السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

كشكول ٣٦٩: يجب أن يعرف الفرق بين الجهاد الشرعي، والجهاد البدعي


يجب أن يعرف الفرق بين الجهاد الشرعي، والجهاد البدعي.

قال ابن تيمية (ت728هـ) -رحمه الله- (في الرد على الأخنائي (مع تلخيص كتاب الرد على البكري) ص:326-329. والأخنائية (الرد على الأخنائي) ص:474-477): 

«يجب أن يعرف الجهاد الشرعي: الذي أمر به الله ورسوله، من الجهاد البدعي:
جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان، وهم يظنون أنهم مجاهدون في طاعة الرحمن، 

كجهاد أهل الأهواء والبدع، كالخوارج ونحوهم، الذين يجاهدون في أهل الإسلام، وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم من السابقين الأولين، و الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين. .... ... ... 

وكذلك من خرج من أهل الأهواء على أهل السنة، و استعان بالكفار من أهل الكتاب و المشركين و التتر و غيرهم هم عند أنفسهم مجاهدون في سبيل الله، 

بل وكذلك النصارى هم عند أنفسهم مجاهدون.

وإنما المجاهد في سبيل الله: من جاهد؛ لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، ...
فجهاد المشركين من أعظم الجهاد، كما كان جهاد السابقين الأولين، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَاتَلَ؛ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

وكلمة الله؛ 
- إما أن يراد بها كلمة معينة، وهي التوحيد: «لا إله إلا الله»، فيكون هذا من نمط الآية.

- وإما أن يراد بها الجنس، أن يكون ما يقوله الله ورسوله، فهو الأعلى على كل قول، وذلك هو الكتاب ثم السنة؛ 

فمن كان يقول بما قاله الرسول، ويأمر بما أمر به، وينهى عما نهى عنه؛ فهو القائم بكلمة الله.


ومن قال ما يخالف ذلك من الأقوال التي تخالف قول الرسول؛ فهو الذي يستحق الجهاد»اهـ.