، ويطلب كل حلال طيب، لأن هذا أباحه الله، وهذا حرمه الله، فهذه النية يحصل بها المسلم بإذن الله أصل الأجر، ويزيد أجره بحسب ما يقترن ذلك عنده من نية حسنة تضاف إليه. وفضل الله عظيم.
وإن استحضر المؤمن النية الصالحة في كل عمل ، فإن هذا أعظم في أجره، وهذا باب من أبواب تكثير الأجور يغفل عنه، 

واذا استحضر النيات اثناء العمل فإن الاجر يحصل له من حين ما نواه. لقوله صلى الله عليه وسلم : (وانما لكل لمريء مانوى). والله الموفق.

كشكول ١٣٥٧: كذا حجابك وغطاؤك



العطر في جؤنته يبقى ويدوم، فإذا كشفت وفتحت وتركت بدون غطاء اعتراه من العوامل ما يذهب به، وبطيب ريحه، فما يعود فيها شيء.
كذا حجابك وغطاؤك إذا كشفت نفسك وتركت الستر والحياء ذهب طيبك، واختفى عبيرك! فما يعود لأنوثتك وجود!

كشكول ١٣٥٦: أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة



أخرج البخاري تحت رقم (731)، ومسلم تحت رقم (781)، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً - قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ حَصِيرٍ - فِي
رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ»

سؤال وجواب ٣٢٧: لماذا نقيد فقه الكتاب والسنة بـ (منهج السلف الصالح)؟ وماذا يعني قولنا: فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح؟



ماذا يعني قولنا: فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح؟
وقبل هذا سؤال :
لماذا نقيد فقه الكتاب والسنة بـ (منهج السلف الصالح)؟

والجواب :
لكل أمة بل لكل دين بل لكل جماعة وفرقة مصدر تلقي!
وأمة الإسلام التي تتمسك بالحنيفية السمحة ، بيضاء نقية كما تركنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، تقيد فقه الكتاب والسنة بهذا القيد، وذلك امتثالا لقوله تبارك وتعالى: 
[وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا] (النساء:115).
واتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر التفرق والاختلاف، قال: "كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: "الجماعة"، وفي رواية قال: "ما أنا عليه واصحابي".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور".
ومصدر التلقي هو الفرقان بين كل الفرق والجماعات التي تدعي التمسك بالكتاب والسنة؛
فالمعتزلة يقيدون فهم الكتاب والسنة بمقتضى العقل واللغة.
والشيعة يقيدون فهم الكتاب والسنة، بما جاء عن أهل البيت.
والاثنى عشرية يقيدون ذلك بما جاء عن أئمتهم، وإمامهم المنتظر.
والصوفية يقيدون ذلك بالإلهام والواردات القلبية، ويعيرون أهل الحديث : بأن علمنا حدثني قلبي عن ربي، وعلمكم ميت عن ميت.
والقراءاة المعاصرة للقرآن والسنة تجري على منهج العقلانيين، بل وقد تتعداهم إلى ما يشبه الباطنية، في دعواهم للتأويل وفتح الباب لقراءة النص وفهمه بحسب متلقيه.
وأهل السنة والجماعة يفهمون الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف ، ومسائل العلم التي يتكلمون فيها على نوعين :
مسائل تكلم فيها السلف، فيحرصون على أن لا يتكلمون في مسألة إلا ولهم فيها إمام.
ومسائل حادثة لم يأت عنهم فيها كلام، فهذه ينتهجون طريقتهم في الفهم للقرآن والسنة ويمشون عليها، لا يغادرونها.
ومعنى هذا ، أن أتباع منهج السلف يغلقون الباب أمام إحداث طرق خارجة عن المنهج الذي سار عليه الصحابة والتابعون في تعاملهم مع القرآن والسنة في الفهم؛
فليس عندهم في فهم القرآن ما يسمى بحساب الجمل.
و لا يوجد عندهم ما يسمى بالمنهج التفكيكي،.
و لا الألسنية أو (الأنسنية) في فهم عبارات القرآن.
و لا غيرها.
حتى الاجتهاد والرأي لا يكون مقبولا إلا إذا كان قائماً على الأسس التي قررها العلماء، من صفات المجتهد، وعلوم الآلة التي يحتاجها!
فالقضية ليست عبثية فإن هذا دين. ومصدر التلقي هو الذي يحدد كيف نفسر الدين وكيف نفهمه.
والله تبارك وتعالى بين أن الصراط المستقيم غير صراط الضالين وغير صراط المغضوب عليهم.
فهو صراط يقوم على الاتباع والعمل ، وحرب الشهوات والشبهات.
وكل الحروب الفكرية ضد الإسلام والمسلمين فيما مضى وفيما هو قائم تركز على تشويه هذا الجانب، تريد زحزحة المسلم المتمسك بدينه عن هذا الأصل.
وأخطر ذلك وأصعبه : جدال منافق عالم بالقرآن!

أسأل الله أن يوفقنا جميعا لطاعته، وأن يجعلنا هداة مهتدين، لا ضالين و لا مضلين.

كشكول ١٣٥٥: الدعاء لأهل السنة أن ينصروا على الحوثيين الرافضة



الدعاء لأهل السنة أن ينصروا على الحوثيين الرافضة!
الدعاء لأخوانكم ... 
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وناصر الأحزاب؛ اللهم أنصرهم وأيدهم وسدد رميهم.
اللهم إنهم ظلموا السنة وأهلها ، وأهانوا المسلمين وحصروهم، وروعوهم .

