السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

سؤال وجواب ٢٨١: هل هذه العبارة صحيحة...؟


سؤال : 
هل هذه العبارة صحيحة: "إذا توقف العلماء المختصون في الجرح في جرح فلان وعلان لأسباب ومصالح قد رأوها ثم يأتي من الصغار من لم يقدر ما قدروه ويتكلم فيه لا يلزمني اتباعه وأترك من هو أعلم منه"؟
الجواب :
هذه العبارة ليست صحيحة بإطلاق، و لا مردودة بإطلاق؛
إذا كان المتكلم في الجرح والتعديل من صغار الطلاب فعلاً، فهذا لا ينبغي الالتفات إليه، بل ينبغي زجره عن الدخول في هذا الباب، فيقال له: ليس هذا بعشك فادرجي!
إذا كان المتكلم في الجرح والتعديل عالم بأسباب الجرح والتعديل ، وجرح بعلم، في مقام سكت فيه عنه غيره، فهذا لا يرد كلامه، وإن كان في السن أصغر من غيره ممن يتكلم في الجرح والتعديل إنما ينظر في حجته في الجرح (سبب الجرح) فإذا كان سبباً مقبولاً قبل كلامه!
وأهل العلم لا يسكتون عن بيان جرح المجروح نصيحة لدين الله، ونصيحة للمسلمين، وقضية أن المصلحة في عدم إظهار ذلك قضية نسبية تتعلق بهذا الذي يراها لا بغيره. المهم أن لا يصدر الجرح إلا من عالم له أهلية الخوض في هذا الباب.
وأشدد على أن يكون الجرح من عالم له أهلية، لأنه هو الذي يزن الأمور ويعرف ما يتعلق به البيان من مصلحة، ويضبط العبارة بما يحقق المصلحة في ذلك من جميع الجهات!

وإذا كان مقصود العبارة التحذير من قبول الجرح من الصغار الذين يتجرؤون على الجرح والتعديل وهم لما يبلغوا مبلغ العلماء اصلا بله أن يتأهلوا لهذا الباب ، فنعم العبارة صحيحة ، وعلى هؤلاء أن لا يتعجلوا الأمور، فإن الحدث إذا تصدر فاته خير كثير. والله الموفق.