السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 16 نوفمبر 2014

كشكول ١٩٦: قصة أبيات كلفت عتق تسعة من العبيد



قصة أبيات كلفت عتق تسعة من العبيد:

قال أبو علي القالي في الأمالي: 

«حدثنا أبو عبد الله قال: «أخبرنا أحمد بن يحيى عن الزبير: 

أن عمر بن أبي ربيعة نظر إلى فتى من قريش يكلم جاريةً في الطواف فعاب ذلك عليه فذكر أنها ابنة عمه، 

فقال: «ذلك أشنع لأمرك»، 

فقال: «إني أخطبها إلى عمي، وإنه رغم أنه لا يزوجني حتى أصدقها أربعمائة دينار وأنا غير قادر على ذلك»، 

وذكر من حاله وحبه لها وعشقه، فأتى عمر عمه فكلمه في أمره، 

فقال: «إنه مملق، وليس عندي ما أحتمل صلاح أمره»، 

فقال عمر: «وكم الذي تريد منه؟».

فقال: «أربعمائة دينار». 

قال: «فهي علي فزوجه منها»، ففعل ذلك. 

وكان عمر حين أسنّ حلف ألا يقول شعراً إلا أعتق رقبة، فانصرف إلى منزله يحدّث نفسه، فجعلت جاريته تكلمه ولا يجيبها، 

فقالت: «إن لك لشأناً، وأراك تريد أن تقول شعراً»، فقال: 

تقول وليدتي لما رأتني ... طربت وكنت قد أقصرت حيناً 

أراك اليوم قد أحدثت أمراً ... وهاج لك الهوى داءً دفينا 

وكنت زعمت أنك ذو عزاء ... إذا ما شئت فارقت القرينا 

لعمرك هل رأيت لها سمياً ... فشاقك أم رأيت لها خدينا 

ويروي : بربك هل أتاك لها رسولٌ ... فشاقك .. .. .. .. .. " 

فقلت شكا إليّ أخٌ محبٌ ... كبعض زماننا إذ تعلمينا 

فقصّ عليّ ما يلقى بهند ... فذكر بعض ما كنا نسينا 

وذو الشوق القديم وإن تعزى ... مشوقٌ حين يلقى العاشقينا 

فكم من خلة أعرضت عنها ... لغير قلىً وكنت بها ضنينا 

أردت بعادها فصددت عنها ... وإن جنّ الفؤاد بها جنونا 


ثم دعا بتسعة من رقيقه فأعتقهم.