اللهم نصرك لهم .
اللهم عليك بالرافضة!
اللهم عليك بهم!
اللهم انصر جنودك البواسل، اللهم خذ بأيديهم، واربط على قلوبهم، اللهم سدد رميهم، وكن لهم عونا ونصيرا .
اللهم يا رحمن يارحيم ، يا ذا الجلال والإكرام،
يا أول
ويا آخر
ويا ظاهر
ويا باطن،
نصرك للمسلمين ، نصرك لأهل السنة يارب العالمين
اللهم عليك بالحوثيين ... اقذف الرعب في قلوبهم، وزلزل ألأرض تحت أقدامهم، شتت رميهم، وليحور كيدهم ومكرهم عليهم.
لا إله إلا انت سبحانك إنا كنا من الظالمين.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين!

كشكول ١٣٥٤: هل يجوز صلاة القيام في المنزل مع الأهل والوالدة أم أنها أفضل في المسجد مع الإمام؟



سؤال :
هل يجوز صلاة القيام في المنزل مع الأهل والوالدة أم أنها أفضل في المسجد مع الإمام؟

الجواب :

إذا وثقت أن تصليها في البيت مع الأهل أو الوالدة أو الأولاد أو معهم جميعا فصلاتها في البيت افضل لعموم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (صلاة المرء في بيته افضل الا المكتوبة) او كما قال. ومناسبة هذا الحديث كانت في صلاة الليل معه عليه الصلاة والسلام في المسجد.
والله الموفق

سؤال وجواب ٣٢٦: هل توجد أدلة على معاني الانصراف من الصلاة التي ذكرتها؟


سؤال : 
هل توجد أدلة على معاني الانصراف من الصلاة التي ذكرتها؟

الجواب :
انصراف الامام يطلق على معاني :
الأول : انصرافه من الصلاة بالتسليم.
ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري الحديث رقم (564)، عن عَبْد اللَّهِ بن عمر رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشَاءِ، وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَـرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».
فقوله: "ثم انصرف" يعني سلم من الصلاة.
ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري (841) عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ، بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ».
الثاني : انصرافه عن جهة القبلة واستقباله للمصلين.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري تحت رقم (785) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ «يُصَلِّي بِهِمْ، فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ، وَرَفَعَ»، فَإِذَا انْصَـرَفَ، قَالَ: إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
فقوله: "فإذا انصرف" يعني سلم واستقبل المصلين".
الثالث : انصرافه بمعنى قيامه من محله الذي صلى فيه.
ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري تحت رقم (850) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «كَانَ يُسَلِّمُ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ، فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
فقولها: "من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم"، تريد قبل قيامه من محله. لا تريد بالانصراف سلامه من الصلاة صلى الله عليه ولسم لأنها ذكرت هذا بقولها: "كان يسلم"، و لا تريد استقباله للناس بعد السلام، لأنه كان يستقبلهم مباشرة بعد السلام والاستغفار ثلاثا، وهي مدة لا تمكن النساء من الخروج قبل الرجال، فظهر أنها تريد قبل أن يتحول من محل صلاته .
ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري (852) عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلاَتِهِ يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ «لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ».
الرابع : الانصراف بمعنى الخروج من المسجد.
ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري تحت رقم (937)، ومسلم (882)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ»، وفي رواية عند مسلم «فَكَانَ لَا يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ». 
ومن ذلك ما أخرجه مسلم تحت رقم (649) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَـرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ " قُلْتُ: مَا يُحْدِثَ؟ قَالَ: «يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ».
فقوله: "حتى ينصرف" يعني يخرج من المسجد.
الخامس : انصرافه بمعنى عدم عوده للصلاة بعدها في محله.
ومنه ما جاء في سنن الترمذي تحت رقم (806) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا، حَتَّى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا فِي السَّادِسَةِ، وَقَامَ بِنَا فِي الخَامِسَةِ، حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ فَقَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِيَ ثَلَاثٌ مِنَ الشَّهْرِ، وَصَلَّى بِنَا فِي الثَّالِثَةِ، وَدَعَا أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الفَلَاحَ، قُلْتُ لَهُ: وَمَا الفَلَاحُ، قَالَ: «السُّحُورُ». قال الترمذي رحمه الله. : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"اهـ، وصححه الألباني رحمه الله.
فقوله : "حتى ينصرف" لا يريد به حتى يسلم من الصلاة ، لأنه كان يسلم من كل ركعتين. ولا يريد به أن يستقبل وجه والمصلين، لأنهم كانوا يتروحون بعد كل تسليمتين فقد يستقبل الإمام المصلين ويتروح معهم. و لا يريد به أن يقوم من محله، فقد يقوم لحاجة ويرجع ويكمل الصلاة، إنما مراده أن يسلم ويستقبل المصلين ويقوم من محله وينتقل إلى محل آخر، بقصد أنه لا يريد أن يصلي بعد ذلك، كما دل علي هذا ما جاء في رواية للحديث عند الطبراني في الأوسط تحت رقم (972) عَنْ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، يَرُدُّهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قَالَ: «إِنَّا قَائِمُونَ اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَقُومَ فَلْيَقُمْ» وَهِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ , وَصَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةً بَعْدَ الْعَتْمَةِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ [ثُمَّ انْصَرَفَ] , فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ لَمْ يَقُلْ [لَمْ يُصَلِ] شَيْئًا وَلَمْ يَقُمْ , فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ قَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ [فَ] قَالَ: «إِنَّا قَائِمُونَ اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» يَعْنِي لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا [حَتَّى] ذَهَبَ نِصْفُ اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ , فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ لَمْ يَقُلْ [شَيْئًا] وَلَمْ يَقُمْ , فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ [صَلَاةِ] الْعَصْرِ يَوْمَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ قَامَ فَقَالَ: «إِنَّا قَائِمُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» يَعْنِي لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ «فَمَنْ شَاءَ فَلْيَقُمْ» قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَتَجَلَّدْنَا لِلْقِيَامِ , فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى قُبَّتِهِ [فِي] الْمَسْجِدِ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَقَدْ طَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَقُومَ بِنَا إِلَى الصُّبْحِ , فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ مَعَ إِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ».
والشاهد قوله: "فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى قُبَّتِهِ [فِي] الْمَسْجِدِ".
لطيفة :

