السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 13 أبريل 2015

كشكول ٨٥٣: التفكير الجمعي


التفكير الجمعي.
إذا تركت ما تراه في موضوع ما، وخفت أن تتسبب في مشكلة في الجماعة، فأنت تؤثر التفكير الجمعي.
وهذه الطريقة في التفكير مقبولة بشروط :
الشرط الأول : أن يكون ذلك في المسائل الاجتهادية، التي تتحمل تنوع وجهات النظر، أمّا إذا كانت هذه في مسألة قائمة على اتباع الدليل الذي يلزم المصير إليه، فلابد من البيان وإظهار المخالفة من باب النصيحة، وتقرير الحق، فإن السكوت عنه في هذه الحال مذموم.
الشرط الثاني : أن لا يترتب على سكوتك عن إبداء وجهة نظرك فوات مصلحة الجماعة بسبب خوفك، فإذا ظهر لك أن وجهة نظرك تحقق مصلحة غائبة عن الرأي الذي تميل إليه الجماعة، فعليك من باب النصيحة تقديم هذا الرأي، خاصة إذا غلب على ظنك أنه راجح.
الشرط الثالث : أن يغلب على ظنك ما تخاف منه، وإلا فإن الأفضل دائماً المشاركة وإبداء الرأي وإن خالف الرأي السائد، فإن هذا من المشاركة التي تثري مجال الفكر وتوسع أفقه.
فإن لم يهتم المسلم بكل هذه الشروط وتابع الجماعة في تفكيرها فلم يتحر الحسن، بل ويسيء إذا اساءوا ، فهذا هو الإمعة.
فإن لم يكن لديه فكر اصلاً، ودائما هو تفكيره بحسب الجماعة فهذا ما يسمى بتفكير القطيع، حيث يهتم الفرد باتباع راي القطيع مهما كان.
والفرق بين التفكير الجمعي وتفكير القطيع :
أن التفكير الجمعي هو أن يوجد لديك رأي، وتخاف إن أنت أبديته من حدوث مشكلة، أما في تفكير القطيع فأنت تتابع الجماعة وتأخذ بقولها وليس لك رأي اصلاً.
أن التفكير الجمعي تخشى فيه أن تحدث برأيك مشكلة ما، أما في تفكير القطيع، فالقضية عندك موافقة الجماعة مهما كان الحال، وهل أنا إلا من غزية... .
والإسلام لا يمنع تفكير القطيع ولكن بشرط :
- أن يكون هذا مع جماعة أهل السنة والجماعة، ولأن أكون ذنباً في السنة أحب إلي من أن أكون راساً في البدعة.
- أن لا يكون في معصية.
- أن تحرص على إبداء النصيحة بحسب الحال كما تقدم.

والله الموفق