السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

في مجلس الشريف نواف آل غالب -حفظه الله- ١٨


في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (18)
(مسألة المولد)
عند الشريف نواف حفظه الله وضوح رؤية في كثير من المسائل التي التبست على بعض الناس، من ذلك مسألة المولد ، يقول سلمه الله والنقل من صفحته على الفيس:
نظرة محايدة لحكم الاحتفال بالمولد النبوي :
لاشك أن اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الأيام عند الله عزوجل فقد أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن والدته رأت حين حملت به وفي رواية عند ولادته نورآ أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام 
ومن المؤكد والثابت أن اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو يوم الاثنين وقد اختلف في تاريخ يوم ولادته على أقوال عديدة لم يرجح منها قولآ واحدآ بدليل قطعي الثبوت والدلالة 
كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم انتقل للرفيق الأعلى في اليوم الثاني عشر من رببع الأول 
والعحيب أن المسلمين يختلفون في كل عام في شهر ربيع الأول على حكم الاحتفال بالمولد النبوي فمنهم من يرى أنه بدعة ومن محدثات الأمور التي لم ترد في الشرع ومنهم من يرى أنه بدعة حسنة وكل فريق يورد أدلته على صحة اعتقاده ويتناسى الجميع أن هناك نقطة التقاء بين الطرفين وهي الإجماع على تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباع وتحكيم الشريعة التي جاء بها من عند الله عزوجل وإحياء سنته ومحبته أكثر من والدينا وأنفسنا وأزواجنا وذرياتنا والناس أجمعين 
فلماذا نثير المختلف فيه دائمآ وننشغل به ونترك العمل بالمجمع والمتفق عليه حتى نصل إلى درجة التقاتل والتناحر فتضيع جهودنا وأعمارنا فيما لا فائدة منه
علمآ بأن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يداوم على صيام يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال : ذلك يوم ولدت فيه 
وهذا يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده وفي ذلك أبلغ رد على من ينكر تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم 
كما أن اقتصاره صلى الله عليه وسلم على صيام يوم الاثنين طيلة العام وليس في شهر ربيع الأول فقط وعدم زيادته على ذلك بإقامة احتفال في يوم مولده في حياته صلى الله عليه وسلم وعدم إقامة هذا الاحتفال بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى من قبل صحابته رضوان الله عليهم أجمعين واستمرار عدم فعل ذلك من بعدهم في زمن التابعين وتابعي التابعين حتى انقراض القرون المفضلة الأولى ثم بدء إقامة هذه الاحتفالات في زمن الدولة العبيدية المتسمين زورآ بالفاطميين يدعونا أن ننظر بعين العقل والعدل والإنصاف للرأي المخالف الذي يقول بعدم مشروعية إقامة هذه الاحتفالات وأن هذا القول له حظه من التقدير والاحترام من باب حسن ظن المسلم بأخيه المسلم 
فلو تم الاقتصار على ماورد في السنة النبوية من صيام يوم الاثنين طيلة أيام السنة وليس في شهر ربيع الأول فقط وبنية تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم لحققنا اتباع السنة النبوية وابتعدنا عن الأمور المختلف فيها وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وإذا كان من علامات محبة الله عزوجل ومعرفة صدق مدعيها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في قوله تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) 
فإن تحقيق محبة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم وتعظيمه ومعرفة قدره الذي أكمل الله لنا به الدين ومامن عمل يقربنا إلى الله إلا وأخبرنا عنه ومامن عمل يباعدنا من الله إلا وحذرنا منه لاتكون إلا باتباع سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 
وقد قال الأمام مالك إمام دارالهجرة من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدآ صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة يقول الله عزوجل :
( اليوم أكملت لكم دينكم ) 
فما لم يكن يومئذ دينآ فلن يكون اليوم دينآ .

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرينا الحق حقآ ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلآ ويرزقنا اجتنابه