في علوم القرآن الكريم يوجد علم الوجوه والنظائر، أن يأتي اللفظ بمعاني عدة، ولم يعمل مثله في الحديث، وذلك ممكن ، وهذا منه. والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٢٥: هل يعتبر لهذه الأحوال أجر قيام ليلة؟



سؤال :
هل يعتبر لهذه الأحوال أجر قيام ليلة
- إذا كان الإمام يصلي العشاء والتراويح ولا يوتر وينصرف، ثم يرجع غيره آخر الليل ويصلي بالناس التهجد ويوتر. 
إذا صليت خلف هذا الإمام العشاء والتراويح (وهو لا يوتر بعد التراويح وينصرف)، ثم في آخر الليل لم أرجع أكمل معه لكني صليت مع أخي وأوترت معه؟

جواب :
حصل لك أجر قيام ليلة لأنك قمت مع الإمام حتى ينصرف.
سؤال:
هل المقصود بأجر قيام الليلة لصلاة التراويح دون العشاء أم يجب أن يكون العشاء والتراويح مع الإمام؟
جواب :
من صلى العشاء في جماعة كتب له كقيام نصف ليلة .
سؤال:
هل من قام مع الإمام (صلاة الليل) = (التراويح) حتى ينصرف كتب له كقيام ليلة .
الجواب :
إذا قمت مع الإمام التراويح حتى انصرف فقد حصل لك قيام ليلة ... ولا يؤثر أن يعود المسلم لصلاة الوتر في بيته أو مع جماعة أخرى . وكذا لا يؤثر عود الامام للتهجد .

الله يتقبل.

سؤال وجواب ٣٢٤: ما ضابط انصراف الإمام؟



سؤال : 
ما ضابط انصراف الإمام؟
الجواب :
انصراف الامام يطلق على معاني :

الاول : انصرافه من الصلاة بالتسليم.
الثاني : انصرافه عن جهة القبلة واستقباله للمصلين.
الثالث : انصرافه بمعنى قيامه من محله الذي صلى فيه.
الرابع : الانصراف بمعنى الخروج من المسجد.
الخامس : انصرافه بمعنى عدم عوده للصلاة بعدها في محله.
والمقصود بما جاء في الحديث من قام مع الامام حتى ينصرف هو المعنى الخامس فيما يظهر.
وهذا المعنى مستلزم للاول والثاني والثالث.
والله الموفق.

قال وقلت ١٣٢: لم أفهم قولك : وينال المسلم حظه من ليلة القدر إذا صلى العشاء في جماعة والفجر في جماعة أو لم ينصرف حتى ينصرف الإمام


قال : لم أفهم قولك : وينال المسلم حظه من ليلة القدر إذا صلى العشاء في جماعة والفجر في جماعة أو لم ينصرف حتى ينصرف الإمام.
والجواب :
اذا صلى المسلم العشاء والفجر في جماعة فكأنه قام ليلة. كما ورد في الحديث .
واذا صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة.
واذا قام مع الامام بعد صلاة العشاءحتى ينصرف فإنه قام ليلة.
فاذا صلى العشاء والفجر في جماعة فقد قام ليلة القدر.
واذا قام مع الامام بعد العشاء حتى ينصرف فقد قام ليلة القدر.
واذا صلى العشاء في جماعة ليلة القدر فقد نال حظه منها . وذلك بقيام نصف ليلة.

والله الموفق

كشكول ١٣٥٣: ما هو موقفنا من الحضارة والتطور؟



ما هو موقفنا من الحضارة والتطور؟
ليس بين المسلم وبين الحضارة والتطور، والأخذ بأسباب الرقي المادي أي مانع شرعي؛ فإن ديننا لا يمنعنا مما فيه خير وصلاح ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها؛ ولكن بشرط واحد، وهو أن لا يكون ذلك بما يخالف الدين والشرع.
تريد تتطور!
تريد تتحضر!
اصنع ذلك ولكن احذر تخالف الشرع في شيء.
نحن المسلمين لا نعادي الحضارة، و من يصورنا بهذه الصورة فهو ظالم كاذب، كيف وعلماء الإسلام هم قادة الاكتشافات الحديثة في كل مجالات العلوم التطبيقية؟!
والذين يصورون المسلم أو الإسلام بأنه رجعية أو تخلف لا يفهمون الإسلام، ويهرفون بما لا يعرفون، أو هم يريدون تطوراً ورقياً وحضارة بدون دين!
ما هو موقع الحضارة المادية في اهتمام المسلم؟
تأتي الحضارة المادية في اهتمام المسلم عرضا لا قصداً، فهو لا يعمل ويسعى من أجلها، إنما يسعى لعمارة الأرض بإقامة شرع الله، والاستعداد لليوم الآخر، فما الدنيا إلا كشجرة استظل تحتها عابر سبيل ثم تركها!
والله عز وجل يقول: ([وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] (القصص:77 ).
ومعنى الآية : اطلب فيما آتاك الله إياه في هذه الحياة الدار الآخرة، ولما كان الشأن أنك تطلبها طلباً حتى يخشى أن تنسى الدنيا، قال: (و لاتنس نصيبك من الدنيا).
أمّا أن لا يكون للشخص هم إلا الحضارة والتطور ولو على حساب الدين والشرع، فهذا خلاف ما ينبغي أن يكون عليه المسلم.

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه!

كشكول ١٣٥٢: تحري ليلة القدر



تحري ليلة القدر؛
السنة في رمضان 1437هـ، أرجى ليلة أن تكون هي ليلة القدر، ليلة التاسع والعشرين، أو ليلة الثاني والعشرين؛ وكلاهما ليلة اثنين.
ويستأنس لذلك بما يلي:
أولاً : أخبرنا تبارك وتعالى بأن القرآن العظيم، أنزله ليلة القدر، {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر:1).

