السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 31 مارس 2015

القراءة ١



القرءاة 1
قل لي ماذا تقرأ... أقل لك من أنت.
بـ اقرأ بدأ الوحي، قال -تبارك وتعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. (العلق: 1).
وقال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}. (العلق: 3).
وسينتهي مصير كل شخص بأن يقرأ كل واحد منا كتابه،
ويقال له: اقرأ، {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً}. (الإسراء: 71)،
وقال -تبارك وتعالى-: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}. (الإسراء: 14).
وأقسم الله -تبارك وتعالى- بالقلم الذي به تكون كتابة ما يقرأ، فقال تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}. (القلم: 1).
والأمة الإسلامية وإن كانت أمة أمية لا تكتب ولا تحسب كما جاء في
الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا في مجال الأحكام
الشرعية، التي يراعى فيها حال الناس في كل مكان، وليس كل إنسان
قادر على أن يكتب ويحسب، في كل مكان وزمان، فهذا الوصف المذكور
مقصود به وصف ما يراعيه التشريع من رفع الحرج عن الأمة، ولا يقصد
به الترغيب عن الكتابة والحساب وبالتالي عن القراءة؛ كيف يكون هذا
هو المقصود؟! والرسول -صلى الله عليه وسلم- يرغبنا في قراءة القرآن
الكريم، وتلاوته، ومن أسماء القرآن (الكتاب)، بل اسمه (القرآن)
اشتقاقه من نفس مادة كلمة (القراءة)، (القاف. والراء. والهمزة).
وقد جاء في الآثار الترغيب في القراءة من المصحف، وأنه عبادة، من
ذلك ما جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «أديموا النظر في
المصحف». وعنه أيضاً، قال: «أشد العبادة القراءة في المصحف».
فتعلم القراءة شيء مرغب فيه شرعاً، لكن السؤال: ماذا نقرأ؟
إن خطورة القراءة تجعل المرء يقول: «قل لي ماذا تقرأ أعرف من أنت!».
يتبع...