السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 18 مايو 2015

سؤال وجواب ١٨٦: لماذا علمنا الله -تبارك وتعالى- أنه نسأله الهداية في كل ركعة من الصلاة...؟



سؤال:
«لماذا علمنا الله -تبارك وتعالى- أنه نسأله الهداية في كل ركعة من الصلاة فنقول: (اهدنا الصراط المستقيم)، ولولا هدايتنا ما قمنا للصلاة؟».

الجواب:
الهداية أنواع:
- منها هداية عامة للخلق كله، فكل ميسر لما خلق له، وفق ما قدره الله له، فهو الذي هدى الكواكب إلى سيرها، والحيوانات إلى عيشها، {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى }. (الأعلى: 3).
- ومنها هداية التوفيق إلى قبول الحق، والالتزام به، وهذه الهداية بيد الله، وهي تقابل الضلالة، فمن وفقه الله قبل الحق والتزمه. وهذه الهداية لا يملكها أحد إلا الله، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }. (القصص: 56).
- ومنها هداية البيان، والإرشاد، والدلالة إلى الحق، وهي التي قام به رسل الله، ومن لك رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. (الشورى: 52).
- ومنها هداية التوفيق للثبات على الحق، والعمل به، ولزومه، قال تعالى: {أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. (البقرة: 5).
وغيرها من الهدايات.
والمسلم مهما بلغ من العلم ومهما كانت درجته في العبادة يحتاج إلى أنواع الهداية.
فليست القضية مجرد أن يعرف الحق، ولا مجرد أن يقبله فيعمل به، بل هو يحتاج إلى هداية الثبات واللزوم، وهداية التعليم والبيان، وكل هذه الهدايات هو بحاجة إليها في كل وقت.
والله أرشدنا إلى أن نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة، ونسأله الهداية لهذه المعاني وغيرها، والله أعلم.