السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 24 يناير 2015

سؤال وجواب ٩١: هل تقصد الخطيب أن يجعل خطبة الجمعة على الدجال؛ بنية تأخير خروجه، مستدﻻً بهذا الحديث، يكون صحيحًا؟!


سؤال: «قال -عليه السلام-: «ﻻ يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك اﻷئمة ذكره على المنابر».
هل تقصد الخطيب أن يجعل خطبة الجمعة على الدجال؛ بنية تأخير خروجه، مستدﻻً بهذا الحديث، يكون صحيحًا؟!».

الجواب:
الذي يظهر أن الحديث ضعيف؛ فإن في سنده انقطاعًا. وهو من زوائد عبدالله بن أحمد بن حنبل على مسند أبيه، قال محققو المسند (27/ 225، الحديث رقم: 16667): «إسناده ضعيف، راشد بن سعْد: هو المَقْرائي الحمصي، لم يدرك الصعب بن جَثامة، وبقية: وهو أبن الوليد يدلس ويسوي، وهو وإن صرح بسماعه من شيخه صفوان بن عمرو عند ابن أبي عاصم، فإن مثله يحتاج إلى التصريح في جميع طبقات الإسناد، ثم إنه انفرد به وهو ممن لا يحتمل تفرده.
وقد أعله الحافظ في (الإصابة) في ترجمة الصعب بالإرسال. وبقية رجاله ثقات. حيوة: هو ابن شريح بن يزيد الحمصي، وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي.
وأخرجه ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني)، (907) عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد، (7/335).)، وقال: «رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات!».»اهـ.

قلت: وفي المتن نكارة من جهة أن أحاديث كثيرة تفيد أن الرسول كان يخشى خروج الدجال في زمنه، مع كثرة ذكره وتحذيره منه. فلو كان لا يخرج إلا عند غفلة الناس عن ذكره، لما كان هناك معنى لخشيته -صلى الله عليه وسلم-. وعليه فالحديث ضعيف جداً، والله اعلم