السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 7 مارس 2016

كشكول ١٢٣٤: كلمة عن المقاصد الشرعية


كلمة عن المقاصد الشرعية
الشيخ / محمد بازمول ـ شرح الموطأ 13/5/1437 – كتاب المكاتب – باب ما لا يجوز من عتق المكاتب 
الفقه الإسلامي يقوم على خمس قواعد كبرى :
1- الأمور بمقاصدها ودليلها : ( إنما الأعمال بالنيات )
2- اليقين لا يزول بالشك .
3- لا ضرر ولا ضرار .
4- العادة محكمة .
5- المشقة تجلب التيسير .
أفيدكم فائدة أنا استنبطتها :
فأقول : والمقاصد الشرعية تدور على خمسة مقاصد : 
1- أن مقصد الشريعة إقامة العبودية لرب العالمين .
2- أن الشريعة تدور على تحصيل المصالح وجلبها وتقليل المفاسد ودرئها .
3- أن الشريعة قائمة على اليسر ورفع الحرج .
4- أن مقصد الشريعة الحفاظ على الفطرة وتحقيق الأخلاق والترقي في الإحسان .
5- أن مقصود الشريعة في ذلك جميعه : حفظ الجماعة .
كل أمور الشريعة من جهة المقاصد تدور على هذه المقاصد الخمسة .
فهي خمسة مقاصد شرعية مقابل خمس قواعد فقهية ، كل مقاصد الشريعة ترجع إلى هذه الأمور الخمسة 
- المقاصد بمعنى الغايات .
والعلماء عند تعريفهم للمقاصد يقولون : المقاصد هي الغايات التي ترجع إليها الشريعة وأسرار التكاليف . 
فالغايات هي المقاصد العامة ، وأسرار التكاليف : يدخل تحتها المقاصد الخاصة والمقاصد الجزئية .
المقاصد الخاصة : هي مقاصد أبواب الشريعة فنقول مقاصد العبادات ، مقاصد المعاملات ثم تذكر مقاصد العبادات ، مقاصد المعاملات ثم تذكر مقاصد الصلاة والصوم والزكاة والحج .
وهناك تذكر مقاصد البيع والطلاق والعقوبات .
- أما الجزئية فهي ما تذكره من أهداف الحديث ، نقول : هذا الحديث فيه مقصد كذا ، فيه مقصد كذا .
- النوع الثالث من المقاصد : وهي الجزئية ، لم أر من أبرزها وألَّف فيها مثل ( شاه ولي الله الدهلوي ) في ( حجة الله البالغة ) .
- المقاصد الخاصة التي هي مقاصد أبواب الشريعة هي التي يتكلمون عنها باسم محاسن الشريعة على الأبواب .
مثل : المؤلفات التي ألفها العز بن عبد السلام ، مقاصد الصلاة والحج والصوم ، مثل هذه .
- المقاصد العامة توسعوا فيها ، لكن كلها ترجع إلى هذه الخمسة 
- لما يتكلم علماء المقاصد قبل  الشاطبي وقبل ابن تيمية لا يذكرون المقصد الأول بوضوح ، كل تركيزهم على جلب المصالح ودرء المفاسد من جهة حفظ الدين والعقل والنفس والعرض والمال . 
قال ابن تيمية : هي ليست محصورة في هذا .
جاء أحدهم ممن لم يفهم كلام ابن تيمية فقال : هي بالاستقراء محصورة في هذه . 
لم يفهم أن ابن تيمية لم يقصد ما يقصده ، فابن تيمية ينظر لشيء ثانٍ بعيد ، ويقول : المقاصد ليس النظر فيها إلى هذه الأمور فقط ، إنما النظر فيها – وهو المقصود الأصلي للشريعة – إلى تحقيق العبودية لله ، ولا تكمل سعادة الإنسان في الدنيا ولا في الآخرة إلا بذلك ، فلا بد أن يكون المقصد الأصلي والأساس الذي تنطلق منه كل المقاصد : مقصد تحقيق العبودية لله تعالى .
لما جاء الشاطبي استفاد من هذا لكنه لم يذكر أنه استفاده من ابن تيمية .
وهذا الموضوع الذي استدركه على كل من كتب في المقاصد ابن تيمية نفسه رحمه الله .
أنا حديث عهد بهذا أظن كلامه  في المجلد 11/343 جاء بمسألة أنه يتعقبهم في الحصر .
وكنت أقرأ لأحد من كتب في مقاصد العز بن عبد السلام فتعقب ابن تيمية في هذا الأمر ، وكلامه متعقب بهذا الأمر فابن تيمية لا يغيب عنه إن شاء االه تعالى أن المقاصد من جهة أمور الناس ترجع إلى هذه الخمسة ، لكن لما قال: إن حصرها بذلك غير صحيح؛ يقصد أمرا بعيدا أبعد مما أنت تتظر إليه  ، هو يقول : مقصود المقاصد هو تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة وتقليل الهم والقلق عليه في الدنيا والآخرة وهذا انما يكون بتحقيق العبودية لله رب العالمين فليست القضية مجرد حفظ الانسان في هذه الخمسة الامور المذكورة. أ . هـ .