السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 28 يناير 2015

كشكول ٦٥٠: الرد لا يكون على أي أحد... وإلا ضاع وقت طالب العلم عن طلب العلم والعبادة


الرد لا يكون على أي أحد... وإلا ضاع وقت طالب العلم عن طلب العلم والعبادة.

يا طالب العلم... لا تجعل همك التشاغل بالرد على كل من يخالفك؛ فإن هذا يصرفك عن الوجه الذي أنت مقبل عليه.
فبعض الباطل ترده بأن تقول هو باطل.
وبعضه ترده بالإحالة إلى من رده من الأفاضل.
وبعضه ترده بالسكوت عنه!
وبعضه ترده بالكتابة فيه!
انظر إلى الأئمة لما كتب أحمد بن حنبل في الرد على الزنادقة والجهمية كتب جزءاً صغيراً، وكذا كتب في الأشربة جزءاً صغيراً.
ولما كتب في المنهج كتب المسند.
وكذا البخاري صنف جزء القراءة خلف الإمام، وجزء رفع اليدين، وجزء خلق أفعال العباد... وفي المنهج صنف كتابه الكبير الجامع المختصر من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأيامه، وغزواته.
المقصود: أن سيرة السلف تدل أنهم لم يتشاغلوا بالرد على كل مخالف، إنما ردوا على بعض ذلك بالتصنيف، وفي أجزاء صغيرة، وركزوا على الكتب المنهجية.
ويلاحظ أنهم أثناء هذه المصنفات إذا جاءت مناسبة للرد ردوا، في تبويب أو إبراز دلالة، ولم يشغلوا نفسهم بأكثر من ذلك!
وبعض إخواننا حرصاً منه على ظهور الحق، ورغبة منه في الخير، يريد أن يرد على كل مخالف فيشغل نفسه، ويريد من أهل العلم أن يشتغلوا بذلك!
يقول ابن القيّم -رحمه الله- في (الصواعق المرسلة)، (3/1158).).
«وأما الجاهل المقلد فلا تعبأ به، ولا يسوءك سبُّه وتكفيره وتضليله؛ فإنه كنباح الكلب،

فلا تجعل للكلب عندك قدراً أن ترُدَّ عليه كلما نبح عليك، و دعه يفرح بنباحه، وافرح أنت بما فُضِّلت به عليه من العلم والإيمان والهدى، واجعل الإعراض عنه من بعض شكر نعمة الله التي ساقها إليك، وأنعم بها عليك»اهـ.