السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 20 يونيو 2016

قال وقلت ١٣١: إنما يرجع في الفتوى لأهل العلم بالقرآن والسنة وما جاء عن السلف



قال: لا ثقة عندنا بهؤلاء ، ألفتوى في هذه المسائل تؤخذ من أهل الجهاد، ألم يرد أن الناس كانوا يقولون : إذا اختلف الناس فاسألوا أهل الثغور. وكذا نقول اليوم: الفتوى لأهل الخنادق وليست لأهل الفنادق.
قلت: إنما يرجع في الفتوى لأهل العلم بالقرآن والسنة وما جاء عن السلف، [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] (النحل:43).
أما ما ورد أن الناس كانوا يقولون : اسألوا أهل الثغور؛ فليس معنى ذلك أن مجرد ما يخرج المسلم للجهاد يصبح متأهلا للفتوى، لا ، ليس هذا هو المراد؛ وإنما المراد أن علماء البلد وطلابه خرجوا إلى الثغور، فاسألوهم، وذلك أن أهل العلم وطلابه في البلد يخرجون شهوراً للجهاد في الثغور ثم يعودون إذا لم يقتلوا إلى أهليهم، فيحصل أحياناً أن البلد يخرج كل من فيها من العلماء وطلاب العلم، ولم يبق إلا العوام، فإذا أراد أحد أن يسأل قالوا له: اسأل أهل الثغور!
ولا دليل على أن مجرد الخروج لقتال الكفار يجعل من المسلم متأهلاً للفتوى عالماً بالدين!
فإن قيل: قوله تعالى [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] (العنكبوت:69)، ألا يدل أن المسلم إذا خرج إلى قتال الكفار الله يهديه إلى العلم؟
فالجواب : 
المراد في الآية الذين جاهدوا أنفسهم فالْمُجَاهَدَةُ هِيَ الصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَاتِ. قَالَ الْحَسَنُ: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مُخَالَفَةُ الْهَوَى.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَ الْعَمَلِ بِهِ. وَقَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِي إِقَامَةِ السُّنَّةِ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَ الْجَنَّةِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالَّذِينَ جاهدوا في طاعتنا لنهديننهم سُبُلَ ثَوَابِنَا. وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ، بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ فِي دُنْيَاهُمْ وبالثواب والمغفرة في عقباهم. انظر تفسير البغوي.
ولذلك لم يرد عن السلف أن قتال الكفار من طرق طلب العلم الشرعي أو من طرق التعلم .

والله الموفق.