السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

لفت نظري ٢٢: قول بعضهم: «السياسة جزء من الإسلام؛ ومن يفصل بين الإسلام والسياسة فهو علماني!»



لفت نظري قول بعضهم: «السياسة جزء من الإسلام؛ ومن يفصل بين الإسلام والسياسة فهو علماني!».

قلت : هذه كلمة حق!

ولكن يراد بها أحياناً معنى باطل، وهو تسويغ تدخل كل أحد من المسلمين في المجتمع المسلم في عمل ولاة الأمور، ومنازعة من ينيبهم ولاة الأمر في عملهم، وهذا لا يجوز شرعاً؛ لأنه من باب منازعة الأمر أهله.

عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: «دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا: «أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-». قَالَ: «دَعَانَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ: «فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا، وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا، وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ».»». (أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سترون...»، حديث رقم: (7056)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، حديث رقم: (1709).

فلا يستغوينك الشيطان بهذه الكلمة: «السياسة من الإسلام»، وتظن أن معناها أنه يسوغ لأحد أن ينازع الأمر أهله!


بل لا يسوغ منازعة الأمر أهله؛ امتثالا لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والنصيحة تقدم له في خاصة نفسه!