السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

سؤال وجواب ٣٥٣: ما الضابط في القراءة في كتب تخصصات غير الدين كالتاريخ والنّحو لغير السلفي؟



سؤال :
«ما حكم قراءة كتب التاريخ ل.... المعروف برده على الروافض.
فإنّي لمّا نصحت أخا لي بقراءته. قال لي: أنّه تكلم فيه العلماء فقلت له: إنّ تخصصه تاريخ كما قال الشيخ ... . فرفض ذلك وقال: ربما يدس بدعه في كتبه.
فأريد منك نصيحة عامّة في هذا الباب خاصة في تخصصات غير الدين كالتاريخ والنّحو وأصول الفقه. هل يلزم أن تقرأ لسلفي في هذا وإن لم يوجد لا تقرأ. أم ما الضابط؟».


الجواب :
من اشتهر ببدعته والدعوة إليها، فهذا يهجر وتهجر كتبه ويحذر منه ومنها كالزمخشري صاحب الكشاف.
أمّا من عرف ببدعة ولم يعرف بالدعوة إليها، ولم يذكر أحد من أهل العلم أنه يدس بدعته في كتبه، بل ويوصف بالعلم، و بدعته خطأ علمي وقع فيه، فهذا يستفاد من كتبه، ويرد ما أخطأ فيه ويحذر من الخطأ.
أما من عرف ببدعته، ولم يعرف بالدعوة إليها، واحتيج إلى علمه الذي هو له ضابط، فهذا يؤخذ عنه، إلا إذا ترتب على ذلك تغرير الناس ببدعته وتهوينها.
والحال كما في الرواة الموصوفين ببدعة، فإن الدعاة منهم لا يؤخذ عنهم وغير الدعاة يؤخذ عنهم إذا عرف أنهم ضبطوه.
والمشكلة في هذا الباب تأتي من جهات عديدة؛
منها الخوف على العامة بأن يتقبلوا الشخص ببدعته.
ومنها أن يغتر صاحب البدعة بالناس حوله ويظن نفسه على حق.
ومنها أن يتأثر القارئ لكتابه فيقبل بدعته.
وقد تقع مشكلة من جهات أخرى؛
منها أن لا يميز بين البدعة والخطأ.
ومنها أن لا يمايز بين البدعة الكبرى والبدعة الصغرى.
ومنها أن يعامل جميع أصحاب البدع معاملة واحدة، بدون تمييز أهل الأهواء من غيرهم.
وهذه كلها قضايا خطيرة؛ والسلامة في البعد عن كل من تكلم فيه، مع حفظ اللسان عن الكلام بغير علم، والله المستعان.