السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 28 أبريل 2016

استنباطات ٤٨: في قوله تبارك وتعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}


في قوله تبارك وتعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5})؛
* * إشارة إلى أنواع الموجودات ؛ فإن الموجودات أربعة :
وجود لفظي. وإليه الإشارة بقوله (اقرأ).
ووجود حسي، وإليه الإشارة بقوله: (خلق الإنسان من علق).
ووجود رسمي (خطي). وإليه الإشارة بقوله: (علم بالقلم).
ووجود ذهني. وإليه الإشارة بقوله: (علم الإنسان ما لم يعلم).
** وفيها إشارة إلى أنواع التوحيد ، 
فالإشارة إلى توحيد الربوبية في قوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
والإشارة إلى توحيد الأسماء والصفات في قوله: (باسم ربك) وقوله: (الأكرم).
والإشارة إلى توحيد الألوهية في قوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق) لأن من خلق له الأمر، و لأن الربوبية تستلزم الألوهية، وكذا في قوله: (وربك الأكرم) فإن توحيد الأسماء الصفات يتضمن ويستلزم الألوهية.
** وفيها إشارة إلى أن علم الإنسان محدود، علم مسبوق بجهل، في قوله تعالى: (علم الإنسان مالم يعلم).
** وفيها كشف حقيقة علم الإنسان، فهو لا يتوصل إلى المعلومة بالتجارب والمختبرات أو بالبحث، إنما يعلمه الله، ولذلك لا يستيطع أحد أن يقول أنه سيصل إلى المعلومة في موضوع بحثه بعد وقت معين يحدده! بل طبيعة العلوم التجريبية التطبيقية أنها فجائية! ولما يأذن الله بالعلم يعلم الإنسان فتسقط أمامه التفاحة فيكتشف قانون الجاذبية، مع أنها سقطت مرات أمام عينه وأمام غيره ولم يأذن الله فلم يكتشف شيئاً.
** فيها إشارة إلى القلم ودوره في التعلم، فإن الإنسان حتى في الصفحات الضوئية يكتب بخط الكتابة، مستعينا بقلم لوحة المفاتيح ، فهو لا يزال يكتب بالقلم.

ودور القراءة في التعلم، وأن قراءة القرآن هي التي تعلم الإنسان ما لم يعلم بإذن الله.