السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 23 أكتوبر 2014

قال وقلت ١٤: لماذا تريد أن لا يوجد أحد يخالفك؟


بالنسبة للمنشور السابق، 
قلت: (لماذا تريد أن لا يوجد أحد يخالفك؟)

قال: «هذه العبارة يستعملها أهل الباطل في رد كلام أهل الحق!»

قلت: إذا قررت الحق، وذكرت أدلته، ورددت على الشبهات، ثم بعد ذلك استمر أهل الباطل في باطلهم ماذا أعمل؟

قال الله تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. (المائدة: ١٠٥).

وفي تفسير ابن كثير: «يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُصْلِحُوا أَنْفُسَهُمْ وَيَفْعَلُوا الْخَيْرَ بِجُهْدِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ، وَمُخْبِرًا لَهُمْ أَنَّهُ مَنْ أَصْلَحَ أَمْرَهُ لَا يَضُرُّهُ فَسَادُ مَنْ فَسَدَ مِنَ النَّاسِ، سَوَاءٌ كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ أَوْ بَعِيدًا... 
وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ مسْتَدلٌّ عَلَى تَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، إِذَا كَانَ فِعْلُ ذَلِكَ مُمْكِنًا» اهـ.

فلا يشغل المسلم نفسه بالرد على كل أحد؛ فإن هذا مشغلة شديدة تصرف المسلم عن ما ينبغي له.

فإذا قررت الحق، وبينت أدلته، ورددت على الشبهات المعارضة، ووضحت القول، فلا عليك حينئذ أن يخالفك أحد.

وبعض الناس تقرر له الحق ويقبله والحمد لله، ثم يبدأ يسأل: «ماذا أفعل فيمن لم يقبل؟ بماذا أرد على من لا يقبل؟» إلى آخر ذلك... عندها أقول: لماذا تريد أن لا يوجد أحد يخالفك؟


عرفت الحق، فالزمه، واتبعه، وإياك وبنيات الطريق.