السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 12 مايو 2015

سؤال وجواب ١٨٣: ما معنى العبرة بما رواه الراوي لا فيما يراه؟



سؤال:
«ما معنى العبرة بما رواه الراوي لا فيما يراه؟».

الجواب:
يعني أن المعتبر الذي يجب اتباعه والأخذ به الحديث الذي يرويه الراوي، لا رأيه وفتواه.
فقد يحصل أن يستفتى راوي حديث معين عن مسألة جوابها في الحديث بعينه الذي يرويه، فيفتي بخلاف الحديث؛ فهنا لا التفات إلى فتواه، وإنما العبرة بالحديث الذي رواه.
فإن قيل: وكيف يفتي راوي الحديث بخلافه؟
فالجواب: قد يفتي راوي الحديث بخلافه؛
- لأنه نسي الحديث حال الفتوى،
- أو لم ينتبه لدلالة الحديث على المسألة،
- أو ظن الحديث منسوخاً أو معارضًا بحديث آخر، ونحو ذلك من الأعذار.
فمثلاً ابن عباس هو الذي روى حديث أن الطلقات الثلاث كانت تحسب بواحدة في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي عهد أبي بكر -رضي الله عنه- وفي صدر خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. فهذه روايته.
وجاءت فتوى عن ابن عباس -رضي الله عنه- في احتساب الطلقات الثلاث في مجلس واحد.
فهنا العبرة بروايته لا برأيه؛ لأن رأيه مخالف لمرويه.
وهذه القاعدة : العبرة بما رواه الراوي لا برأيه، مقيدة بإلا إذا كان تفسيراً منه لمرويه؛ فإن أدرى به من غيره.
والله الموفق.