العالم غير المفتي غير القاضي.
جاء عن إسماعيل بن حماد بن النعمان بن زوطا الكوفي وهو من الفقهاء. قال محمد بن عبدالله الأنصاري: «ما ولي القضاء من لدن عمر إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حماد». قيل: «ولا الحسن البصري؟». فقال: «ولا الحسن».
قال أبو العيناء: «دسّ الأنصاري إنساناً يسأل إسماعيل لما ولي قضاء البصرة.
فقال: «أبقى الله القاضي! رجل قال لامرأته...»، فقطع عليه إسماعيل وقال: «قل للذي دسّك إن القضاة لا تفتي».». ( تاريخ بغداد: (7/216)، لسان الميزان: (2/114).).
ومن ذلك ما ذكره أبو إسحاق الشيرازي (ت476هـ)، قال: سمعت شيخنا القاضي أبا الطيب الطبري (ت450هـ)، يقول سمعت أبا العباس الخُضَرِي قال: «كنت جالساً عند أبي بكر محمد بن داود، فجاءته امرأة فقالت: «ما تقول في رجل له زوجه، لا هو يمسكها، ولا هو يطلقها (أي: لا يقدر على نفقتها)؟».
فقال أبو بكر: «اختلف في ذلك أهل العلم؛
فقال قائلون: «تؤمر بالصبر والاحتساب، ويُبعث على الطلب والاكتساب».
وقال قائلون: «يؤمر بالإنفاق، وإلا حُمل على الطلاق».».
فلم تفهم المرأة قوله، فأعادت سؤالها عليه. فقال: «يا هذه، قد أجبتك على مسألتك، وأرشدتك إلى طلبك، ولست بسلطان فأمضي، ولا قاض فأقضي، ولا زوج فأرضي، فانصرفي». (سير أعلام النبلاء: (13/114-115)، توضيح المشتبه: (3/248-249)، بتصرف يسير.).