السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

كشكول ٥٤: وصف أئمة الحديث بالتشدد، والتساهل، والاعتدال، هو وصف نسبي


وصف أئمة الحديث بالتشدد، والتساهل، والاعتدال، هو وصف نسبي، ليس حكماً مطرداً لازماً في كل راو من الرواة؛
لأن الأصل أن الأئمة أهل معرفة واطلاع، كما يحرصون على أن لا يمشوا ويقبلوا حديث من لا تقبل روايته، حريصون على أن لا يردوا حديث من تقبل روايته.
ولأن عبارات الأئمة في الجرح والتعديل، ومناهجهم في ذلك، تحتاج إلى استقراء لكل إمام على حدة. ومما يعين في تعرف معاني عبارات الإمام عبارات معاصريه من الأئمة في حق راو بعينه.
ولأن الواقع مؤذن بالحاجة إلى معرفة اصطلاحات الأئمة وعباراتهم في الجرح والتعديل، وأنه ليس لذلك قانون مطرد على الكل، فالحكم على إمام بأنه متشدد حكماً عاماً مطلقاً مطرداً، لا يستقيم مع كل هذه الأمور.

فإن قيل: «إذا كان هذا هو الواقع، فما فائدة وصف الذهبي وابن حجر وغيرهم أئمة الجرح والتعديل بالتشدد والتسامح والاعتدال، وأن كل طبقة من طبقات الأئمة لا تخلو من متشدد ومتسامح ومعتدل؟»

فالجواب: فائدة ذلك تظهر بالنسبة إلى وجود الاختلاف والتعارض بين كلام أئمة الجرح والتعديل في راو بعينه!
ففي هذه الحال يصار إلى الترجيح بمعرفة أن هذا الإمام له في عبارته شدة، تعرف إذا قابلنا عبارته بعبارة غيره من أئمة الشأن الذين في طبقته أو حتى غيرهم!

وهذه الحال هي محل نسبية هذا الوصف، والله أعلم.