ثانياً : وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن بداية نزول القرآن عليه، يوم الاثنين، أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (1162) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ –". وفي رواية: فَقَالَ: "فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ".
ثالثاً : وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنها أرجى ما تكون في الليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
وعلمنا أن العشر الأواخر تحسب من بداية الشهر وتحسب من نهايته.
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (1167) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ لَهُ، فَلَمَّا انْقَضَيْنَ أَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَقُوِّضَ، ثُمَّ أُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَأَمَرَ بِالْبِنَاءِ فَأُعِيدَ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهَا كَانَتْ أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَإِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِهَا، فَجَاءَ رَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ، فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، الْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ. قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّكُمْ أَعْلَمُ بِالْعَدَدِ مِنَّا، قَالَ: أَجَلْ، نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمْ، قَالَ قُلْتُ: مَا التَّاسِعَةُ وَالسَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ؟ قَالَ: إِذَا مَضَتْ وَاحِدَةٌ وَعِشْرُونَ، فَالَّتِي تَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَهِيَ التَّاسِعَةُ، فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ، فَالَّتِي تَلِيهَا السَّابِعَةُ، فَإِذَا مَضَى خَمْسٌ وَعِشْرُونَ فَالَّتِي تَلِيهَا الْخَامِسَةُ".
وحيث إن هذا الشهر العشر الأواخر فيه كالتالي:
ليلة الأحد (21).
ليلة الاثنين (22).
ليلة الثلاثاء (23).
ليلة الأربعاء (24).
ليلة الخميس (25).
ليلة الجمعة (26).
ليلة السبت (27).
ليلة الأحد (28).
ليلة الاثنين (29).
ليلة الثلاثاء (30).
فإن الليلة التي تنطبق فيها الأمارات هي ليلة الاثنين (29)، بحساب ليال الوتر من أول الشهر. وكذا بحسابه ليال الوتر من آخر الشهر، إذا كان الشهر ناقصاً.
أمّا إذا كان الشهر تاما ثلاثين يوماً، فإن ليلة الاثنين (22) ، هي المحتمل أن تكون ليلة القدر.
وينال المسلم حظه بقيام ليلة القدر إذا لم يفوت صلاة العشاء جماعة، و الفجر جماعة، أو لا ينصرف حتى ينصرف الإمام، بعد صلاة الليل، في الليال العشر جميعها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

كشكول ١٣٥١: هالني ما شاهدته لأحدهم وهو يقرر أن في خلق الله للإنسان أخطاء!



هالني ما شاهدته لأحدهم وهو يقرر أن في خلق الله للإنسان أخطاء. وضرب مثالا على ذلك بالقناة التي تنزل بالسائل المنوي من الخصيتين الى الذكر. وانها بدلا من ان تنزل للاسفل مباشرة تلتف وتصعد للخلف ثم تنزل . وذكر ان الحالب ينزل من الكليتين مباشرة الى المثانة وان هذا هو الطبيعي. وان الوضع على خلافه في قناة السائل المنوي.
وكلامه هذا غير منطقي ولا معقول ولا يحتاج لخبرة في التشريح لبيان بطلانه ورده؛ فأقول :
اولا : الذي يخرج من الكلية الى المثانة هو البول سائل نجس بخلاف المني وهو سائل طاهر.
قلا يقاس طاهر بنجس.
ثانيا : السائل المنوي في تأخير نزوله لذه ومصلحة. بخلاف البول ففي تعجيل خروجه مصلحة وراحة.
ثالثا: المني يخرج قذفا ودفقا فيناسب ان يرتفع ثم ينصب مباشرة للخروج. بينما البول يخرج على غير تلك الصفة ثم هو يتجمع في المثانة ثم يخرج ففرق بين حالهما.
رابعا : ان في قذف المني انتخاب الحوين الاقوى ليندفع في رحم المرأة ليلتقي بالبويضة فارتفاع القناة ثم نزولها فيه انتخاب للاقوى الذي يستطيع الاستمرار لاتمام عملية الاخصاب والا تراجع ليبقى في الخصية حتى تتم تقويته باذن الله. وهذا بخلاف البول الذي هو عبارة عن فضلات مؤذية يخرجها الجسم عبر هذا الجهاز.
خامسا: ان التفاف القناة خلف الخصية وارتفاعها فيه حماية لها من الاضرار .
فسبحان الله احسن الخالقين وتبارك الله احسن الخالقين. الذي اتقن كل شيء صنعه.
ولست اشك انه لو نظر في حكمة ذلك عالم في التشريح البشري لافاد باكثر من ذلك والله الموفق.
ملحوظة : 
هل تعلم ان مقولة: إن في خلق الله للانسان عيوب واخطاء ؛ عبارة كفرية لانها تكذب ما في القرآن من بديع صنع الله واتقانه وانه أحسن الخالقين سبحانه وتعالى. 

وان قائل ذلك ينبغي ان يتوب ويرجع واذا اصر فإنه يكفر.

