الفرق بين: صفات الذات، وصفات الفعل:
قال ابن سعدي -رحمه الله- (كما في (الأجوبة السعدية عن المسائل الكويتية)، (ص: ١١٩).):
«إن صفات الذات: هي الصفات اللازمة، التي لا تنفك ذات الباري عنها، بل هو موصوف بها. وهي ثابتة له كل وقت، وفي كل حال، ولا تتعلق بقدرته ومشيئته، وذلك مثل: الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعظمة، والكبرياء، والعلو، والحمد، والمجد، والجلال، والجمال، والعزة، والحكمة، ونحو ذلك من الصفات التي هي من لوازم ذاته، ولا ينفك، ولا يخلو منها، فله منها كمالها، وغاياتها، ونهاياتها، بحيث لا يحيط العباد ببعض هذه الصفات.
وأما صفات الأفعال: فهي كل صفة تتعلق بقدرته ومشيئته، وهي التي إن شاء فعلها، وإن لم يشأ لم يفعلها، وذلك مثل: صفة الكلام، فإنه موصوف بالكلام الذي لا ينفد ولا يبيد، وكلامه متعلق بمشيئته وقدرته، فإن شاء تكلم، وإن شاء لم يتكلم، وكذلك صفة الرحمة، فإنها صفة ذاتية، وصفة فعلية، فإنه يرحم من يشاء {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}. (يوسف: من الآية: ٥٦)، وكذلك الاستواء على العرش؛ فإنه لم يستو عليه إلا بعد خلق السموات والأرض، وكذلك النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة، فإنها من صفات الأفعال، فإنه ينزل إذا شاء كيف يشاء، وكذلك من صفاته الفعلية: صفات الخلق، والرزق، والتصريف، والتدبير، فإنه موصوف بأنه الخلاق، والرزاق المتصرف المدبر للمخلوقات، ولكنها تتعلق بمشيئته وقدرته، فإنه كل يوم هو في شأن، وهي شؤون، وتدابير، وتصاريف، يبديها ويظهرها في أوقاتها اللائقة بها، بحسب حكمته وحمده، ذلك كله بقدرته ومشيئته. فهذا على وجه الإشارة: هو الفرق بين الصفات الفعلية الذاتية، والصفات الفعلية» اهـ.