السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 13 أغسطس 2015

لفت نظري ٥٧: المسلم لا يسأل عن الباطن، وإنما يتكلم عن الظاهر



لفت نظري ... أن بعض الناس إذا جئت تتكلم واحتجت أن تذكر بعض الفساق بفسقهم يقول: يا أخي لا تتكلم فيه ، لعله يكون عند الله من الأولياء!
والحقيقة هذا الكلام غير صحيح؛ لأن المسلم لا يسأل عن الباطن، وإنما يتكلم عن الظاهر، فهو لما وصف الفاسق بفسقه الظاهر لا لوم عليه ولا تثريب، و ليس لفاسق متظاهر بفسقه غيبة ، فلا حرج في ذلك.
و لا مجال لأن يقال: لعله عند الله من الأولياء، لأننا نقول الذي تعلمناه من السلف الحكم بحسب الظاهر والله يتولى السرائر، ولذلك ورد عن بعض السلف : طريقنا هذا لا يحكم للسالك فيه إلا بشاهدي عدل : الكتاب والسنة. يعني لا يقبل حاله إلا إذا عرض على الكتاب والسنة.
وورد عن بعض السلف: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تحكموا له إلا إذا عرضتم حاله على الكتاب والسنة.
والله تبارك وتعالى يقول في سورة يونس: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)).
فالعبرة بالإيمان وتقوى الله ولابد أن يكون ذلك ظاهراً، فالإيمان يظهر بالأعمال الصالحة ، وتقوى الله كذلك.
وقد رأيت كثيراً من العوام يسوغون أحوال الصوفية بهذه الطريقة، فهذا باب من أبواب الباطل يسوغ لأهل البدع حالهم، فينبغي الانتباه له، والحذر منه.
والأصل العام : لنا الظاهر والله يتولى السرائر!

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.