السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 4 مايو 2015

قيود بعض القواعد الفقهية والأصولية ١١



(11 - 16) الأجر على قدر المشقة، مقيد بـ:
- العمرة عند البخاري -رحمه الله-،
- وبغير ما دل الدليل على خصوصيته عند غيره.
دليل القاعدة ما جاء عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ؟».  قَالَ: «انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهَرْتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي مِنْهُ، ثُمَّ الْقَيْنَا عِنْدَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ غَدًا - وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ أَوْ - قَالَ - نَفَقَتِكِ». ( أخرجه البخاري في كتاب الحج، بَابُ أَجْرِ العُمْرَةِ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ، حديث رقم: (1787)، ومسلم في كتاب الحج، بَابُ بَيَانِ وُجُوهِ الْإِحْرَامِ، وَأَنَّهُ يَجُوزُ إِفْرَادُ الْحَجِّ وَالتَّمَتُّعِ وَالْقِرَانِ، وَجَوَازِ إِدْخَالِ الْحَجِّ عَلَى الْعُمْرَةِ، وَمَتَى يَحِلُّ الْقَارِنُ مِنْ نُسُكِهِ، حديث رقم: (1211).)، وعليه قاعدة: الأجر على قدر المشقّة! وهذه القاعدة مقيدة؛ فقد دلت النصوص الشرعية على وجود عبادات الأجر فيها أعظم بكثير من نصبها، فمحلها في غير ما ورد فيه النص بكون الأجر أعظم من مشقة، أو خاصة بالعمرة كما أفاده تبويب البخاري -رحمه الله-، فقد بوب على الحديث: «بَابُ أَجْرِ العُمْرَةِ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ».
ومن الأعمال التي ورد فيها أن الأجر أعظم من المشقة:
- قيام ليلة القدر،
- والعمل في أيام العشر من ذي الحجة،
وذكر الله تعالى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ».  قَالُوا: «وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟».  قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ». ( أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، بابُ الْحَثِّ عَلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم: (2676).).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ». ( أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح، حديث رقم: (6406)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء حديث رقم: (2694).). 
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا». (أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، حديث رقم: (223).).
هذا كله يتضمن ذكر أعمال صالحة الأجر فيها أكثر من المشقّة.