السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

علمني ديني ٦: أن الحق لا يعرف بكثرة الأتباع


علمني ديني:
أن الحق لا يعرف بكثرة الأتباع، ولا بما عليه أكثر الناس، إنما يعرف بموافقة الدليل. 
قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}. (الأنعام:  ١١٦).
وقال تبارك وتعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (يوسف:   ١٠٣).
وأخرج البخاري تحت رقم (٧٥٢)، ومسلم تحت رقم (٢٢٠)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ».».
فالأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم على الحق، ومع ذلك يأتي النَّبِيُّ منهم مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ.  
فالحق لا يعرف بكثرة الأتباع.
نعم، إذا قام الدليل على أمر فمما يستأنس به له جريان العمل عليه!
ولا يرد الدليل بمخالفة عمل الناس.

نقل محمد بن وضاح -رحمه الله- ((البدع والنهي عنها) لابن وضاح، ص: ٥٠، ونقلها بتصرف الطرطوشي في (الحوادث والبدع)، ص: ٢٩٥-٢٩٦) عن بعض من مضى أنه قال: «كم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكراً عند من مضى. وكم من متحبب إلى الله تعالى بما يبغضه الله. ومتقرب إلى الله بما يبعده الله منه. وكل بدعة عليها زينة وبهجة» اهـ.