السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 14 ديسمبر 2014

لفت نظري ٢١: ما سمعته من بعضهم وهو يعظم رجلاً من أهل البدع، ممن اشتهر بتفسير القرآن الكريم...


لفت نظري:

ما سمعته من بعضهم وهو يعظم رجلاً من أهل البدع، ممن اشتهر بتفسير القرآن الكريم، ويدلل على ذلك بأنه سمع له تفسيراً لحديث: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ»؛ فهو يقول: لقد فسر الحديث بأن الصوم هو العبادة الوحيدة التي لم يعبد بها غير الله، دون العبادات الأخرى!

وهذا الذي قاله فيه نظر؛ ومعنى الحديث مفسر من روايات الحديث نفسه؛ فقد أخرج مسلم تحت رقم: (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»؛ 

ومعنى ذلك: 
أن كل العبادات يجازى عليها العبد وفق ميزان الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، إلا الصوم فإنه الجزاء عليه ليس على هذا الميزان؛ فإن الله يجازي به بما يخرج عن هذا الميزان، فله الجزاء الأعظم؛ فالصوم صبر عن الجوع والعطش والشهوة، والله يقول: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. (الزُّمر:10)، فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب الأجر والثواب المعتاد الحسنة بعشر أمثالها.
وخصوصية الصوم بذلك؛ لأن المسلم يصبر فيَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي.

هذا معنى الحديث.

أما التقرب بالصوم لغير الله، فأين هو عن أصحاب رياضات اليوجا والبوذيين!

والله أعلم.