السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 8 مايو 2016

كشكول ١٢٧٧: هالني ما سمعته في مقطع يوتيوب لأحدهم يقول:...


هالني ما سمعته في مقطع يوتيوب لأحدهم ، يقول: الكلمات التي علمها الله لآدم فتاب إليه، المشار إليها في قوله تعالى: ﴿فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: 37) ، هي أنه قال: بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ؛ فَتَابَ عَلَيْهِ".
وذكر أن ذلك مذكور في تفسير ابن كثير والألوسي والشوكاني وغيرها من التفاسير ، ولكن العصبية للمشايخ تمنع من أن يظهر ذلك القول!

أقول : هالني هذا ؛ فرأيت أن أنبه على ما فيه من الباطل والله المستعان؛ فأقول:
أولاً : راجعت كتب التفسير المذكورة وغيرها مما هو على طريقتها، فلم أجد أحداً ذكر ذلك.
ثانياً : راجعت كتب الحديث والآثار أبحث عن هذا الأثر، فوجدته مذكوراً في كتب الأحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ذكره ابن الجوزي في كتابه (الموضوعات 2/ 3)، قال: "أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ وَأَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَنْهُ، فَقَالَ: قَالَ: بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ، فَتَابَ عَلَيْهِ ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ عُمَرو بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْمِقْدَام وَلم يروه عَنْهُ غير حُسَيْن الأَشْقَر. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَمْرٌو بْن ثَابِت غير ثِقَة وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَن الاثبات"اهـ.
وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال (21/ 557): "وَقَال أبو حاتم : ضعيف الحديث، يكتب حديثه، كَانَ ردئ الرأي، شديد التشيع. وقَال البُخارِيُّ: ليس بالقوي عندهم. وَقَال أبو عُبَيد الآجري: سألت أَبَا داود عن عَمْرو بن ثابت ابن أَبي المقدام، فَقَالَ: رافضي خبيث"اهـ.
ثالثاً : وذكرت كتب التفسير عن السلف في تفسير هذه الكلمات ثلاثة أقوال ؛ أوضحها أن المراد به ما جاء في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ ( الأعراف : 23).
ووجدت هذا الحديث مما استدل به الرافضي الذي رد عليه ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (7/ 130 - 131).
أقول: فهذا جميعه يدل على أن القول الذي قاله هذا القائل ضرب من الباطل، العريق فيه، نسأل الله العفو والعافية.