السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

كشكول ٢٨٢: الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر جميع القرآن, وعلمه منه الصحابة


الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر جميع القرآن, وعلمه منه الصحابة.

ما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد بين للصحابة القرآن جميعه، وفهموا منه معانيه؛ 

ودليل ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمره الله ببيان القرآن الكريم قال جل وعلا: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.(النحل:44).

وبيان الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

- تارة بذكر الآية، وبيان معناها.

- وتارة بذكر ما يتعلق بالآية من غير ذكرها، فمثلاً ما جاء عنه في نصاب السرقة، وما يتعلق بالحد، هو تفسير لآية: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. (المائدة:38).

- وتارة بالهدي العام، كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: «كان خلقه القرآن».

فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قام بما أمر به.

والصحابة ما كانوا يفرطون في سؤال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عما لم يعلموه من القرآن الكريم. قَالَ شيخُ الإسلاَم ابنُ تَيميَّة -رحمه الله-: «و منَ المَعلُوم أنَّ كُلَّ كَلاَمٍ فَالمَقصُود منهُ فَهمُ مَعَانِيه دُون مُجرَّد ألفَاظه؛ فالقُرآنُ أولَى بذَلك، وأيضاً فالعَادَةُ تَمنعُ أن يَقرَأ قومٌ كتَاباً فِي فنٍّ من العِلم كالطِّبِّ والحِسَاب ولاَ يَستَشرِحُوه، فَكَيفَ بكتَاب اللهِ الذِي هُو عِصمَتُهم، وبه نَجَاتُهُم، وسَعَادَتُهم، وقِيَامُ دِينهِم ودُنيَاهُم؟!» اهـ. ((مَجموع الفتاوى)(332/13).).

وكان القرآن عندهم على أربعة أنحاء:

- ما لا يعلم تأويله إلا الله، مثل: كيفية صفاته -سبحانه وتعالى-، وما أبهم في القرآن وأخبر أنه لا يعلمه إلا هو -سبحانه وتعالى-.

- ما يعلم من لغة العرب، والصحابة هم أهل اللغة.

- ما يعلم بالرجوع إلى أهل العلم، والصحابة ما كانوا ليقصروا في سؤاله -صلى الله عليه وسلم- والرجوع إليه فيما يشكل عليهم.

- ما لا يعذر أحد بجهله.

فتحصل أن الصحابة قد علموا جميع معاني القرآن الكريم من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

حتى فيما اجتهدوا فيه من تفسير القرآن فهو اجتهاد مبني على المعنى الذي فهموه عن الرسول -صلوات ربي وسلامه عليه-؛ لذلك كان تفسيرهم للقرآن عند أئمة الحديث من قبيل المرفوع حكماً. لكنه في تصانيفهم الحديثية لا يدخلونه في المساند، إنما يجعلونه في كتب الآثار.


والله الموفق.