السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 21 ديسمبر 2014

علمني ديني ١٣٤: أن الولد من سعي والديه


علمني ديني: 

أن الولد من سعي والديه؛ فمهما عمل من عمل صالح؛ فإنه يصل إلى والديه، ومهما عمل من سوء؛ فإنه لا يصل إلى أبيه، إنما إلى نفسه.

ودليل ذلك قوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}. (هود:46).

ولأن ولد الإنسان من سعيه، {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}. (النجم:39).

قال الألباني -رحمه الله- عند كلامه عن ما ينفع الميت بعد موته في كتابه أحكام الجنائز ص171: «رابعاً : ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء؛ لأن الولد من سعيهما، وكسبهما، والله -عز وجل- يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه». (أخرجه أبو داود (2 / 108) والنسائي (2 / 211) والترمذي (2 / 287) وحسنه، والدارمي (2 / 247) وابن ماجه (2 / 2 - 430) والحاكم (2 / 46) والطيالسي (1580) وأحمد (6 / 41، 126، 127، 162، 173، 193، 201، 202، 220) وقال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبي، وهو خطأ من وجوه لا يتسع المجال لبيانها. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو. رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد (2 / 179، 204، 214) بسند حسن.).

ويؤيد ما دلت عليه الآية والحديث أحاديث خاصة وردت في انتفاع الوالد بعمل ولده الصالح، كالصدقة، والصيام، والعتق، ونحوه. وهذه بعضها:
فذكر أحاديث منها: 

عن عبد الله بن عمرو: أن العاص بن وائل السهمي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة؛ فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة، وأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية قال: «حتى أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله إن أبي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة، وإن هشامًا أعتق عنه خمسين، وبقيت عليه خمسون، أفأعتق عنه؟». فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

«إنه لو كان مسلمًا فأعتقتم، أو تصدقتم عنه، أو حججتم عنه؛ بلغه ذلك». وفي رواية: «فلو كان أقر بالتوحيد، فصمت، وتصدقت عنه؛ نفعه ذلك». 

(أخرجه أبو داود في آخر (الوصايا) (2 / 15) والبيهقي (6 / 279) والسياق له، وأحمد (رقم 6704) والرواية الاخرى له، وإسنادهم حسن»اهـ.