كشكول ١٣٥٠: مشكلة الفهم للنصوص الشرعية



مشكلة الفهم للنصوص الشرعية؛ اخذها بطريقة مجزأة، قبل ان تجمع بقية النصوص في الموضوع.
فإن احكام الشريعة كالصورة الكاملة التي لا تصح الا بجمع اجزائها.
خذ مثلا : 
قول الله تعالى : ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[سورة المجادلة 22]
من اخذ هذه الآية دون قوله تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[سورة لقمان 15]
ستكون النتيجة عنده خلاف الشرع. فإن المسلم لا يجوز له ان يقاتل والده الكافر الا اذا كان يقاتل المسلمين في معركة وقتال. فما بالك اذا والده مسلما.
وخذ مثلا قوله صلى الله عليه وسلم: (ما لم تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان) اذا فهمت هذا النص دون النصوص الاخرى التي فيها الامر بالصبر على جور الأئمة ولزوم السمع والطاعة وان جاروا وظلموا ستكون النتيجة ان تفهم ان المراد مطلق كفر ظاهر حتى وان كان كفر معصية يبيح الخروج على ولي الامر !
فالاجتزاء ببعض النصوص في الباب او المسألة هو من اتباع المتشابه. وهذا المسلك يروج له الذين في قلوبهم زيغ.
والواجب ان لايستبد المسلم بفهمه ولا يهجم على المعاني فإن الله جعل ذلك ابتلاء للناس. وليتعلم الناس الرجوع الى اهل العلم وترك الجرأة على شرع الله.
وبدون هذا المسلك سيقع المسلم في سلوك الانحراف وبنيات الطريق بدلا من لزوم الصراط المستقيم. 
وجعل الله من العلامات الهادية لزوم الجماعة والرجوع للعلماء.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وجعلنا واياكم هداة مهتدين.
وانا لله وانا اليه راجعون.

ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين.

مع علمائنا ١٦: الشيخ وصي الله محمد عباس -سلمه الله-



فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: وصي الله محمد عباس -سلمه الله-.
من رجالات الحديث والسنة في مكة المكرمة.
لم أدرس عليه.
كان عضو لجنة المناقشة في رسالتي للماجستير.

كنت أحضر عند الشيح حافظ فتحي الذي كان يجلس في الحرم، وهو من أهل الحديث، وذكر لي فضيلة الشيخ وصي الله أنه كان يشاهدني لما كنت أحضر عنده، وانه كان يخاف علي من بعض الناس اصحاب الأفكار الضالة.
والشيخ رجل سنة، على طريقة أهل الحديث.
كان يصحب الشيخ محمد السبيل رحمه الله. وكان معه في لجنة تعيين وترسيم أعلام حدود الحرم.
أشعر وأنا معه بعبق أهل الحديث في القارة الهندية ، ويطل من ذاكرتي الشيخ المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي، والشيخ شمس الحق عظيم آبادي صاحب عون المعبود.
أخذ عن الشيخ الألباني رحمه الله لما كان مدرسا في الجامعة الإسلامية.
وأخذ عن الشيخ تقي الدين الهلالي.
قال لي مرة (الشيخ وصي الله): رحم الله الشيخ الألباني، لما جئت أتقدم للدراسة في جامعة أم القرى، طلبت منه (الشيخ الألباني) أن يكتب لي توصية لجامعة أم القرى، فأخذ الشيخ ورقة مكتوب عليها، وكان ظهرها لا كتابة فيه، فقلبها على ظهرها وكتب التوصية، وجئت بها وسلمتها للدكتور راشد الراجح، سلمه الله، مدير الجامعة آنذاك، فقبلها.
وقال لي مرة قبل وفاة الشيخ عبدالعزيز بن باز : هذا الرجل، لو جاءه علم أنه سيموت بعد ساعة، ما كان لديه شيء يسيتطيع يزيده على حاله.
وقال لي بعد مناقشات جلسة من جلسات قسم الكتاب والسنة: نريد أن يتمرس طلاب الحديث في فقه الحديث والخلاف، و لا يكونون فقط في تخريج الأحاديث.
وبفضل الله ثم بفضله طرح في القسم مشروع تحقيق آثار الصحابة، وقد دعمته، وأعطاني تصوراته، فوضعت ضوابط الموضوع المقترحة لمجلس القسم، واعتمدت بفضل الله. وقد انتهي من المشروع، في جملة من رسائل الدكتوراه والماجستير.
أطلعني مرة في مكتبته على أوراق قصها كالكروت، بعضها مكتوب عليه من ظهرها، وهو يستعمل وجهها، وفيها تراجم رواة الحديث الذين تكلم عليهم أحمد بمدح أو جرح، وذكر أنه اعتمد هذه الأوراق أثناء تحقيقه لكتاب (العلل ومعرفة الرجال)، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، وأن هذه الأوراق ساعدته في قراءة أسماء الرواة في المخطوط الآخر الذي حققه، وهو (بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم)، ليوسف بن حسن بن أحمد بن حسن ابن عبد الهادي الصالحي، جمال الدين، ابن ابن المِبْرَد الحنبلي (المتوفى: 909هـ). وكانت قراءة هذا المخطوط عسرة، ولولا تيسير الله له الاشتغال بالتاريخ والعلل السابق، وتجريده تراجم الرواة في هذه الأوراق.
وكان يقول لي: تعلم أن تكتب ما تريد في الخطابات مرة واحدة، بحيث لا تحتاج إلى مسودة.
وكان في كثير من الأحيان يذكر لي فوائد في اللغة والأدب مما سمعه أو تعلمه من الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله.
وأكبر أولاد الشيخ أسامة؛ ويكنى الشيخ به (أبوأسامة)، حفظه الله.
والشيخ في صراع مع المتعصبة من الحنفية في القارة الهندية ويشارك في المؤتمرات السنوية التي تقام هناك من قبل أهل الحديث.
وللشيخ أيادي بيضاء كثيرة علي وعلى كثير من طلبة العلم، أسأل الله أن يحفظه، ويرزقنا وإياه العفو والعافية.

