السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 29 يناير 2015

كشكول ٦٦٠: الشيخ عبدالرزاق عفيفي -رحمه الله-



الشيخ عبدالرزاق عفيفي -رحمه الله-.

يذكر عن الشيخ محمد بن إبراهيم أنه سئل عنه فقال: «ذهب خالص».
التقيت به في جلسة غداء عملها أحد الإخوة البخارية، بمنزله بمخطط الخياط أو الشافعي والله لا أذكر، كان الغداء خاصاً للشيخ عمل له سمك، وناداني أنا فقط أحضر مع الشيخ، -جزى الله ذلك الأخ خيراً-.
جلست مع الشيخ أتكلم معه في شتى الفنون... كنت لوحدي معه ليس معنا أحد إلا صاحب الدعوة الذي كان مشغولاً بإعداد الطعام.
أتذكر أن الشيخ -رحمه الله- كان مرحاً يتوقد ذكاء، ويحب البحث، والمحاورة، والمناظرة.
فقلت له: «سأعرض عليك أدلة القائلين بجواز المجاز في اللغة، وأنت رد عليهم». فقال: «هات...».
فبدأت أورد عليه كلامهم وهو يرد، وأذكر من كلامه -رحمه الله-: أن المجاز دعوى، لا يستطيع أصحابها إثباتها، إلا بأن يثبتوا أن العرب استعملت اللفظ بالمعنى الذي هو المعنى الحقيقي، ثم بعد ذلك استعملت اللفظ في المعنى الآخر الذي هو المعنى المجاز، قال: ودون إثبات ذلك خرط القتاد.
والقتاد نوع من الشجر، كثير الشوك، وخرطه أن تقبضَ على أعلاه ثم تُمِرَّ يدكَ عليه إلى أسفله. وفي المثل: «دونَه خَرْطُ القتاد».
كان الشيخ -رحمه الله- يباحث، ويناظر، ويناقش، ويرد، تشعر أنه في قوة الشباب ونشاطهم على كبر سنه حينئذ!

ولا أعلم أن الشيخ عقد درساً في المسجد الحرام -رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته-!