السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

كشكول ٣٥٣: أيهم أخطر: شارب الخمر ومرتكب الفسوق، أو صاحب البدعة الضال الذي يصلي ويصوم، وما يرتكب هذه الذنوب؟



أيهم أخطر: شارب الخمر ومرتكب الفسوق، أو صاحب البدعة الضال الذي يصلي ويصوم، وما يرتكب هذه الذنوب؟

أتدري أن علماء السنة يقولون: العقبات التي يطلب فيها إبليس المسلم سبعة:
أولها: الشرك بالله.
فإن لم يجبه دعاه إلى البدعة. وهي الثانية بعد الشرك.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل الكبيرة، وهي الثالثة بعد البدعة.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل الصغيرة. وهي الرابعة بعد الكبيرة.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل المكروهات. وهي الخامسة بعد الصغيرة.
فإن لم يجبه دعاه إلى ترك المستحبات، وهي السادسة بعد الفعل المكروهات.
فإن لم يجبه دعاه إلى التوسع في المباحات، وهي السابعة بعد ترك المستحبات.
ولن يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به؛ خشية مما فيه بأس.
فالبدعة بعد الشرك، وهي أخطر من الكبائر والمعاصي وسائر الذنوب تحتها.
فلا تستهينوا بالبدع!

قول العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله-:
البدعة أكبر من الكبائر؛
لأنها تنقص من الإسلام،
وإحداث في الإسلام،
وتهمة الإسلام بالنقص؛
ولهذا يبتدع ويزيد.
أما المعاصي فهي اتباع للهوى، وطاعة للشيطان، فهي أسهل من البدعة، وصاحبها قد يتوب، ويسارع، وقد يتعظ.
وأما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب ولا يتوب،
يرى أنه مجتهد؛ فيستمر في بدعته والعياذ بالله،
ويرى الدين ناقصًا، وهو بحاجه إلى بدعته؛
ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية. قال الله في أهل المعاصي: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}.
وأهل المعصية تحت المشيئة، أما أهل البدعة فشرهم عظيم وخطرهم كبير؛
لأن بدعتهم معناها:
1- تنقص في الإسلام.
2- وأنه يحتاج إلى هذه البدعة.
3- ويرى صاحبها أنه محق، ويستمر عليها، ويبقى عليها ويجادل عنها،
نسأل الله العافية.

[من شرح عقيدة أهل السنة والجماعة]