مع علمائنا ١٥: مجموعة من العلماء


كانت خالتي تسكن في شعب عامر* وكانت جدّتي تسكن في الحلقة القديمة، وكنت أزورهما كثيراً، وأنزل عندهما بالأيام، وكنت إذا جئت عندهما نزلت إلى الحرم بسبب قربه من بيتيهما، رحمهما الله (جدتي أم أمي، وخالتي). 
كنت أغتنم وجودي عندهما للنزول إلى المسجد الحرام، ,اغتنم الصلاة على الجنائز، وحملها إلى المقبرة، لأفوز بالقراريط المذكورة في أجر من حمل الجنازة.
وكنت إذا جئت إلى المسجد الحرام أجلس فيه من المغرب إلى صلاة العشاء. وأشغل وقتي بالاستماع إلى دروس المشايخ.
وأذكر أني حضرت في هذه الأوقات حلقة الشيخ يحيى عثمان المدرس، كان رجلاً وقوراً، لحيته طويلة وناعمة تصل إلى أسفل بطنه، وكان يتكلم بهدوء شديد. وأغلب الطلبة الذين يحضرون عنده من غير العرب، وأتذكر أني حضرت شرح أبواب من سنن أبي داود في كتاب الطلاق. وشرح مواضع من تفسير ابن كثير، ولعلي حضرت شرح أبواب من فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. كان شرحه موجزاً يكتفي فيه بشرح غريب الألفاظ، مع تعليق موجز عن معنى ما قرا إذا احتاج المقام لهذا.
وحضرت في ذلك الوقت دروساً في التفسير للشيخ الكتاني، أذكر ان حلقته وكرسيه كان جهة باب العمرة، - الآن هذا دخل في التوسعة - وكان الشيخ الكتاني يشرح بلهجة مغربية محببة، ويتكلم على التفسير ارتجالاً، ويقرر معاني الآيات رحمه الله.
وأتذكر أني حضرت دروسا في شرح صحيح مسلم، على الشيخ عبد الله اللحجي، كان يدرس في الحرم و لا يجلس على كرسي. وكان شرحه تعليقات موجزة على المتن، وكان الذي حضرته عنده شرح احاديث من كتاب الفتن من صحيح مسلم، رحمه الله.
وكنت ألزم حلقة الشيخ عبد الله بن حميد إذا جاء الحرم، و لا أغادرها، حتى إن أولاده كانوا يعرفوني، أذكر منهم ولده الأستاذ الدكتور أحمد بن حميد، العالم الأصولي، سلمه الله، وأظن كذا ولده فضيلة الشيخ الأستاذ إبراهيم بن حميد سلمه الله.
ولما مات الشيخ جاء مكانه الشيخ صالح اللحيدان، حفظه الله، وجلست عليه واستمعت لفتاواه، وتقريراته في شرح الأحاديث التي كان يختارها في أول كل درس.
وحضرت الكثير من حلقات الشيخ ابن باز رحمه الله. وأذكر أني كنت أطوف بجواره، وأحياناً ألزمه واسأله أثناء الطواف. رحمه الله.
وحضرت حلقة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، واستمعت له كثيراً.
رحم الله الجميع، وأسكنهم فسيح جناته.

* تمتاز مكة بالشعاب التي كانت فيها، وهي عبارة عن أودية صغيرة بين جبال مكة، وأحيانا يعبرون بالدحلة، وشعب عامر بعد شعب علي، الذي حوصر فيه بنو هاشم لمدة ثلاث سنوات. والآن أزيل شعب عامر، وأزيل شعب علي.

كشكول ١٣٤٩: هموم الدنيا تبدأ كبيرة ثم تصغر



قال لي شيخي مرة: هموم الدنيا تبدأ كبيرة ثم تصغر. 
فاذا ابتليت بهم انظر آخره ... فانه سينفرج باذن الله عنك ... واحسن ظنك بالله.

كشكول ١٣٤٨: من أسرار المعراج



قال لي شيخي مرة: اتدري ... من أسرار المعراج ان يرى الرسول صلى الله عليه وسلم رأي العين صغر الدنيا وحقارتها. وانه كلما ارتفع عنها صغرت.
فلنرتفع بهمومنا واحلامنا الى ما عند الله واليوم الآخر ... فإن هذا يهون الدنيا واحزانها علينا.

اللهم فرج هم المهمومين وفرج كربة المكروبين برحمتك يا ارحم الراحمين.

كشكول ١٣٤٧: من رجالات علم الحديث بمكة



الشريف منصور بن عون العبدلي رحمه الله .
من رجالات علم الحديث بمكة.
لم ادرس عليه.
وكان رئيس قسم الكتاب والسنة. الذي كنت فيه طالبا بجامعة ام القرى كلية الدعوة واصول الدين.

وكان يقول لي : انت كيف فتني وما درست علي. ويضحك.
كان يهتم كثيرا بعلم البلاغة والنحو يقطع كلام الطالب ليعلق على اعراب في العبارة او بلاغة.
كنت معيدا في القسم فكان يكلفني باعمال التدريس كثيرا ... فكنت اطلب التخفيف؛ فيقول: نحن نحبكم.
فكنت اضحك واقول للشيخ مداعبا: ومن الحب ما قتل.
لما انتهيت من البكالوريوس كنت اجمع اوراقي من الجامعة لاتقدم الى ديوان الخدمة من اجل الوظيفة فقابلني في المكتبة المركزية زميلي واخي فضيلة الشيخ الاستلذ الدكتور نايف قبلان العتيبي وكان حينذاك مثلي تخرجنا سويا والتقيت به على درج المكتبة المركزية بالجامعة: ماذا تصنع الان . قلت: اكمل الاوراق للتقديم في ديوان الخدمة المدنية. قال: لماذا لا تقدم معيدا في القسم. فقلت: وهل هذه وظيفة . قال: نعم. وتكمل الدراسة. فقلت: ماذا افعل؟ قال: اذهب الى القسم الشيخ منصور وهو يعلمك.
ذهبت الى الشيخ منصور العبدلي رئيس القسم ، الذي فرح بي وتحمس واعطاني موعدا مباشرة لاختبار القبول الشفوي. والاختبار التحربري. وشكلت لجنة لاختباري ورفع اوراقي للادارة لأكون معيدا في القسم. واتذكر اني اختبرت للوظيفة في رمضان.
ويوم وفاته كنت دكتورا في القسم . وكنت معه في لجنة للنظر في بعض الامور. وكان الموعد ضحى يوم الثلاثاء ان لم تخني الذاكرة . وكنا منتظرينه فجاءنا خبر وفاته في حادث بالسيارة في طريق عودته من المدينة. وقد اوصى ان يدفن بالبقيع. ودفن به. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

كشكول ١٣٤٦: درسنا تفسير سورة البقرة من تفسير الألوسي (روح المعاني) على


ودرسنا تفسير سورة البقرة من تفسير الألوسي (روح المعاني) على فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عويد بن عياد المطرفي رحمه الله.
كان مولعا بمعرفة شؤون البادية، وتحديد الاماكن التاريخية في مكة.
قال لنا مرة: ارأيتم في الجهة الشرقية في الحرم محل دورات المياه كان هناك بيت ابي جهل. 
لا ادري ما مستنده ... لكنه كان يجزم بذلك.

