السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 1 يوليو 2016

كشكول ١٣٥٠: مشكلة الفهم للنصوص الشرعية



مشكلة الفهم للنصوص الشرعية؛ اخذها بطريقة مجزأة، قبل ان تجمع بقية النصوص في الموضوع.
فإن احكام الشريعة كالصورة الكاملة التي لا تصح الا بجمع اجزائها.
خذ مثلا : 
قول الله تعالى : ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[سورة المجادلة 22]
من اخذ هذه الآية دون قوله تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[سورة لقمان 15]
ستكون النتيجة عنده خلاف الشرع. فإن المسلم لا يجوز له ان يقاتل والده الكافر الا اذا كان يقاتل المسلمين في معركة وقتال. فما بالك اذا والده مسلما.
وخذ مثلا قوله صلى الله عليه وسلم: (ما لم تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان) اذا فهمت هذا النص دون النصوص الاخرى التي فيها الامر بالصبر على جور الأئمة ولزوم السمع والطاعة وان جاروا وظلموا ستكون النتيجة ان تفهم ان المراد مطلق كفر ظاهر حتى وان كان كفر معصية يبيح الخروج على ولي الامر !
فالاجتزاء ببعض النصوص في الباب او المسألة هو من اتباع المتشابه. وهذا المسلك يروج له الذين في قلوبهم زيغ.
والواجب ان لايستبد المسلم بفهمه ولا يهجم على المعاني فإن الله جعل ذلك ابتلاء للناس. وليتعلم الناس الرجوع الى اهل العلم وترك الجرأة على شرع الله.
وبدون هذا المسلك سيقع المسلم في سلوك الانحراف وبنيات الطريق بدلا من لزوم الصراط المستقيم. 
وجعل الله من العلامات الهادية لزوم الجماعة والرجوع للعلماء.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وجعلنا واياكم هداة مهتدين.
وانا لله وانا اليه راجعون.

ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين.