السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

كشكول ١١٩١: نظم البيقونية في مصطلح الحديث


نظم البيقونية في مصطلح الحديث .
سألت في أول عمري وأنا في المرحلة الثانوية أحد الأخوة من طلاب العلم، وقلت له: كيف نعرف أن هذا الحديث صحيح، أو ضعيف؟
فقال لي: يوجد علم اسمه (مصطلح الحديث) إذا تعلمته تستطيع أن تعرف الحديث الصحيح والضعيف.
فقلت له: ما هي الكتب التي أتعلمها لأحصل عليه؟
فقال لي: تحتاج أن تضبط علم المصطلح، ثم تطبقه على الأسانيد! وذكر لي كتاب (تدريب الراوي) للسيوطي، وكتاب (تقريب التهذيب).
قلت له: من أين أشتريهما؟
قال : من المكتبات عند الحرم!
ولا أتذكر هل نزلت معه واشتريت (تدريب الراوي) أو أنا نزلت بنفسي واشتريته، المهم أني اشتريت (تدريب الراوي) للسيوطي بتحقيق عبدالوهاب عبداللطيف، و (تقريب التهذيب) بتحقيق عبدالوهاب عبد اللطيف، واشتريت كتاباً مسندا صغيراً لقيته في المكتبة اسمه (الأدب المفرد) للبخاري!
وبدأت رحلتي مع مصطلح الحديث!
قرأت (تدريب الراوي)، وعرفت أنواع الحديث من جهة القبول، وضوابط كل نوع، وبدأت أطبق على أسانيد (الأدب المفرد) وأكتب على رجال السند، فوق كل راو درجته من (تقريب التهذيب) بحسب ما يتيسر لي.
وأرجع إلى الأخ طالب العلم وأسأله عما يشكل عليّ.
ثم أعطاني الأخ – جزاه الله خيراً – كتاباً نفيساً فيه تطبيق دراسة الأسانيد وهو المجلد الأول من (سلسلة الأحاديث الضعيفة)، وهذه أول مرة أقرأ فيها للألباني رحمه الله.
في هذه الأثناء كنت أرجع لأمين مكتبة مكة الثانوية الأستاذ عبدالله حكمي، الذي أعارني كتاب (لتقريرات السنية في شرح المنظومة البيقونية)، للشيخ حسن محمد مشاط (ت1399هـ) رحمه الله، ففهمت منه ما ند عني فهمه في قراءتي لـ (تدريب الراوي)، وضبطت العلم أكثر، ولم يكن لدي قدرة على تصويره، و لا أعرف من أين اشتريه، فقمت بنسخه، ولا زلت إلى اليوم احتفظ بنسختي منه بخط يدي في تلك المرحلة. وقد نسخت كتباً غيره بيدي.
ثم أعطاني الأستاذ الحكمي كتب الشيخ المعلمي مثل (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من أباطيل) ، و(الأنوار الكاشفة لما في أنوار أبي رية من الضلالات والمجازفة)، ودلني على تحقيقاته للكتب كـتحقيقه لـ (التاريخ الكبير) للبخاري، و (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم، رحم الله الجميع.
وذلك لأن الأستاذ عبدالله حكمي رحمه الله من تلاميذ المعلمي اليماني.
وفُتحت لي بهذا نافذة على علم الحديث، والفضل فيها يرجع لهذين الرجلين رحمهما الله وغفر لهما : طالب العلم ذاك الذي كان يأتينا في مسجدنا الذي نجلس فيه، وكان يُعرف بمسجد ابن ملوح بالعتيبية، والأستاذ عبدالله حكمي أمين مكتبة مكة الثانوية.

واليوم تيسر أمر الحصول على الكتب، وتيسر أمر الوقوف على العلوم، والحمد لله .