أمــور لا بدّ للسلفــي أن يَعِيَهـــا:
أصول السلفية
هذا الطريق يقوم على ثلاثة أصول وهي:
الأصل الأول: الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-، والمتابعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم-. وهذا حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الأصل الثاني: لزوم الجماعة، والسمع والطاعة.
الأصل الثالث: الحذر من البدع والمبتدعين.
وقد دلّ على هذه الأصول أدلة من ذلك:
عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: «وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: «إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا. وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».».
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ؛ وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ».
وهذه الثلاث قد نص عليها في حديث عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «نضر الله امرءاً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره،
فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه،
ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه،
ثلاث خصال لا يَغِلُّ عليهن قلب مسلم أبدا:
إخلاص العمل لله،
ومناصحة ولاة الأمر،
ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط بهم من ورائهم…» الحديث.
وجاء هذا الحديث بأسانيد بعضها صحيحة، وبعضها حسنة، وبعضها معلولة، عن جماعة من الصحابة، فهو متواتر.
وهذه الخصال الثلاث قد جمعت ما يقوم به دين الناس ودنياهم.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: «لم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها» اهـ.
ولا شك أن من المتابعة للشرع منابذة البدع وأهلها!
[المنهج السلفي محمد بن عمر بازمول].