السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 16 نوفمبر 2014

كشكول ٢٠٠: أصول خمسة في الرد على الذين يدعون إلى تقديم العقل في فهم نصوص الكتاب والسنة، دون الرجوع إلى علماء السلف



أصول خمسة في الرد على الذين يدعون إلى تقديم العقل في فهم نصوص الكتاب والسنة، دون الرجوع إلى علماء السلف:

الأصل الأول: أن العقل ليس له ضابط، يرجع إليه، فإلى عقل من نرجع حتى نحكم على النص بالعقل؟! 

الأصل الثاني: أن العقل له تخصص، فلا يستطيع النظر في الأمور التي لا يعلمها، فيرجع في كل فن إلى أهله، فأهل أي فن يرجع بعقولهم لفهم نصوص الشرع؟ فإن قيل يرجع إلى علماء الشريعة فنعم، وإن قيل إلى غير علماء الشريعة فهذا رجوع إلى غير أهل الفن! 

الأصل الثالث: أن العقل له مناطق محيرة، لا يستطيع أن يفهمها، وهذه التي سمّاها العلماء محارات العقول، والدين جاء بمحارات العقول ولم يأت بمحالات العقول، فالقدر والصحابة والنجوم أمور لا يحسن العقل الخوض فيها، لذلك جاء التوجيه النبوي بالإمساك عند ذكرها. 

الأصل الرابع: أن العقل ليس بحجة بمجرده؛ لأن الله لم يقم الحجة به على الخلق، إنما أقامها ببعثة الرسل، {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. (النساء:165). 

الأصل الخامس: أن الله جل وعلا امتدح الراسخين في العلم بتسليمهم، وهذا مقتضى العلم والإيمان، ومعنى ذلك أنك تسلم لما جاء عن الله تعالى، وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم العقل ينافي التسليم، 

فالتسليم للإيمان والدين هو المعتبر شرعًا، {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ}. (البقرة: 285). 


{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ}. (آل عمران: 7).