السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

كشكول ٧٧٤: ألا يسعك أن تدعو الناس إلى الحق بدون أن تكون في كرسي الحكم؟



من الذي قال: لا سبيل لدعوة الناس إلا إذا كنت في الحكم.
ألا يسعك أن تدعو الناس إلى الحق بدون أن تكون في كرسي الحكم؟
من الذي قال لك: أن كونك على سدة الحكم وصاحب القرار العام على الدولة تستطيع أن تفعل وتقرر ما تريد؟!
بعض الناس لسان حاله: لابد أن أصل للحكم حتى أدعو الناس!
فإذا وصل إلى الحكم مشي مشية من قبله، وصار همه كيف يحافظ على كرسي الحكم، ويستمر في الجلوس عليه هو وجماعته! وكأن الدعوة في النهاية هي الوصول إلى كرسي الحكم!
وسبحان الله... حاولت قريش صرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن دعوته فقال: «ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس»*.
فيا لله أين العقول؟!
واليوم... يقتلون الناس... ويدمرون الممتلكات... ويؤذون الناس باسم الدعوة والدين...
يا أخي... إن سيد الأنبياء والمرسلين واجه أشد كفراً من الكافرين اليوم... آذوا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وآذوا المؤمنين، ومع ذلك -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ما فعله هؤلاء في دعوتهم... فأين هؤلاء عن سبيل الأنبياء؟!

* أخرجه أبو جعفر البختري في «حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب» وابن عساكر من طريق أبي يعلى وغيره كلاهما عن يونس بن بكير أنبأنا طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة حدثني عقيل بن أبي طالب قال: «جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: «رأيت أحمد؟ يؤذينا في نادينا، وفي مسجدنا، فانهه عن أذانا». فقال: «يا عقيل، ائتني بمحمد». فذهبت فأتيته به، فقال: «يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم، وفي مسجدهم، فانته عن ذلك».». قال: «فلحظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببصره (وفي رواية: فحلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببصره) إلى السماء فقال: «ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس». قال: فقال أبو طالب: «ما كذب ابن أخي. فارجعوا». كذا في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وحكم بحسنه تحت رقم: (92).