السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

سؤال وجواب ٣١٣: هل المراد بالذنب هنا الكبائر أو الصغائر؟ وهل تكفي الاستغفار دون الإقلاع عن الذنب؟


سؤال : 
في الحديث: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ}" ، هل المراد بالذنب هنا الكبائر أو الصغائر؟ وهل تكفي الاستغفار دون الإقلاع عن الذنب؟

الجواب :
لا تكون توبة إلا بندم عن الذنب.
وإقلاع عنه.
وعزم على عدم العود.
مع إخلاص النية.
وكون التوبة في وقتها.
وإرجاع الحق إلى أهله إذا كان النب فيه تعدي على أحد.
هذه الشروط الستة لابد منها في التوبة.
ومجرد الاستغفار من الذنب المعين الكبير دون الندم والعزم على عدم إلىآخر الشروط ليس بتوبة.
نعم اللمم لا تحتاج إلى توبة وهي صغائر الذنوب فيكفي في ذهاب أثرها فعل العمل الصالح، والاستغفار، وما ورد من أن الصلاة إلى الصلاة كفارة، والعمرة إلى العمرة كفارة، ونحو ذلك.
وقضية العزم على عدم العود والندم على ما فات والإقلاع عن الذنب لا يؤثر فيها أن العبد بعد توبته يعود لغلبة الشهوة وعدم السيطرة على نفسه، فإن باب التوبة مفتوح، ما دام صادقاً، فلا يقنط من رحمة الله، و ليعاود التوبة، بشروطها، قال الله تبارك وتعالى: [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53} .
المهم أن لا يستهين العبد بالذنب في حق الله، وأن يستمر على التوبة بشروطها، خرج البخاري تحت رقم (7507)، ومسلم تحت رقم (2758) عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".

والله الموفق