ولما بحثت مسألة توسعة المسعى في هيئة كبار العلماء استدعي الشيخ الى المجلس لسماع مالديه في جبل الصفا .
واتذكر مرة جاءنا في المحاضرة واخرج لنا حاجة كانها بطاطس .... قال : انظروا هذا (الفقع) يخرج في الصحراء بعد موسم المطر. وهو الكمأة التي جاء ذكرها في الحديث الصحيح : "الكمأة من المن".
كان خطه جميلا .
وقال لنا مرة: اذا القيت خطابا فإني لا اقف في نهاية الكلمة بالسكون بل اقف على حركتها الاعرابية وهو مذهب بعض اهل اللغة. حتى يعلم الناس الاعراب.
وقال: اسمي (المطرفي) بكسر الميم. وليس بفتحها هؤلاء قبيلة اخرى غيرنا.
وكان سهلا دمثا هينا لينا محبا للعلم واهله.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

كشكول ١٣٤٥: قرأت تفسير سورة آل عمران من تفسير أبي السعود -رحمه الله- على



قرأت تفسير سورة آل عمران من تفسير أبي السعود -رحمه الله- على فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد أمين عطيه باشا حفظه الله ورعاه.
في مرحلة البكالوريوس.
وإليه الفضل في تعليمي حل عبارات المفسرين.
وكان مما يحرص عليه وتعلمته منه ان يرد كلام المفسر ويخرجه على انواع علوم القرآن واصول التفسير . فكانت القضية تترسم في الذهن على اساس انها كلية يمكننا في المستقبل ان نبني عليها اذا تكررت في آية اخرى.

واتذكر حركة يده باصابعه وكأنه يحل عقدة خيط ليفكها امام اعيننا .
جزاه الله خيرا واحسن اليه ورزقه الصحة والعفو والعافية وبارك الله له فيما رزقه.

كشكول ١٣٤٤: رسولنا -صلى الله عليه وسلم- حامل لواء الحمد يوم القيامة


رسولنا -صلى الله عليه وسلم- حامل لواء الحمد يوم القيامة.
وأمته الحمادون كذا جاء اسمهم في التوراة.
يحمدون الله في السراء والضراء.
يبدأؤون صلاتهم بعد تكبيرة الإحرام بقراءة الحمد لله رب العالمين.

يدعون لكل مسلم بأن يسمع الله دعاءه، إذا رفعوا من الركوع شرع أن يقول المصلي : (سمع الله لمن حمده).
فكل مسلم في الدنيا يدعو في كل ركعة لكل مسلم في الدنيا أن يسمع الله دعاءه.
لأن كل مسلم يحمد الله في صلاته بـ الحمد لله رب العالمين.
فالهجوا بالحمد لله رب العالمين ...

كشكول ١٣٤٣: مقاصد الأذكار


مقاصد الأذكار
ألفاظ الذكر الواردة كلها تدور على أربعة معاني :
الأول : تنزيه الله عن السوء والنقص والعيب. وأس هذا المعنى التسبيح، بـ (سبحان الله).
الثاني : الثناء على الله تبارك وتعالى، وحمده، واس ذلك هو حمده سبحانه بـ (الحمد لله).

الثالث : الدعاء للعبادة، أو للمسألة، فأفضل الدعاء، وأفضل الذكر، (لا إله إلا الله). وإليه يرجع ما ورد من أدعية بصيغة الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الرابع : تعظيم الله، واس هذا بـ (الله أكبر). فالكبير، هو العظيم الذي كل شيء دونه، وهو أعظم من كل شيء. وهو الكبير في قدرته وجلاله، الذي له الكبرياء في ذاته، وصفاته وله الكبرياء في قلوب أوليائه من أهل الأرض والسماء.
وهذه المعاني الأربعة جاءت كلها في الباقيات الصالحات:
سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر. لا إله إلا الله.
ومن أجل هذا تكررت هذه الألفاظ في أنواع الأذكار.
ويجمع كل هذه المعاني : (الحمد والثناء لله عز وجل)؛ فالحمد يتضمن التنزيه، و دعاء العبادة، والتعظيم والتمجيد له سبحانه في ذاته وفي صفاته.
ولذا – والله اعلم – في حديث الشفاعة العظمى يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على الحمد لله، فإنه جامع لكل معاني الذكر، فأخرج البخاري، في كتاب التوحيد، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، حديث رقم (7410)، ومسلم في كتاب الإيمان، بَابُ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيه، حديث رقم (193)، من حديث أنس رضي الله عنه، وفيه: "فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا، ثُمَّ أَشْفَعُ""، وفي رواية مسلم : "فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللهُ"؛
فالهجوا بالحمد لله .
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ* وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ (الصفات:180- 181).

