السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 21 مايو 2015

كشكول ٩٤٨: هذا عصر الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة

جاءتني على الواتساب 
وجزى الله مرسلها خيرًا.
قال الشيخ ابن عثيمين:
«إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه؛ لضعف المسلمين مادياً ومعنوياً، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبقَ إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة».
(مجموع الفتاوى: (٣٨٨/١٨).).

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز :
«وفي وقتنا هذا ضعف أمر الجهاد لما تغير المسلمون وتفرقوا، وصارت القوة والسلاح بيد عدونا، وصار المسلمون الآن - إلا من شاء الله - لا يهتمون إلا بمناصبهم وشهواتهم العاجلة وحظهم العاجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلم يبق في هذه العصور إلا الدعوة إلى الله -عز وجل-، والتوجيه إليه. وقد انتشر الإسلام بالدعوة في هذه العصور في أماكن كثيرة في أفريقيا شرقها وغربها ووسطها، وفي أوربا وفي أمريكا وفي اليابان وفي كوريا، وفي غير ذلك من أنحاء آسيا؛ وكل هذا بسبب الدعوة إلى الله، بعضها على أيدي التجار، وبعضها على أيدي من قام بالدعوة وسافر لأجلها وتخصص لها.
وبهذا يعلم طالب العلم ومن آتاه الله بصيرة أن الدعوة إلى الله -عز وجل- من أهم المهمات، وأن واجبها اليوم عظيم؛ لأن الجهاد اليوم مفقود في غالب المعمورة، والناس في أشد الحاجة إلى الدعاة والمرشدين على ضوء الكتاب والسنة؛ فالواجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا دعوة الله، وأن يصبروا على ذلك، وأن تكون دعوتهم نابعة من كتاب الله، وسنة رسوله الصحيحة -عليه الصلاة والسلام-، وعلى طريق الرسول وأصحابه، ومنهج السلف الصالح -رضي الله عنهم-. وأهم من ذلك الدعوة إلى توحيد الله، وتخليص القلوب من الشرك، والخرافات والبدع؛ لأن الناس ابتلوا بالبدع والخرافات -إلا من رحم الله-، فيجب على الداعية أن يهتم بتنقية العقيدة، وتخليصها مما شابها من خرافات وبدع وشركيات، كما يقوم بنشر الإسلام بجميع أحكامه وأخلاقه».
(مجموع الفتاوى: (١٢٢/٣).).