السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 21 يناير 2015

كشكول ٦٠٩: لا ينبغي أن تبدأ بهجر المسلم، وعدم إلقاء السلام عليه، إلا بعد نصيحته، ودعوته، والترفق معه...



لا ينبغي أن تبدأ بهجر المسلم، وعدم إلقاء السلام عليه، إلا بعد نصيحته، ودعوته، والترفق معه؛ لأن الجهل قد عم والشر قد طم،
ولا بد أن نساعد الناس للرجوع إلى السنة والدين.
وبعض الناس يريد أن يفصل في المسألة، فيجعل محل الدعوة هم فقط أصحاب المعاصي والذنوب، لا أصحاب البدعة، وهذا التفصيل خلاف إطلاقات النصوص.
بل إن الأصل أن البدعة معصية وفسق، وزيادة؛ فيعامل صاحبها بالدعوة والنصيحة عساه يرجع، والله المستعان!
بواسطة فضيلة الشيخ فواز المدخلي -حفظه الله-:
قال فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-:
«إن أهل البدع الآن كثير يملئون الأرض والعياذ بالله!
فنحن لا نهجر الجميع، إنما هم محل دعوتنا؛
ندعوهم إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة،
وأما الرءوس المدبرة، والدعاة إلى الباطل في صحفهم، ومجلاتهم، وكتبهم، وأشرطتهم، ومحاضراتهم، وندواتهم، ومواقعهم،
هؤلاء يحاربون، ويحذر منهم، ولا يجالسون، ولا يقرأ لهم، ولا يستفاد منهم.
وعوامهم المساكين المخدوعون، هؤلاء ندعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،
وهذا الكلام يؤيده كلام كثير من أئمة السنة ومعاملتهم؛
أنهم يدعون العوام إلى الله -تبارك وتعالى-، ولا يهجرونهم كما يهجرون أئمة السوء وأئمة الشر، وأئمة الضلال.
افهموا هذا
حتى لا يفهم بعضكم أن كل من وقع في بدعة بت هجره لا كلام معه، ولا دعوة، ولا شيء! لا،
الدعوة قائمة حتى للكفار، ولليهود، والنصارى،
والدعوة قائمة لأهل البدع أيضًا، لكن لا يتميع الإنسان فيذهب يداخلهم ويأنس إليهم حتى يضيع؛
تخلص لله -عز وجل-،
وتحاول إنقاذ هذا الذي وقع في الضلال، بكتاب الله، وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعرض الجيد المقرون بالحجة والبرهان؛
فإن هذا سبب من أسباب الهداية؛
وقد حصل به هداية الكثير في كثير من البلدان.
جاء الإمام محمد بن عبدالوهاب والدنيا مظلمة، فجاهد بالدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، وهدى الله على يديه الكثير؛ كانوا قبوريين، وخرافيين، وضالين، واهتدوا على يديه،
وشيخ الإسلام ابن تيمية كذلك،
وأئمة الدعوة في الهند من السلفيين؛ جاءوا والدنيا مظلمة، ونشروا هذه الدعوة؛ فاستجاب لهم الملايين،
قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}. (النحل: 125).

(مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-: (351-352/2).).