السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 19 يوليو 2015

قال وقلت ٩٣: هل هناك حب أبدي؟



قالت : هل هناك حب أبدي؟
قلت : الحب لله وفي الله، والحب بتقوى الله حب أبدي، بمعنى أنه يبقى حتى بعد قيام الساعة وبعث من في القبور، بل وحتى في الجنة، ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ﴾ (الزُّخرف:67). وقوله صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: " وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ" أخرجه البخاري تحت رقم (2391)، ومسلم تحت رقم (1031)، مع ملاحظة أن ذكر الرجل خرج مخرج الغالب. وكذا ما جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟» قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: «فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا، بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ" أخرجه البخاري تحت رقم (3688) ومسلم تحت رقم (2639).
قالت : كيف يستقيم هذا، والله يقول في القرآن العظيم ﴿يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ (عبس:34 – 36).

قلت: الآخرة مقامات وأحوال، ففي حال يكون الأمر كما في الآية، وفي حال آخر، يكون التعارف ، ويجتمع أهل المحبة في الله تحت ظل عرش الرحمن.