السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 1 يونيو 2015

كشكول ٩٦٥: تخريج حديث أبي ثعلبة -رضي الله عنه-


تخريج حديث أبي ثعلبة -رضي الله عنه-.

عن أبي ثعلبة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا.
وَحَرَّمَ حُرُمَاتٍ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا. (وفي رواية: «وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ،
فَلَا تَنْتَهِكُوهَا»). (وفي رواية: «وَسَنَّ لَكُمْ سُنَنًا فَلَا تَنْتَهِكُوهَا»).
وَحَدَّ حُدُوداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا. وفي رواية: «وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ أَشْيَاءَ فَلَا تَعْتَدُوهَا»).
وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا». (وفي
رواية: «مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ لَهَا؛ رَحْمَةً لَكُمْ». وفي رواية: «وَتَرَكَ بَيْنَ ذَلِكَ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ مِنْ رَبِّكُمْ؛ رَحْمَةً مِنْهُ، فَاقْبَلُوهَا، وَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا».
وفي رواية موقوفة على أبي ثعلبة: «إِنْ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلاَ تُضَيِّعُوهَا. وَحَدَّ حُدُودًا، فَلاَ تَعْتَدُوهَا. وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ، فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا. وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ؛ رُخْصَةً لَكُمْ لَيْسَ بِنِسْيَانٍ، فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا».
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4/ 338، تحت رقم: 3492)، والدارقطني في سننه (2/ 170، تحت رقم: 4443)، ، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/ 407، تحت رقم: 314)، والحاكم في المستدرك (4/ 115، تحت رقم: 7114)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 12)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 1045، تحت رقم: 2012)، كلهم من طريق مكحول عن أبي ثعلبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة؛ فهو منقطع.
قلت: وذلك لا تأثير له هنا؛ لأمور: مكحول تابعي، وروايته عن ستكون عن تابعي عن أبي ثعلبة، وطبقة التابعين مما يتساهل. قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث (ص: 97): «فأما المبهم الذي لم يسم، أو من سمي ولا تعرف عينه؛ فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه. ولكنه إذا كان في عصر التابعين، والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن. وقد وقع في مسند الإمام أحمد وغيره من هذا القبيل كثير، والله أعلم»اهـ. ولأنه قد جاء معناه بإسناد ضعيف عن ابن عباس -رضي الله عنه-، وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، وذكره في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: (1/ 26) عن أبي يعلى في مسنده (4/ 343، تحت رقم: 2458) ، ومسدد: وقال: «هذا إسناد مداره على حسين بن قيس الرحبي المعروف بحنش، وقد ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والساجي، والعقيلي، والدارقطني، وابن عدي، وابن عبد البر، وغيرهم»اهـ ومن طريق قيس أخرجه كذلك الطبراني في المعجم الكبير (11/213 ، رقم: 11532). فهذا حديث ضعيف. وعن أبي الدرداء أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 265، 7461) ، والمعجم الصغير (2/ 249، تحت رقم: 1111)، من طريق أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا...»، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِهِ عَنْ قُرَّةَ إِلَّا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ»اهـ. وأصرم بن حوشب متروك؛ فهذا ضعيف جداً. ولعله لهذا حسنه النووي في أربعينه، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم / الأرنؤوط (2/ 150): «وَكَذَلِكَ حَسَّنَ قَبْلَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ السَّمْعَانِيِّ فِي (أَمَالِيهِ).  وَقَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ مَرْفُوعًا مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ»اهـ. وقال ابن القيم فِي إعلام الموقعين (1/ 249): «وصح عنه ما رواه أبو ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها...»اهـ. وقال ابن كثير في تفسيره /سلامة (1/ 621): «كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إِنِ اللَّهَ حَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا...»اهـ.