السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

قال وقلت ١١٠: لم يصح أن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه أنكر أن الشمس والقمر مكوران في النار



قال : قولكم : "وما ورد من إلقاء الشمس في جهنم يدل على أنها غيرها"اهـ متعقب: لو قرأت البحث لعلمت أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة نفى ما قال عكرمة اليهودي وكذبه ونهره وقال: هذا دسيس على الإسلام، لم يقل رسول الله أن الشمس تلقى جهنم من هنا يتضح أنك لم تقرأ البحث وتلك طامة مشينة وعيبة في حقك وأنك تتبع الموضوع وتنتقد الصحيح وتلك جريمة منك في حق الإسلام وتضيع وقتي عن الأبحاث وتلك جريمة أكبر في حق الإسلام ولم تقدم للإسلام أي شيء مفيد سوى عرقلة من يبحثون فيه فأرجو ألا تراسلني مرة أخرى إلا بعد قراءة البحث بالكامل بصورة مستفيضة ولو عندك نقد علمي أو ديني حقيقي فأهلاً وسهلاً بك فيما عدا ذلك سأعمل لك بلوك انا غير مستعد أضيع وقتي في هزار وترهات مع أناس غير جديين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت :
وما ذكرته في مقالك عن ابن عباس رضي الله عنه أورده أبو الشيخ في كتاب العظمة (4/1163، تحت رقم (643 - 31) قال:"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَسَمِعْتُ بِالْعَجَبِ مِنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَذْكُرُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ؟ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مُتَّكِئًا فَاحْتَفَزَ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي النَّار - قَالَ: عِكْرِمَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَطَارَتْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَظِيَّةٌ، وَوَقَعَتْ أُخْرَى غَضَبًا - ثُمَّ قَالَ: " كَذَبَ كَعْبٌ ثَلَاثًا، هَذِهِ يَهُودِيَّةٌ يُرِيدُ إِدْخَالَهَا فِي الْإِسْلَامِ، جَلَّ وَعَزَّ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ أَنْ يُعَذِّبَ عَلَى طَاعَتِهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: 33] : «يَعْنِي دُءُوبَهُمَا فِي طَاعَتِهِ، فَكَيْفَ يُعَذِّبُ عَبْدَيْنِ أَثْنَى عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا دَائِبَانِ فِي ..." .
وفي السند أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وهما مرميان بوضع الحديث. فالسند موضوع مكذوب على ابن عباس رضي الله عنه.
وقد أخرج البخاري تحت رقم (3200) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ». 
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/170 - 171، تحت رقم 183) عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلَسَ فِي مَسْجِدٍ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدَ قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ فَجَلَسَ إلَيْهِ فَتَحَدَّثَا فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا ذَنْبُهُمَا؟ فَقَالَ: إنَّمَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَ الْحَسَنُ".
وفي فتح الباري لابن حجر (6/ 300): "وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ : "لِيَرَاهُمَا مَنْ عَبَدَهُمَا كَمَا قَالَ تَعَالَى إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم".
وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَ ابن وَهْبٍ فِي كِتَابِ الْأَهْوَالِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ قَالَ يُجْمَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي النَّار .
وَلابْن أبي حَاتِم عَن ابن عَبَّاسٍ نَحْوَهُ مَوْقُوفًا أَيْضًا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبُهُمَا بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ تَبْكِيتٌ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُمَا فِي الدُّنْيَا لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتَهُمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلًا.
وَقِيلَ : إِنَّهُمَا خُلِقَا مِنَ النَّارِ فَأُعِيدَا فِيهَا .
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ : لَا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبُهُمَا فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّارِ مَلَائِكَةٌ وَحِجَارَةٌ وَغَيْرُهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ النَّارِ عَذَابًا وَآلَةً مِنْ آلَاتِ الْعَذَابِ وَمَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَلَا تَكُونُ هِيَ مُعَذَّبَةً "اهـ.
وعليه ؛ فإن هذا الحديث الصريح الصحيح نص في أن الشمس ليست هي جهنم!
هذا ما لزم رداً على هذه التعقبات، والله الهادي.

واشكرك أيها الأخ على اهتمامك، وأفيدك أنه لا داعي بعد ذلك لأن تنقل لي قوله في شيء، لأن الهداية إلى قبول الحق ليست لأحد إنما هي لله تعالى، وحسبي أن أكون قد ذكرت له الدليل، ووضحت له السبيل، ليس عليك هداهم، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر، والحمد لله رب العالمين