السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

كشكول ٤٢٨: خمسون فائدة نتيجة العصف الذهني لفوائد حديث عمرو بن سلمة -رضي الله عنه- في صلاته صغيراً بقومه


بالنسبة للمنشور السابق (عصف ذهني)،

خمسون فائدة نتيجة العصف الذهني لفوائد حديث عمرو بن سلمة -رضي الله عنه- في صلاته صغيراً بقومه، بعد أن نسخها وبيضها الأخ سمير ماجن -جزاه الله خيراً-،

نص الحديث:
أخرج البخاري في كتاب المغازي من صحيحه عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: «كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ مَا لِلنَّاسِ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي.
وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْحَ فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ.
فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: «جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَقًّا، فَقَالَ: صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا،
فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا؛
فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنْ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ،
وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي،
فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْحَيِّ: «أَلَا تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ».
فَاشْتَزَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ».

من فوائد الحديث:
1. شكر نعمة الله عليك، وذلك بإظهار الفرح.
2. قبول الإمام ما يقدم له من أشياء من الناس إذا كان بحاجة إليها. من قوله -رضي الله عنه-: «فَاشْتَزَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ».
3. إن بعض العرب كانت تعرف أن النبي الصادق لا بد له من الظهور على قومه. من قوله في الحديث: «وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْحَ فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ».
4. مكانة الصلاة في الإسلام، وأنها من أوائل الأعمال التي يؤمر بها العباد. من قوله: «فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: «جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَقًّا فَقَالَ: صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا وَصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا». ووجه الدلالة: حيث ذكر أن هذا ما أمره -صلى الله عليه وسلم- لما أسلم.
5. وفيه أن المشركين يعلمون أن آلهتهم ليست آلهة حقاً. وذلك في قولهم: «اتركوه وقومه...». ووجه الدلالة: أنهم أحالوا إلى القوم، ولم يحيلوا إلى آلهتهم.
6. فيه بيان صدق العرب، حتى أنهم نقلوا القرآن وهم على غير الإسلامو وحفظوا الآي وذلك؛ لانبهارهم من حسن البيان، وتمام البلاغة والإحكام. وأنهم كانوا على شتات في نصرة بعضهم بعضًا وهذا في قولهم: «كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ مَا لِلنَّاسِ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي».
7. وفيه تحقق البشارة بالفتح الأكبر الذي سر النبي -صلى الله عليه وسلم- وفرح به.
8. وفيه مسارعة الناس إلى الإيمان، وانشراح صدورهم به .
9. وفيه أن أعظم أمر بعد التوحيد، ألا وهو الصلاة وشعيرتها الأذان.
10. وفيه رفع صاحب القرآن، وحافظه صدرًا، وإن كان حدثًا، أو شمله التكليف بأن يكون فوق السابعة.
11. وفيه حجة في صحة إمامة الصبي الحافظ المميز.
12. وفيه الإنكار من النساء .
13. وفيه انعقاد الجماعة بالصبي.
14. وفيه أن انكشاف العورة لسبب لا يمكن أن يتحكم فيه صاحبه لا يبطل الصلاة.
15. وفيه فيه فضيلة السلف -رضي الله عنهم- في مبادرتهم لامتثال أمره -صلى الله عليه وسلم-.
16. وفيه الفرح بتمام أمر العبادة، كونه قال: «فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ»؛ وما ذلك إلا أنه تم أمر عبادته في ستر العورة.
17. وفيه جواز كلام المرأة مع الرجال من أجل الإصلاح.
18. وفيه أن الأذان لا يشترط فيه غير الإسلام، أمّا الإمامة فيطلب فيها تقديم الأحفظ، وذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا».
19. وفيه إقرار العرب بوجود الله -عز وجل-.
20. فيه امتثال الصحابة لتقديم الأقرأ، وإن كان صغيراً.
21. فيه الحرص على إسناد الأمر لأهله.
22. وفيه قبول خبر الواحد، حيث قبلوا خبر والد عمرو -رضي الله عنه-.
23. وفيه أن العلم بالتعلم وليس بكبر السن، فقدموا عمرو؛ لأنه أعلمهم، 
وأحفظهم للقرآن الكريم.
24. فيه أمانة نقل الخبر؛ إذ أن الركبان لما سُئلوا أخبروا بما سمعوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بدون زيادة ولا نقصان، والله أعلم.
25. فيه أن الأخبار العامة يتناقلها العامة، ولا يحتاج أن نشغل أنفسنا في البحث عنها طول اليوم.
26. فيه أن نكون على علم بما يحصل حولنا؛ لكي نستفيد إذا ثمت فائدة، ولا نكون منغلقين.
27. فيه بركة التعلم والحفظ في الصغر. «فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي».
28. أخذ العلم من أهله.
29. فيه ٳبلاغ وتعليم سيد القوم ما يحتاجون، وما هو مهم لهم؛ فعلمهم الصلاة وما يتعلق بها، وهي أول ما بدأ به بعد تحقيق الإيمان به -صلى الله عليه وسلم-.
30. فيه تقديم الأحفظ للإمامة، ولو كان صغيراً.
31. فيه أن من أسباب إدخال السرور إهداء الهدية.
32. في قول المرأة: «أَلَا تُغَطُّوا عَنَّا ..» من الأدب ما فيه، وأتت به بصيغة الاستفهام، وليس بصيغة الأمر؛ ليكون أدعى للقبول، وزيادة في تأكيد الأمر.
33. فيه إنكار المنكر «أَلَا تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ».
34. وفيه أن لا يسجد المأموم حتى يصل الإمام إلى الأرض، وعدم مسابقة الإمام. بدليل أن المرأة شاهدت ما ظهر من أست الإمام وهو ساجد.
35. وفيه صلاة النساء خلف الرجال دون ساتر أو جدار.
36. حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على تلقي العلم، ومعرفة الحق!
37. وفيه مصداق قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}. (المجادلة:11)، حيث رفع هذا الصبي بين قومه بما عنده، لا بالمال ولا بالنسب.
38. فيه مبادرة الإنسان إلى الخير، وألا يسبقه إليه أحد: «وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ».
39. وفيه ما كان عليه عقل والد عمرو -رضي الله عنه-، حيث سبق قومه إلى الإيمان بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه.
40. فيه تبيين النبي -صلى الله عليه وسلم- مواقيت الصلوات، واهتمامه بها.
41. فيه أن الله حبا عمرو بن سلمة حافظة قوية.
42. فيه أن الحق منصور، وعلى الداعي إلى الحق الصبر حتى ينصره الله.
43. فيه عدم كتمان العلم، والمبادرة إلى تبليغه للناس، من قوله: «فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: «جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَقًّا، فَقَالَ: صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا...».
44. وفيه أن أول شيء كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمه لمن يُسلم بعد الشهادتين هو الصلاة، كونها شعار الإسلام الظاهر!
45. جواز الصلاة في الثوب الواحد.
46. فيه الرجوع إلى الديار، وتبليغ العلم للناس.
47. وفيه الإسراع بالعمل بالنصيحة.
48. ومن الفوائد أن الصلاة لها أوقات محددة، لا يجوز أن يخرجها المسلم عنها.
49. وفيه صدق نبوته -عليه الصلاة والسلام- إذ نصره الله على قومه، وتؤخد من قول العرب: «اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ؛ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ» وقد ظهر والحمد لله على قومه.

50. وفيه جواز صلاة الفرض خلف من يصلي النافلة؛ وذلك لأن عمرو بن سلمة كان يصلي بقومه وهو ابن ست أو سبع سنوات، وصلاته في هذا السن نافلة.