السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 18 يناير 2015

علمني ديني ١٧٣: أن ما اختاره الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الأكمل والأفضل؛ لأنه أفضل خلقه وأكملهم


علمني ديني :

أن ما اختاره الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الأكمل والأفضل؛ لأنه أفضل خلقه وأكملهم.
اعلم أن ما اختاره الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الأفضل، في كل شيء.
والآثار الدالة على هذا المعنى كثيرة.
وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يراعون ذلك.
ومن الأدلة على ذلك:
ما جاء عن عائشة -رضي الله عنها- في قصة كفنه -صلى الله عليه وسلم-؛ عند مسلم: «كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، مِنْ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ. أَمَّا الْحُلَّةُ، فَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا، أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ لِيُكَفَّنَ فِيهَا، فَتُرِكَتِ الْحُلَّةُ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ. فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «لَأَحْبِسَنَّهَا حَتَّى أُكَفِّنَ فِيهَا نَفْسِي». ثُمَّ قَالَ: «لَوْ رَضِيَهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا». فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا».
( أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب الثياب البيض للكفن، حديث رقم: (1264)، ومسلم في كتاب الجنائز باب في كفن الميت حديث رقم: (941)).
الشاهد قول عبد الله بن أبي بكر الصديق: «لَوْ رَضِيَهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا».
وفي قصة دفنه:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَضْرَحُ كَحَفْرِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَلْحَدُ، فَدَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلِلْآخَرِ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ. قَالَ: فَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».
( أخرجه أحمد (الميمنية 1/8)، (الرسالة 1/212- 213، تحت رقم 39). قال محققو المسند: «حديث صحيح بشواهده»اهـ).
الشاهد قول العباس: «اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ».
ويقول ابن تيمية -رحمه الله- (مختصر الفتاوى المصرية ص300. وقارن بعدة الصابرين/ دار ابن كثير/ التراث ص211):

«الَّذِي يَنْبَغِي أَن يُقَال إِن مَا اخْتَارَهُ الله لنَبيه -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- هُوَ الْأَفْضَل»اهـ.