السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

كشكول ٢٨٧: السلفية... والمتسلفون.


السلفية... والمتسلفون.

السلفية منهج،

ليست حزبًا 

أو جماعة تنظيمية. 

والمراد بالمنهج: اتباع السبيل والطريق الذي يمثل الصراط المستقيم، الذي كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. 

أمّا المتسلفون: فهم أناس شعارهم السلفية، وكلامهم عن السلفية، لكن منهجهم وطريقهم يحيد في جهات وجوانب عن الجادة، ويتبع بنيات الطريق؛

فتجد (أعني: المتسلفين)، يجعلون السلفية تنظيماً، من أجل الدعوة زعموا، ويلزمونه، ويجعلون كل أعمالهم وأنشطتهم من خلاله، فما يلبث إلا ويتحور هذا التنظيم إلى حزب، يكون عليه الولاء والبراء؛ فلا عالم إلا من خلال هذا التنظيم الحزبي. ولا محبة، ولا نصرة إلا من خلاله. ولا، ولا، ولا... إلا من هذا التنظيم الحزبي! 

وهذا كله السلفية الحقة منه براء.

وهذا الحَقُّ لَيس به خفاءٌ ... فَدَعني من بُنيَّات الطريقِ 

أين السلفية في حق من يتبنى كلام رجل واحد في التنظيم، ولا يعدل عنه؟! 

أين السلفية في هجر العلم الشرعي، وترك تعليمه على ما كان عليه السلف الصالح؟! 

أين السلفية في هجر طريق السلف الصالح؟! 

هل يكفي أن أقول: إني سلفي اتبع منهج السلف، وأطيل لحيتي، وأقصر ثوبي، دون أن أكون متبعاً لما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟! 

هل يكفي أن أنادي باتباع منهج السلف الصالح، وأطبقه بحسب الرؤية التي لدى التنظيم والحزب؟! 

هل أكون بهذا سلفياً؟! 

مشكلة من مشاكل السلفية أن بعض أصحاب الاتجاهات المنحرفة عن الجادة تدّعيها، ويقولون: نحن على منهج السلف الصالح، 

بل لعلهم لا يرضون أن تنسبهم لغير السلفية. 

فهل هؤلاء مع مخالفاتهم يصح أن يقال: إن منهجهم منهج السلف الصالح؟! 

لا شك أن الدين عند الله هو الإسلام. 

وأن الإسلام الصافي الذي لا كدر فيه هو ما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-. 

فهؤلاء الذين يريدون ويصرون على الانتساب إلى السلفية بما هو عليه من كدر المشرب، لا يمثلون الدين الإسلامي الصافي، الذي من يرغب عنه فقد سفه نفسه! 

وإلى هذا المعنى يشير الحديث الثابت: «وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ».


والله الموفق.