كشكول ١٣٤٢: الترهيب من قوله لمسلم يا كافر


(الترهيب من قوله لمسلم يا كافر )
2772 - ( صحيح )
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
2773 - ( صحيح )
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ومن دعا رجلا بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه رواه البخاري ومسلم في حديث
2774 - ( صحيح )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما رواه البخاري
2775 - ( صحيح لغيره )
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكفر رجل رجلا إلا باء أحدهما بها إن كان كافرا وإلا كفر بتكفيره رواه ابن حبان في صحيحه
2776 - ( صحيح )
وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أخبره أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ومن ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة رواه البخاري ومسلم
ورواه أبو داود والنسائي باختصار والترمذي وصححه ولفظه ( صحيح ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على المرء نذر فيما لا يملك ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذب بما قتل به نفسه يوم القيامة
2777 - ( صحيح لغيره )

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله رواه البزار ورواته ثقات

كشكول ١٣٤١: الترهيب من قتل الإنسان نفسه (الانتحار)



الترهيب من قتل الإنسان نفسه (الانتحار)
قال المنذري رحمه الله
10 - الترهيب من قتل الإنسان نفسه )
2454 - ( صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا" رواه البخاري ومسلم والترمذي بتقديم وتأخير والنسائي ( صحيح ) ولأبي داود: "ومن حسا سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم".
2455 - ( صحيح ) وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار والذي يقتحم يقتحم في النار" رواه البخاري.
2456 - ( صحيح ) وعن الحسن البصري قال: حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد فما نسينا منه حديثا وما نخاف أن يكون جندب كذب على رسول الله e قال: "كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله بدرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة" (صحيح) وفي رواية قال: "كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله: بادرني عبدي بنفسه... الحديث" ( صحيح ) رواه البخاري ومسلم ولفظه قال: "إن رجلا كان ممن كان قبلكم خرجت بوجهه قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها فلم يرقإ الدم حتى مات قال ربكم قد حرمت عليه الجنة".
2457 - ( ضعيف ) وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه : "أن رجلا كانت به جراحة فأتى قرنا له فأخذ مشقصا فذبح به نفسه فلم يصل عليه النبي e" رواه ابن حبان في صحيحه.
2458 - ( صحيح ) وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أخبره : بأنه بايع رسول الله e تحت الشجرة وأن رسول الله e قال: "من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال.
ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة.
وليس على رجل نذر فيما لا يملك .
ولعن المؤمن كقتله .
ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله .
ومن ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي باختصار والترمذي وصححه ولفظه إن النبي e قال: "ليس على المرء نذر فيما لا يملك ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله بما قتل به نفسه يوم القيامة".
2459 - ( صحيح ) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه : "أن رسول الله e التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله e إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله e رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله e: أما إنه من أهل النار"
وفي رواية: "فقالوا: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه أبدا قال" فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله e فقال: أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله e إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" رواه البخاري ومسلم.

من صحيح الترغيب والترهيب للأباني

كشكول ١٣٤٠: الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق


قال المنذري رحمه الله في كتابه الترغيب والترهيب
(الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق )
2435 - (صحيح) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله e : "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء". رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه، وللنسائي أيضا ( صحيح لغيره ) "أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء".
2436 - (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله e قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل : يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
2437 - (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e : "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما". وقال ابن عمر رضي الله عنهما : "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله" رواه البخاري والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.
2438 - ( صحيح لغيره ) وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله e قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه البيهقي والأصبهاني وزاد فيه: "ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار". وفي رواية للبيهقي قال رسول الله e: "لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير حق".
2439 - ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي e قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" رواه مسلم والنسائي والترمذي مرفوعا وموقوفا ورجح الموقوف.
2440 - ( حسن صحيح ) وروى النسائي والبيهقي أيضا من حديث بريدة قال: قال رسول الله e: "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا".
2441 - ( صحيح لغيره ) وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: "رأيت رسول الله e يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه" اللفظ لابن ماجه .
2442 - ( صحيح لغيره ) وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله e قال: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
2443 - ( صحيح لغيره ) ورواه الطبراني في الصغير من حديث أبي بكرة عن النبي e قال: "لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار".
2444 - ( صحيح لغيره ) وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: "من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله بينه وبينه ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه" رواه الطبراني ورواته ثقات والبيهقي مرفوعا هكذا وموقوفا وقال: الصحيح أنه موقوف.
2445 - ( صحيح لغيره ) وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا" رواه النسائي والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
2446 - ( صحيح ) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله e يقول: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا" رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
2447 - ( صحيح ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل فقال: يا أبا العباس هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس: كالمعجب من شأنه ماذا تقول؟ فأعاد عليه مسألته فقال: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثا قال ابن عباس: سمعت نبيكم e يقول: يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست ويذهب به إلى النار" رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له.
2448 - ( صحيح لغيره ) ورواه فيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله e قال يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند ذي العزة فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول فيم قتلته قال: قتلته لتكون العزة لفلان. قيل: هي لله" .
2449 - ( صحيح ) وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي e قال: إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أخذل اليوم مسلما ألبسته التاج قال فيجيء هذا فيقول لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول يوشك أن يتزوج ويجيء لهذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول يوشك أن يبرهما ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى قتل فيقول أنت أنت ويلبسه التاج" رواه ابن حبان في صحيحه.
2450 - ( صحيح ) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله e قال: "من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" رواه أبو داود ثم روى عن خالد بن دهقان سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: "فاغتبط بقتله"؟ قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أحدهم أنه على هدى لا يستغفر الله.
2451 - ( حسن لغيره ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي e قال: "يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد ومن جعل مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم" رواه أحمد والبزار ولفظه: "تخرج عنق من النار تتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان تبصر بهما ولها لسان تتكلم به فتقول إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبمن قتل نفسا بغير نفس فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام وفي إسناديهما عطية العوفي ورواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح وقد روي عن أبي سعيد من قوله موقوفا عليه
2452 - ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله e من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما رواه البخاري واللفظ له والنسائي إلا أنه قال ( صحيح ) من قتل قتيلا من أهل الذمة
2453 - ( صحيح ) وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: "من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة" رواه أبو داود والنسائي وزاد: "أن يشم ريحها"، وفي رواية للنسائي قال: "من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال: "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام".

من صحيح الترغيب والترهيب للألباني رحمه الله