السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 18 يناير 2015

قال وقلت ٦١: حوار في نصرة المسلمين لإخوانهم



حوار في نصرة المسلمين لإخوانهم.

قال محدثي: «الشباب الذين يخرجون للجهاد يؤدون واجب النصرة لإخوانهم المسلمين الذين تسلط عليهم أعداء الدين، قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال: 72).».

فقلت:
النصرة نوعان:
- نصرة من أفراد المسلمين، وهذه تتحقق بالدعاء، وبذل المال لمساعدتهم عن طريق الجهات المسؤولة.
- نصرة بالقتال وبذل النفس، فهذا لا تجب على أفراد المسلمين وهم فيها تبع لولاة أمرهم.
فمن خرج من الشباب للجهاد بزعمهم لنصرة إخوانهم فعلهم هذا خطأ؛
إذ فيه مخالفة لأمر الله؛ لأنه ليس لهم الخروج للقتال، إنما هذا على ولي الأمر هو الذي يقرر ذلك، والمسلمون يتبعون أمر ولاة أمرهم.

فقال: «من أين جئت بهذا التقسيم للنصرة؟».

فقلت: من الآية نفسها، فإن الله تعالى يقول في تتمة الآية: {إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال: 72)،
فالمخاطب بالنصرة هو المخاطب بالعهد والميثاق،
وبما أن عقد العهود والمواثيق من شأن ولي الأمر؛ فالنصرة منه لا من أحد غيره، فشأنها كشأن الجهاد، لا يتوجه فيها الخطاب إلى أفراد المسلمين. فأفراد المسلمين ليس لهم إعلان جهاد، ولا الذهاب لنصرة أحد من المسلمين بالقتال وبذل النفس إلا بإذن الإمام، كما أنه ليس لأحد منهم عقد العهود والمواثيق مع الدول الكافرة؛ لأن هذا من شان الإمام.
وإذا كان الحال كذلك،
فانحصرت نصرة الأفراد بما هو من شأنهم، وهو:
- الدعاء،
- وبذل المال للمساعدة والنصرة. وتقيد النصرة بالمال ببذلها للجهات المسؤولة الموثوقة.

فقال: «هم أوقفوا بعض المشايخ من جمع المال للنصرة».

فقلت: ألم تعلم أن بعض هؤلاء المشايخ لم يحسن توصيل المال إلى ما يحقق النصرة والمساعدة، وأنه فضحت أمور لا تليق في ذلك،
وأن القاعدة والموالين لها توصل إليهم الأموال بهذه الطريقة... لذلك لابد أن يوقف هؤلاء عن جمع المال، وأن يكون ذلك عبر جهات أوكل إليها ولي الأمر جمع المال؛ لإيصاله إلى الجهة الصحيحة؛ ليحقق النصرة المشروعة.